بيروت (ا ف ب) : اعلنت سبعة فصائل اسلامية اساسية تقاتل في سوريا ضد النظام السوري اندماجها لتشكل "الجبهة الاسلامية"، في اكبر تجمع لقوى اسلامية يهدف الى اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد وبناء دولة اسلامية في سوريا.
في هذا الوقت سيطر مقاتلو المعارضة بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية ذات الغالبية المسيحية في منطقة القلمون شمال دمشق حيث احرز النظام خلال الايام الماضية تقدما كبيرا كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان والائتلاف المعارض.
وتضم الجبهة اكبر ثلاثة فصائل اسلامية محاربة في سوريا وهي "لواء التوحيد"، اكبر قوة مقاتلة ضد النظام في محافظة حلب، و"حركة احرار الشام" السلفية، و"جيش الاسلام" الذي يقاتل خصوصا في منطقة دمشق، بالاضافة الى "الوية صقور الشام" و"لواء الحق" و"كتائب انصار الشام"، وهي فصائل كبيرة ايضا، بالاضافة الى "الجبهة الاسلامية الكردية".
وجاء في بيان اعلان الجبهة الذي نشر على صفحة للجبهة الجديدة فتحت على موقع "فيسبوك" على الانترنت ان الجبهة "تكوين سياسي عسكري اجتماعي مستقل يهدف الى اسقاط النظام الأسدي في سوريا إسقاطا كاملا وبناء دولة إسلامية راشدة تكون فيها السيادة لله عز وجل وحده مرجعا وحاكما وناظما لتصرفات الفرد والمجتمع والدولة".
ويأتي هذا الاعلان بعد سلسلة نجاحات حققتها القوات النظامية على الارض خصوصا حول دمشق وحلب في الشمال.
ويعزو خبراء وناشطون هذا التقدم في جزء منه الى الانقسامات داخل المعارضة المسلحة.
ورأى آرون لوند الخبير السويدي في شؤون الحرب السورية ان "+الجبهة الاسلامية+ تجمع بعض المجموعات الكبرى من الحركة الاسلامية الى المعسكر الاكثر تشددا لكنها لا تضم اية فصائل من تنظيم القاعدة".
واضاف لوكالة فرانس برس "انه امر قد يكون مهما جدا اذا استمر".
وفيما اشار الى ان هذا التحالف ياتي ردا على التقدم الذي احرزته القوات النظامية في الاونة الاخيرة وموقف الجهاديين "العدائي" تجاه مجموعات اخرى معارضة، قال "اعتقد ان هناك تدخلا خارجيا ايضا".
واوضح "كان هناك الكثير من الحديث كيف ان السعودية ودولا خليجية تدفع في اتجاه توحيد صفوف المعارضة".
من جهته قال توماس بييريه من جامعة ادنبره "اذا تبين ان هذه الجبهة ستبقى متماسكة على المدى الطويل، فذلك يشكل تطورا مهما جدا. انها قوة عسكرية كبرى تفوق الخمسين الف عنصر ستهيمن بشكل كبير على ساحة المعارضة".
واضاف "لكن اذا نجحت هذه الجبهة فسيكون من الحتمي انها ستدخل في خلاف مع الدولة الاسلامية في العراق والشام التي تعتبر التحالف الجديد موجها ضدها".
كما ياتي الاعلان عن هذا الاندماج بعد مقتل عبد القادر صالح، قائد لواء التوحيد، المجموعة التي تضم نحو ثمانية الاف مقاتل والمقرب من الاخوان المسلمين.
وكان صالح (33 عاما) اصيب بجروح بالغة في غارة نفذها الطيران الحربي السوري واستهدفت قياديي لواء التوحيد في مدرسة المشاة (شرق حلب) الاسبوع الماضي. وقد دعا مرارا الى توحيد فصائل المعارضة المسلحة.
ومنذ اتجاه النزاع السوري الى العسكرة بعد اشهر من بدء الازمة في منتصف آذار/مارس 2011، اعلن عن تشكيل تحالفات وتجمعات عسكرية عدة ذات طابع اسلامي، ودعا بعضها الى بناء دولة اسلامية. الا ان هذا الاندماج يبدو الاقوى، لناحية المجموعات التي يتالف منها، ولكونه سيحظى "بقيادة عسكرية واحدة وسياسة واحدة"، بحسب ما قال المتحدث باسم "لواء التوحيد" ابو فراس.
وذكر ابو فراس لوكالة فرانس برس عبر الانترنت، ان "الباب مفتوح أمام كل فصائل سوريا للانضمام الى هذا الكيان الواحد". كما ذكر انه "من المقرر ان يتم توحيد كافة المؤسسات العسكرية والاعلامية والاغاثية والادارية" التي تشرف عليها هذه الفصائل "ضمن فترة انتقالية تستغرق ثلاثة اشهر بدءا من تاريخ الاعلان ليتم الوصول الى الاندماج الكامل".
واشار الى ان انشاء هذه الجبهة يهدف الى "توحيد كل الصفوف". واختير توقيت الاعلان عنها في يوم دعا الناشطون المعارضون للنظام فيه الى التظاهر تحت شعار "جمعة دم الشهيد يوحدنا"، في اشارة الى عبد القادر صالح الذي يتمتع باحترام كبير وشعبية في اوساط الناشطين وسكان حلب المعارضين للنظام.
واوضح ابو فراس ان المسؤوليات داخل الجبهة الجديدة ستتوزع على الشكل التالي: أحمد عيسى الشيخ، قائد صقور الشام، رئيسا لمجلس الشورى، وأحمد عمر زيدان المعروف باسم حجي حريتان من لواء التوحيد، نائبا للرئيس، وحسان عبود، قائد حركة احرار الشام، رئيسا للهيئة السياسية،
ومحمد زهران علوش، قائد جيش الاسلام، رئيسا للهيئة العسكرية، وأبو راتب الحمصي، قائد لواء الحق، أمينا عاما للجبهة.
وقال بيان الجبهة الجديدة انها اقدمت على هذه الخطوة بعد ان "تكالبت جموع الرافضة ومرتزقة الشركات الأمنية وحلفاء نظام الأسد بمساندته في وأد الثورة في سوريا (...)، فكان من المتعين أن يقابل هذا الاصطفاف ببنيان مرصوص متماسك تتضافر فيه الجهود وتتآلف القلوب وتتحطم على صخرته بإذن الله كل المؤامرات والدسائس".
ورأى ناشط يقدم نفسه باسم ابو عمر في حلب ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان "الاندماج سبب لتكوين جيش متكامل قادر على بسط السيطرة على كل الاجزاء المحررة من سوريا ومنع انشاء دويلات ومقاطعات".
والى جانب اعمال العنف والتنافس الذي يصل الى حد التقاتل بين الفصائل المعارضة على الارض، تنتشر جرائم القتل والخطف والسلب في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بسبب غياب سلطة مركزية رادعة.
ميدانيا، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني، "تمكن مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وعدة كتائب مقاتلة من فرض سيطرتهم بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية التي تعتبر من اهم معاقل النظام في القلمون".
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان قوات النظام لا تزال موجودة في مشفى المدينة وعلى تلة صغيرة عند اطراف المدينة بالقرب من طريق حمص دمشق العام.
واكد الائتلاف في بيان سيطرة الجيش الحر على المدينة. وقال "بعد معارك عنيفة استمرت أياما عدة، تمكنت كتائب الجيش الحر في ريف دمشق من تحرير مدينة دير عطية"، مشيرا الى ان ذلك "إنجاز يثبت كذب روايات النظام وترويجه لانتصارات وهمية".
ونفى مصدر امني سوري ردا على سؤال لفرانس برس السيطرة على دير عطية، مشيرا الى ان "ارهابيين فروا من قارة لجأوا الى مبان عند اطراف المدينة، ويتولى الجيش معالجة المسالة".
وفي المواقف الدولية، دعا المفوض الاعلى للامم المتحدة للاجئين البرتغالي انتونيو غوتيريس الجمعة في صوفيا الى التضامن الاوروبي لتمكين بلغاريا من مواجهة تدفق كبير للاجئين القادمين بغالبيتهم من سوريا.
مواقع النشر