كلمة الرياض
الحروب كمقدمات للسلام!!



يوسف الكويليت
لماذا دائماً مواقف العرب مع إسرائيل، وخاصة الهدنة الطويلة أو السلام تنتهي بحروب؟ وقد كانت البداية في حرب الاحتلال عام 1948التي انتهت بالتقسيم المرفوض ثم حروب 56، 67، 73، والأخيرة جاءت بعقد السلام مع مصر ولحقتها الأردن، وقد تزامن مع تلك الخطوة مقاطعات وهيجان في الشارع العربي والحكومات، لكن عودة العقل جاءت برد فعل مختلف وإيجابي بأن مصر كانت محقة معتبرة حرب 1973آخر حروبها، وأنها لا تستطيع الاستمرار في حروب نتائجها خاسرة..

ثم كانت القفزة الأخرى باحتلال إسرائيل لبنان، ليولد من خلالها حزب الله ومقاومة الجنوب، وتصبح المواجهة عام 2006م التي تنتهي بقوات عازلة وأزمات داخل الرحم اللبناني، وعلى خط حزب الله تنفجر حرب غزة مع حماس، لكن مع فارق القوة والمنافذ التي كانت تغذي الحزب بصورة متواصلة عكس ما يجري لحماس المقطوعة التواصل والدعم إلا من خلال منافذ تحكمها إسرائيل وتقيد مصر باتفاقات صعبة، وسوف تنتهي باتفاق وربما مقدمة لهدنة طويلة يتبعها سلام بإرادة دولية..
المبادرة المصرية التي قبلت بها حماس وتلبي الشروط الإسرائيلية ولو الجزء الأكبر منها، قد تكون المنفذ لوحدة فلسطينية ومشروع سلام يقر الطروحات العربية ومطالبهم، وهو الطريق الوحيد في الخروج من النفق المظلم..
صحيح أن هناك حروباً كبرى وإقليمية أو أهلية وثنائية انتهت بسلام بعضها يفرض ضغطه في فرض الشروط على المهزوم وأخرى تنتهي بالمعادلة أو التنازل المتبادل، لكن في حروبنا العربية غالباً ما ندفع الثمن بخسائر مضاعفة، وأحداث غزة رغم بسالة المقاومة، وعظمة الشعب الفلسطيني الذي يشهد إبادة شاملة، إلا أن الرؤية بعد نتائج هذا الاعتداء، يجب أن تطرح الأسئلة المصيرية التي تجمع ما بين أسلوب المقاومة والدبلوماسية، لأننا نعرف أنه مهما تعالت أصواتنا العربية، فالحلول خارجية ومتضامة مع بعضها في أي تنسيق مع إسرائيل، وهي مشكلة تكررت وأدركنا أن كل الجبهات مع إسرائيل لن تتحرك طالما كل طرف لديه مبرراته، لكن ما يؤلم أن يصاحب ذلك أن يتحول قرار الاتفاقات الفلسطينية سواء مع بعضها، أو إسرائيل من خلال قوى إقليمية أو عربية لاتزال تعلن وصايتها على القضية وأصحابها..
وإذا كان الكل يتفق على أن أكبر من لديه رصيد التجربة والثقافة والتعايش داخل الجسم العربي، والعالم بأسره، المواطن الفلسطيني، فإن المؤلم ألا يكون لذلك تأثيره ليس فقط على الجانب السياسي، وإنما التفاعل في صياغة المشروع الفلسطيني وفقاً لما حدث عندما خطط الصهاينة منذ أزمنة بعيدة لاحتلال الأرض وفرض قوتهم وهيمنتهم على المنطقة وجعل القوى الكبرى في خدمة مشروعهم وقضاياهم، وهي القفزة الهائلة التي لانزال نعيشها ولا نتفق على حل لها..

الرياض

((( التعليق )))
نحن والله محبطين حد الوجع والخذلان الذي يلامس جدران اليأس من الإنتصار على إسرائيل حتى بالطرق الدبلوماسية ومصدر هذا الخذلان هو تناحر واقتتال الفلسطينيين مع بعضهم وخلق العداء والتعصب بين أبناء الشعب الواحد الأمر الذي ترتب عليه إهدار الدماء الزكية وترسب مياه الخجل في جبين الأمة العربية جراء هذا التناحر ومن بعد ذلك استدراج وإثارة جنون عدو غاصب ليس بيننا وبينه تكافؤ في ميزان السلاح والنتيجة مئات القتلى والجرحى من الأبرياء نتيجة التهور في مناطحة عدو يفوقنا بقوة السلاح
كل الأمة تقف على أرض زلقه