جدة - صالح جقدان (إينا) - يحرم الإسلام "إهمال العناية بالأطفال، خشية التشرد والضياع، كما يحظر استغلالهم وتكليفهم بالأعمال التي تؤثر على طاقاتهم الجسدية والعقلية والنفسية"، مشددا أن "الاعتداء على الأطفال في عقيدتهم أو أنفسهم أو أعراضهم أو أموالهم أو عقولهم جريمة كبيرة".
ذلك هو موقف الشريعة الإسلامية من "حماية حقوق الأطفال خلال حالات الصراع المسلح والاحتلال الأجنبي والطوارئ والكوارث"، الذي أبان عنه مجمع الفقه الإسلامي الدولي في ورقة علمية قدمها إلى الدورة العادية العاشرة للهيئة الدائمة المستلقة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في مقر المنظمة في الفترة من 27 نوفمبر إلى 1 ديسمبر 2016م.
وبيّن مجمع الفقه الإسلامي أن "الأطفال اليتامى واللقطاء والمشردين وضحايا الحروب وغيرهم ممن ليس لهم عائل لهم جميع حقوق الطفل ويقوم بها المجتمع والدولة".
وأكد أن الإسلام أعطى الأطفال مكانة وعناية لم يُعطوها من قبل أية ديانة ولا فكر وضعي بشري، استهلالا بما قبل الولادة حتى بلوغهم مرحلة الشباب.
واستدلال على ذلك، أوضح المجمع أن الإسلام حمّل الوالدين واجب المحافظة على أطفالهم، بل وحسن تأديبهم وتعليمهم وإصلاحهم وحمايتهم من النزوغ إلى العنف ومن الانحراف إلى العدوان.
ووفق المجمع الفقهي، أوجب الإسلام، كذلك، اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الأطفال من التعرض لأي خطر أو هجوم أو ضرر يحتمل وقوعه من قبل العدو المحارب، وإجلائهم من المناطق المحاصرة أو المطوقة. كما حظر إشراكهم في النزاعات المسلحة، واعتبر تجنيدهم (الطوعي والإجباري) مخالفا لمقاصد الشريعة وأحكامها ونصوصها، وجريمة نكراء في حق الفطرة الإنسانية السوية.
وتضمنت حلقة النقاش التي أقامتها الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان حول حماية حقوق الأطفال، مداخلات قيمة من المشاركين وخبراء من مختلف المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة.
وكشف الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز الشدي، عضو الهيئة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان الدولي، في مداخلته حول الموضوع، أن حوالي 90 في المئة من الأطفال ضحايا النزاعات المسلحة هم في العالم الإسلامي.
وبحسب منظمات حقوقية دولية، أودت النزاعات المسلحة في العقد الماضي، بحياة أكثر من مليوني طفل، وشوهت 6 ملايين آخرين، وتسببت في نزوح وهجرة حوالي 20 مليون طفل، من بينهم 8 ملايين طفل سوري، فضلا عن مليون من اليتامى، وفقا للدكتور الشدي.
وأضاف: إن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" تقدر عدد الأطفال المشاركين في الصراع اليمني بثلث العدد الإجمالي للمقاتلين، في حين يعاني أطفال فلسطين كل أنواع الانتهاكات لحقوقهم تحت الاحتلال الإسرائيلي.
مواقع النشر