نيويورك 5 مايو ايار (رويترز) - إذا كانت الاكتشافات الثلاثة التي أعلن عنها يوم الاحد بعد تجارب على الفئران قابلة للتطبيق على البشر لكانت "عملية نقل دم شاب" هي ببساطة كل ما هو مطلوب لتجديد نشاط الأمخاخ والعضلات القديمة وإعادة الشباب إليها.
وفي دراستين من الدراسات الثلاث وجد الباحثون أن نقل دم فئران صغيرة إلى أخرى متقدمة في العمر أزال أوجه القصور والاعتلالات المرتبطة بالتقدم في العمر في المخ كما أوقف تدهور قدرات التعلم والذاكرة وعزز تخليق الخلايا العصبية الجديدة وقدرة المخ على تغيير بنيته.
ووجدت الدراسة الثالثة أن نوعا من البروتينات يوجد في دم الفئران الصغيرة حسن قدرة الفئران المتقدمة في العمر (بما يعادل انسان في السبعين من عمره) على الاداء والنشاط.
وقال إريك كاندل من جامعة كولومبيا الحاصل على جائزة نوبل في الطب عام 2000 عن دراساته المتعلقة بالاساس الجزيئي للذاكرة "أعتقد أن الدراسة مذهلة تماما."
وأضاف كاندل الذي لم يشارك في الدراسات الثلاث غير أن سنه (84 عاما) لم يمنعه من مواصلة أبحاثه "انها تقترح أن هناك عوامل منتشرة في الدم مرتبطة بالعمر وإذا كان يمكنك عزل هذه المواد فربما تكون قادرا على إعطائها كمكملات غذائية."
فأر تجارب في صور من ارشيف رويترز
وأظهرت دراسات سابقة أن نقل الدم لفئران صغيرة من أخرى متقدمة في العمر أضعف قدراتها المعرفية. غير أن الاكتشافات التي أعلن عنها أمس الاحد هي أول ما يثبت عكس ذلك وأن الدم الشاب يمكن أن يتخلص من التغييرات المصاحبة للتقدم في العمر ويحيدها.
وفي دراسة نشرت في دورية نيتشر الطبية وصف علماء أحياء بقيادة توني ويس-كوراي من جامعة ستانفورد وساول فيليدا من جامعة سان فرانسيسكو بكاليفورنيا طريقتين لنقل الدم الشاب إلى فئران متقدمة في العمر.
وقال العلماء إن ذلك يتم عن طريق الحقن المباشر لنقل دم فئران عمرها ثلاثة أشهر إلى أخرى ذات 18 شهرا اقتربت من نهاية عمرها أو عن طريق ربط نظام الدورة الدموية جراحيا بين الفئران الصغيرة والمتقدمة في العمر.
وأظهرت الفئران المتقدمة في العمر التي تم نقل الدم إليها من الفئران الصغيرة تحسنا ملحوظا في اختبارين معياريين للتعلم والذاكرة. كما وقعت الفئران في أخطاء أقل في متاهة مائية وأدركت أن بيئة معينة مرتبطة بصدمة كهربائية.
وبفحص أمخاخ الفئران المتقدمة في العمر التي نقل إليها الدم من فئران صغيرة وجد العلماء اختلافات هيكلية وجزيئية عن الامخاخ العادية المتقدمة في العمر إذ كانت الامخاخ المعالجة تتمتع بمزيد من "الزوائد الشجيرية" وهي عبارة عن بنية تشبه الشجر تربط الخلايا العصبية ببعضها البعض. وبالاضافة تمكنت الامخاخ المجددة من إنتاج المزيد من الجزيئات التي ترتفع مستوياتها أثناء التعلم كما أظهرت قدرة أكبر على تقوية الاتصالات بين الخلايا العصبية والأساس الخليوي للتعلم والذاكرة.
وقال فيليدا "لقد أظهرنا أن بعض المشاكل المرتبطة بالتقدم في العمر في وظائف المخ يمكن علاجها" وكتب العلماء "انها ليست دائمة " اذ أن نقل الدم من فئران صغيرة "قام بتحييد أعراض التقدم في العمر على المستويات الجزيئية والهيكلية والوظيفية والمعرفية في الحصين".
والحصين أو ما يعرف بقرن آمون في الدماغ يلعب دورا رائدا في التعلم والذاكرة وهو واحد من مكونات المخ الاكثر عرضة للتلف الناجم عن الامراض المعتادة المصاحبة للتقدم في العمر ومرض الزايمر.
وكتب علماء ستانفورد انه ليس واضحا ما هو مكون الدم الذي يعمل تحديدا على تجديد الشباب غير أن تسخين الدم يزيل اثر التجدد وهو ما يشير إلى نوع من البروتين تتشوه بنيته بفعل الحرارة العالية.
مواقع النشر