صنعاء - الحياة : طالب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إيران بالكف عن التدخل في شؤون بلاده، وذلك بعد ساعات على إعلان وزارة الدفاع اليمنية اعتقال «شبكة تجسس إيرانية» تعمل على الأراضي اليمنية منذ سبع سنوات. وقالت الوزارة على موقعها الإلكتروني «سبتمبر.نت» إن «شبكة التجسس الإيرانية التي تم ضبطها ويديرها قيادي سابق في الحرس الثوري الإيراني كانت تقوم بعمليات تجسس في اليمن ومنطقة القرن الأفريقي وتضم عناصر إيرانية ويمنية»، مؤكدة أن «التحقيقات استكملت مع أعضاء الشبكة وتمت إحالتهم إلى محاكمة علنية ستبدأ بعد شهر رمضان مباشرة».
وقال هادي في محاضرة ألقاها أمس أمام طلاب الكلية الحربية في صنعاء إنه «كان هناك ولا يزال من يرغب في حصول حرب أهلية في اليمن، ولكن الدول الشقيقة والصديقة وقفت جميعها معنا بعدما أقرت أنه إذا ذهب اليمن إلى حرب أهلية فسيتأثر ويؤثر في المنطقة والعالم أجمع، نتيجة موقعه الجغرافي عند نقطة وصل حساسة بين الشرق والغرب».
وأضاف في اتهام مباشر لإيران بالتدخل في الشأن اليمني الداخلي «نأمل من أشقائنا في إيران عدم التدخل في شؤون اليمن ومراعاة الظروف الدقيقة التي يمر بها في هذا الظرف الدقيق والحساس»، مؤكداً أن بلاده «لم تتدخل يوماً في شؤون أي دولة قريبة أو بعيدة، ونقول للجميع من هنا من الكلية الحربية، اتركوا اليمن وشأنه، وإلى هنا وكفى».
ويؤكد كلام هادي عن التدخل الإيراني ما كان ذهب إليه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح خلال السنوات الأخيرة من اتهام إيران، وتحديداً مرجعيات دينية وعسكرية فيها، بدعم حركة تمرد «الحوثيين» الشيعية في محافظة صعدة (شمال غربي اليمن) بالمال والسلاح والخبراء العسكريين، خلال المعارك التي دارت بينهم وبين القوات الحكومية بين عامي 2004 و2010.
وتزامنت تصريحات الرئيس هادي مع اتهامات أطلقتها الأحزاب السياسية المنضوية في تكتل «اللقاء المشترك» إلى الرئيس السابق وحزبه «المؤتمر الشعبي العام»، بالتحالف مع «الحوثيين» وتمكينهم من الانخراط في وحدات الجيش الموالية لصالح وأقاربه في إشارة إلى قوات الحرس الجمهوري التي يرئسها نجله العميد أحمد علي صالح، بهدف إرباك عملية التسوية السياسية في ظل حال الانقسام القائمة في الجيش منذ منتصف العام الماضي.
وكان هادي أعلن قبل أيام تشكيل لجنة فنية تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني من 25 عضواً يمثلون مختلف التيارات السياسية في اليمن، بمن في ذلك «الحوثيون».
واستعرض الرئيس في محاضرته تطورات التسوية السياسية للأزمة اليمنية، والتحديات التي يواجهها البلد وفي مقدمها القضاء على تنظيم «القاعدة» واجتثاث «الإرهاب». وقال: «كما وعدت سابقاً، سنطهر كل مكان من هذه العناصر الإجرامية الإرهابية».
وكشف أن عدداً من السفراء طلبوا الإذن منه لنقل مقار إقامتهم إلى جيبوتي أو عمان على أن يأتوا إلى صنعاء كل أسبوع، فأجابهم: «أنتم بذلك ستعرضون اليمن إلى حرب أهلية». وأضاف إن السفراء تشاوروا مع عواصمهم وقرروا الاستقرار في صنعاء.
واعتبر هادي أن «للأزمات التي يشهدها اليمن أسباباً داخلية وخارجية، ومنها أن القوات المسلحة لم تستطع الحفاظ على وحدتها باعتبارها صمام أمان الوحدة الوطنية، لأن الوحدة الوطنية تتجسد أولاً في المؤسسة العسكرية باعتبارها مؤسسة دفاعية ملك للوطن وتحافظ على أمنه واستقراره ووحدته وليست ملكاً لأشخاص أو جماعات».
مواقع النشر