حسين شيخ - (اليوم) - افتتح مساء الأربعاء الماضي المعرض الشخصي للفنان التشكيلي السعودي زهير مليباري، بصالة مرسم المبدعين، بمدينة جدة، وذلك بحضور القنصل العام الفرنسي بجدة الدكتور لويس بلين.
حول معرضه الشخصي، وآرائه الفنية وقضايا الساحة التشكيلية..
ما الرؤى التي ستحملها نصوصك البصرية في معرضك المقام تحت اسم "رباعيات 2"؟
يجسد معرضي هذا جملا لفظية لصور خيالية، تعكس لنا مشاهد تشابه الواقع وتقترب منه، مشتركة مع الصور البصرية التي تباشر الحقيقة أو تبتعد عنها، في تسجيل مكنونات حسية، تصف أصالتنا وتأخذ من تراثنا وتظهر تجاربنا التي مررنا بها.
ونحاول في هذه (الرباعيات 2) أن نحدث شيئا من التوافق بين الصورة البصرية المجسدة للمشهد الخيالي وتقريبها من الجملة اللفظية، للدلالة عن مكيات عشقناها وعشناها وأصبحت إرثاً حاضراً غائبا، نعيشه بأحاسيسنا ونذكره للأجيال القادمة، ونعزز به أصالتنا.
المتلقي هو إحدى زوايا المثلث الفني المتساوي الأضلاع والجزء المكمل لشكله.. فلا عمل بدون فنان، ولا فنان بدون طرح فني، ولا أهمية لكليهما معاً، دون متلقٍ ومشاهد وناقد يشاهد ويتفاعل
اللوحة ماذا تعني للفنان زهير مليباري؟
اللوحة هي سطح لتسجيل الأطروحات الفكرية والخلجات التأملية والمشاعر الجياشة والأحاسيس الوجدانية والرؤى التعبيرية. فهي سجل استخلاص جوهر المعاني، وعرضها بلغة بصرية قوامها النقطة والخط والمساحة والكتلة واللون والظل والنور والفاتح والغامق.. فهذه هي حروف الفن التشكيلي يعبر بها الفنان عما يريد الافصاح عنه ويوجه الانتباه إليه.
هناك لغط في الساحة الفنية حول مفهوم المعرض الشخصي هل هو عرض أعمال فنية فحسب أم عرض لتجربة فنية .. ما هي رؤيتكم كفنان؟
تعد المعارض الفنية فرصة طيبة للتقويم والمراجعة ومعرفة ما يراه المتلقي تجاه أعمال الفنان.. فالمتلقي هو إحدى زوايا المثلث الفني المتساوي الأضلاع والجزء المكمل لشكله.. فلا عمل بدون فنان، ولا فنان بدون طرح فني، ولا أهمية لكليهما معاً، دون متلقٍ ومشاهد وناقد يشاهد ويتفاعل ويقيم ويتحدث بالإعجاب أو بالتقويم للطرح والتجربة الفنية. هذا من جانب.. وهناك جانب آخر لدور المعارض الفنية في حياة الفنان، فهي لغة اتصال بين الإنسان والإنسان الآخر، أيا كانت جنسيته أو ثقافته أو إيديولوجيته، وهذه اللغة لها مميزات ترفعها درجات فوق كثير من اللغات البشرية، حيث تتحرر من المحلية لتحلق في آفاق العالمية تنقل رسالة لكل إنسان يحسها أو يستخدمها أو يفهمها، فهي لغة تخاطب بسيطة وسهلة ذات معنى لكل هؤلاء.
تشهد مدينة جدة زخما تشكيليا غير مسبوق تحت مسمى مبادرة "فن جدة" كيف تنظرون إلى هذه التظاهرة الفنية ونتائجها على المشهد التشكيلي؟
لا شك أن مثل هذا الحراك التشكيلي له فوائد جمة على الممارسين للفن والمهتمين به، فهو يعطى بعداً تقديرياً للفنان، ويرسم صورة ايجابية لدى المتابع، ويصور تظاهرة حضارية تأخذ بيد الفنانين إلى إنتاج أفضل وبحث أوسع وتجريب جديد في اللغة البصرية، ويعطي إحساسا عميقا بأهمية ما يعملون، ويفتح آفاقا رحبة للتقابل والحوار، وتبادل الأفكار، تساهم في إفراز المبدعين والمفكرين والمثقفين، بظهور نقلات نوعية وكيفية في حضارات الشعوب ونمو رؤية جديدة للإنسان، ومعني متفائل لمستقبل مجتمعه.
كونك فنانا تشكيليا سعوديا ومهتما بالشأن الثقافي.. كيف ترى الحراك التشكيلي السعودي الآن؟
أود أن أنوه هنا في البدء أن الحركة التشكيلية الحديثة انطلقت عام 1385هـ، من خلال قسم التربية الفنية في معاهد وكليات التربية الفنية بالمملكة، وأتاحت الفرصة للفنانين مواصلة تعليمهم خارج المملكة، ويعد أغلب رواد الفن التشكيلي وممارسيه من خريجي هذه المعاهد والكليات، وكذلك كان للرئاسة العامة لرعاية الشباب دور كبير في دفع الحركة التشكيلية للأمام من خلال تنظيم المعارض الجماعية والفردية في الداخل والخارج، وإنشاء جمعيات الثقافة والفنون بمختلف مناطق المملكة.. أدى هذا كله إلى تطور الحركة التشكيلية وإفراز العديد من الأساليب الفنية المختلفة والخاصة ذا صلة بتراثنا وثقافتنا العريقة، على يد الكثير من الفنانين والفنانات نتيجة هذا التشجيع المستمر، فقفزت الحركة التشكيل قفزات واسعة، وأصبحت هنالك صفة تميز الفن السعودي، وسمة خاصة ينفرد بها هذا الفن عن غيره من فنون المجتمعات الأخرى.
سيرة؛ الفنان التشكيلي زهير بن محمد بن عبدالله مليباري، من مواليد مكة المكرمة 1382هـ، ويحمل درجة الماجستير في التربية الفنية 1414هـ من جامعة أم القرى. ويعمل معلم تربية فنية من عام 1405هـ. كما يعمل حالياً مشرفا لمادة التربية الفنية بالإدارة العامة للتربية والتعليم.
مواقع النشر