قرأت موضع بعنوان : سوق الليل،، نشرته الإقتصادية صباح هذا اليوم،، ولكن كان موضوع تنقصه الصور والتي سوف اسعى يقول الكاتب : كثيراً ما يتردد على ألسنة المكيين وتشحن ذاكرتهم منطقة هي الأعرق في مكة وهي المكان الذي شهد ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليصبح في وقت من الأوقات مرتعا اقتصاديا لمكة المكرمة شكّل ملامح فترة شهدها "
سوق الليل" الذي كان يجاور بيت الله الحرام، من حراك اجتماعي وثقافي.
069e836e3fd6bdc131d28a3b53bc99d2_w424_h200.jpg
وأبت النهضة العمرانية التي تشهدها العاصمة المقدسة إلا أن تجعل السوق ذكرى تاريخية لا يفضل المكيون نسيانها. وقد أزيل موقع السوق قبل سنوات قليلة، ليكون ضمن مشاريع توسعة المسجد الحرام، ولكن على الرغم من اندثاره إلا أن المكيين أصروا على عدم نسيانه، وأصبحت مساحة التوسعة التي تقبع مكان السوق، يستدل بها أهل مكة على توسعة سوق الليل، وهذا دليل على تواتر ذكره على مر العصور بين المكيين.
يقول الدكتور فواز الدهاس أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى، إن هذا السوق كان يسمى الحي الذي يوجد فيه باسمه، ويوجد فيه المكان الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو موقع مكتبة مكة المكرمة حاليا، كما يوجد فيه الموقع المعروف حتى عهد قريب بـ "مقراة الفاتحة". وكان في الحي مسجد تاريخي بني قبل مئات السنين.
ويتذكر الدهاس زمناً كان يزور فيه هذا السوق عندما كان في صباه هو وأقرانه، يلهون بين جنباته وحول أسوار محاله التجارية، وكم كانت لهم مواقف ظريفة في هذا السوق.
وحي سوق الليل من أقدم أحياء مكة ويطلق عليه أيضا شعب علي، وقد اختلفت الروايات حول سبب تسميته بهذا الاسم. وأكدت الأقاويل التاريخية أن سبب التسمية يعود إلى طبائع الناس حيث كانوا لا يبدأون نشاط البيع والشراء في السوق إلا بعد صلاة العصر. ويستمر بعض باعة السمن والعسل حتى بعد المغرب ويمتد إلى جزء من الليل حيث يوقدون السرج والفوانيس لزبائنهم، حتى أن بعض الباعة لا يأتون للموقع إلا بعد المغرب، وهذا من الأمور غير المعتادة عند الناس في ذلك العهد حيث ينتهى يوم العمل بغروب الشمس. ولأن هذا السوق خالف المعتاد فاشتهر بذلك وسمي بسوق الليل.
ومما يجب ذكره أن سوق الليل كان حاضنة فنية بحد ذاته فمنه انطلق أغلب فناني مكة وكتابها وشعرائها حيث كان السوق مصدر الإلهامات الفنية، حين تشتعل مساءاته وتضيء فوانيسه بتجمعاتهم على إيقاعات مكة الفنية، ولعل من أبرزها فن الصهبة الذي كان الأشهر وقتها.
إبراهيم خفاجي شاعر النشيد السعودي، أحد أبناء سوق الليل، أوضح أن كثيرا من الحراك الفني والاجتماعي اختص به سوق الليل حيث كان موعدا للمسامرات الفنية، وملتقى فنيا يتحول بأهازيج شعرائه وفنانيه إلى تظاهرة فنية حقيقية تؤصل تواجد أبناء مكة القديم الحديث على خريطة الفن السعودي، فمنه انطلقت أغلب التعاونات الفنية القديمة لفناني مكة الذين اشتهروا وقتها.
صور أحببت ارفاقها مع موضوع الأستاذ وجدي القرشي
سوق الليل بمكة.jpg
حي سوق الليل - لم يبقى من الحي الا إسمه وبعض البيوت القديمة في أعلى الجبل
يعتبر حي سوق الليل من أقدم أحياء مكة ويطلق عليه أيضا شعب علي .. حيث يوجد فيه المكان الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم .. او مايسمى الان بمكتبة مكة المكرمة.
مسجد قببي.jpg
سبب تسمية هذا الحي بسوق الليل وكما جاء على لسان عمدة الحي فؤاد الرويثي أن الناس كانو لا يبدأون نشاط البيع والشراء في السوق إلا بعد صلاة العصر ويستمر بعض باعة السمن والعسل حتى بعد المغرب ويوقدون السرج لزبائنهم لأن غياب ضوء النهار يعتبرونه ليلا حتى أن بعض الباعة لا يأتون للموقع إلا بعد المغرب ..لذالك سمي بسوق الليل ..
مسجد أبي قبيس
وكان يجتمع فيه كثير من الباعة والمارة وأهل السوق من المقيمين فيه وغيرهم من كل فج عميق ويزداد العدد خاصة في أيام الحج والمواسم رحلة الشتاء والصيف ..وحيث أن سوق الليل كان مكان المسعى حاليا قبل التوسعة السعودية فكان الساعون يسعون من جانب وآخرون والباعة في الجانب الآخر .
للحـرم من فوق جبل أبي قبيس قبل 125 عاما
ويقول أحد الذين سكنو الحي أن حي سوق الليل لا يقل أهمية عن أي حي يقطنه عدد كبير من الناس في مكة المكرمة ولذلك تولى منصب العمودية في سوق الليل عدد من الرجال الذين لهم صيت في المجتمع آنذاك من عمد حارة سوق الليل ( الشيخ يوسف مكاوي والشيخ عمر محمد عياد والشيخ بكر عمر عياد والشيخ أحمد كعكي والشيخ صالح مرحومي والشيخ عبدالله مكاوي والشيخ محمد علي عمر عياد وحاليا الاستاذ فؤاد بن مقبل الرويسي ).
ولقد أشتهر سوق الليل بمهنة بيع وصياغة الذهب والمجوهرات ومن أشهر الصاغة بسوق الليل الشيخ عبدالغني السليماني الصائع والد شيخ الصاغة بمكة المكرمة الدكتور بكر عبدالغني الصائغ و الشيخ أحمد بدر والشيخ صالج ريس والشيخ محمد نشار والشيخ أسعد عماشة والشيخ عبدالقادر الهندي والسيد محمد حسن بخاري والشيخ أمين ملا والشيخ سليمان حمودة والشيخ محمد طلاقي والشيخ أحمد بغدادي والشيخ حمزة حجرة .
وم الأماكن التاريخية في سوق الليل زقاق الحجر وكان يقع هذا الزقاق بسوق الليل من الناحية الشمالية الشرقية ويقال لهذا الزقاق زقاق العطارين .. وكان يوجد في هذا الزقاق الحجر الذي كان يكلم الرسول صلى الله عليه وسلم كل ما مر به وكان أهل مكة يأتون هذا الزقاق ليلا بالشموع والفوانيس وبجانب هذا الحجر دار السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها ومولد أم السبطين رضي الله عنهما السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذهب الزقاق كغيره ن الأزقة ودخل ضمن توسعة المسجد الحرام
أيضا ،،، إبراهيم عبد الرحمن حسين خفاجي المولود بمكة المكرمة عام 1345 هـ بحي سوق الليل وينحدر من أسرة أدبية علمية ثقافية. شاعر سعودي معاصر من منطقة الحجاز
هذا مدخـل سوق الليل - ولكن قي يـنبع من جهة شارع الميناء وليس في مكة المكرمة
سوق الليل - حديثا - قي يـنبع
أهيم بروحي على الرابيه........ وعند المطاف وفي المــروتين
وأهفو إلى ذكر غـــــاليه......... لدى البيت والخيف والأخشبين
فيهدر دمعي بآمـــــــــاقيه......... ويجري لظـــاه على الوجنتين
ويصرخ شوقي بأعمــاقيه....... فأرســل من مقلتي دمــــــعتين
فإن طاف في جوفه مسهد......... وألقى على سجـــــفه نظرتين
تــــــراءى له شفق مجهد....... يواري سنـــا الفجر في بردتين
وليس له بالشجـــــا مولد......... لمغترب غــــــــــائر المقلتين
أهيــــــــــم وقلبي دقـــاته.......... يطير اشتياقاً إلى المسجــدين
وصدري يضج بآهــــــاته.......... فيسري صداه على الضـفتي
أهيم وحولي كؤوس المـــنى.......تقطر في شفتـــــــــي رشفتين
أهيــــم وفي خاطري التائه........ رؤى بلد مشرق الجـــــــانبين
يطـــــــوف خيالي بأنحائه......... ليقطع فيه ولو خطــــــــوتين
أمـــــــــرغ خدي ببطحائه......... وألمس منه الثرى باليــــــدين
وألقــــــــي الرحال بأفيائه...........وأطبع في أرضــــــــه قبلتين
أهيم وللطــــير في غصنه.......... نواح يزغرد في المســــمعين
فيشدو الفــــؤاد على لحنه.......... ورجع الصدى يملأ الخافقين
فتجري البـــوادر من مزنه......... وتبقي على طرفه عـــــبرتين
تعيد النشـــــــــيد إلى أذنه.......... حنيناً وشوقاً إلى المـــروتين
المصدر النصي : الإقتصادية : وجدي القرشي من مكة المكرمة
مواقع النشر