برلين (دويتشه ﭭيله) : تم مؤخراً في العاصمة برلين افتتاح أحد أخطر المختبرات في العالم. وسيخصص هذا المختبر لدراسة الفيروسات والجراثيم شديدة العدوى، مثل فيروس إيبولا الفتاك. ولكن، كيف يبدو أخطر مختبرات العالم من الداخل؟
تختص ما تسمى بـ"
المختبرات عالية الأمن" بدراسة واحتواء أي فيروسات وجراثيم شديدة الفتك ولا يسمح بالاتصال المباشر للكائنات الحية معها. لذلك، يتم حفظها ودراستها في مختبرات علمية مجهزة بطريقة خاصة تمنع انتشار هذه الجراثيم إلى الخارج.
أحد هذه المختبرات تم افتتاحه مؤخراً في معهد روبرت كوخ العلمي بمدينة برلين في ألمانيا. ويحمل المختبر الجديد تصنيف "إس أربعة"، مما يؤهله لدراسة واحتواء أخطر الجراثيم ومسببات الأمراض المعروفة للبشر، مثل فيروس إيبولا الفتاك، والفيروس المسبب لحمى القرم-الكونغو النزفية، وفيروس لاسا.
دخول أحد هذه المختبرات ليس أمراً عادياً، ومن يعمل فيه لا يمكنه بكل بساطة ترك المختبر لأخذ استراحة قصيرة، فالدخول إلى المختبر والخروج منه يتطلب عبور أربع بوابات متسلسلة تتم مراقبتها بصرامة. كما لا يسمح بالدخول إلا لأولئك الذين تلقوا تدريباً خاصاً على العمل داخل هذه المختبرات، وفقط بعد ارتدائهم بدلة واقية خاصة مزودة بنظام تنفس اصطناعي.
وبعد الانتهاء من العمل في المختبر، يتم تعقيم كافة البدلات المستخدمة في منطقة عازلة مخصصة لذلك، والمياه المستخدمة في تنظيف البدلات يتم تجميعها وطبخها وتعقيمها بمادة كيميائية خاصة لمنع تجمع أي من الجراثيم الفتاكة فيها وانتقالها إلى العالم الخارجي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العلاقة بين العاملين في هذا المختبر فريدة من نوعها، إذ يتوجب على كل واحد منهم – عند استخدام آلات حادة كالسكاكين أو المقصات – أن يخضع لمراقبة زميل آخر طوال فترة استخدام هذه الآلة، لتجنب إحداث ثقب في البدلة الواقية قد تنفد من خلاله مسببات الأمراض.
وحتى في حال انقطاع التيار الكهربائي عن المعهد بأكمله، يبقى المختبر "إس أربعة" يعمل بكفاءة، ذلك أنه مزود بأنظمة تهوية وكهرباء وماء مستقلة بذاتها. كما أن على العاملين فيه التخلي عن الهواء الطلق، ذلك أن المختبر مفرغ من الهواء تماماً ويقلّ داخله الضغط الجوي عن الخارج، وذلك لمنع أي هواء متسرب داخله من النفاد إلى العالم الخارجي عبر اختلاف الضغط. كما أن الهواء المستهلك داخل المختبر يمرّ بنظام تنقية وتعقيم متعدد المراحل قبل تصريفه إلى الخارج.
لقد باتت الحاجة لمثل هذا المختبر ماسة أكثر من ذي قبل، في ضوء التطورات الأخيرة بالقارة الأفريقية وارتفاع خطر انتقال فيروس إيبولا إلى أوروبا عبر اللاجئين غير الشرعيين. لذلك، يأمل علماء معهد روبرت كوخ في برلين بانتهاء الفترة التجريبية في أسرع وقت ممكن كي يتمكنوا من مباشرة أبحاثهم – في أخطر مختبرات العالم.
۞۞۞۞۞
فيروس إيبولا- من خفافيش الفاكهة إلى الانسان
ناقلو الفيروسات الخطيرة : تنتمي خفافيش الفاكهة والخفافيش عموما إلى فئة الثدييات التي تستطيع الطيران. جزء كبير من هذه الحيوانات التي تعيش في إفريقيا تحمل فيروسات خطيرة على غرار فيروس إيبولا. وفيما لا يلحق هذا الفيروس أي ضرر بالحيوانات، إلا أنه يشكل خطرا على حياة الإنسان، إذ أنه تسبب في موت الكثيرين حتى الآن. وبما أنه يتم في العديد من الدول الإفريقية اصطياد الخفافيش لاستهلاك لحمها، فإن الفيروسات تنتقل بسهولة إلى الإنسان.
خطر مخفي : ووفقا لما نقلت المجلة العلمية "بلوس نيغليكتد تروبكل دزيز" (PLOS Neglected Tropical Diseases") فإن خفافيش الفاكهة تحمل في أجسادها منذ فترة طويلة الفيروس وانتقلت العدوى منها إلى الإنسان أو أن حيوانا مصاب بفيروس إيبولا من إفريقيا الوسطى قد انتقل عبر الجو إلى غرب إفريقيا.
الحيوانات المضيفة : وكذلك الحيوانات المعروفة المضيفة لكائنات حية أخرى (طفيليات أو فيروسات الخ) تعد أيضا خطيرة على صحة الإنسان. ففي حال تغذت خفافيش الفاكهة فاكهة ما وقامت بإفرازها وهي غير مهضومة، فإمكان حيوانات أخرى على غرار الريم أو القوراض التي تأكل هذه الإفرازات أن تصاب بالفيروس وتنقله فيما بعد إلى الإنسان.
أكل لحوم حيونات الغابات : المشكلة تكمن في إفريقيا أنه يتم الاعتماد على الصيد وأكل حيوانات الغابات والحيوانات البرية أكثر من أي منطقة أخرى في العالم. ويتم عرضها للبيع في الأسواق التقليدية. بيد أن الكثير من الحيوانات في الغابات تحمل في أجسادها فيروسات نجهلها ولا يمكننا تصورها على ما يحذر العلماء.
انتقال الفيروس عن طريق اللمس : الفيروسات قد تنتقل إلى الإنسان ايضا عن طريق إعداد اللحم أو تقطيعه وذلك حينما يلامس دمها وإفرازاتها. لذلك يتعين دائما استخدام قفازات، وحماية الجسم بشكل جيد وعدم لمس الخفافيش لما قد تحمله من فيروسات خطيرة.
الكاتب: هانه فوكس/ ش.ع
مواقع النشر