(الصحة نت) -- أمثلة عن العدوى الفيروسية التي يمكن أن تسبب التهاب الدماغ: فيروس الحلأ البسيط (وهو الفيروس الذي يسبب القرحات الفموية ، كما يسبب الحلأ التناسلي)، فيروس الحماق النطاقي (جدري الماء) ، فيروس النكاف والحصبة والانفلونزا.
معظم الناس الذين يصابون بهذه الفيروسات لا يحدث عندهم سوى مرض خفيف (يمكن أن تشمل أعراضه طفح جلدي ، وقرحة فموية.. الخ). ومع ذلك، وبشكل نادر، عند بعض الناس، يمكن للفيروس أن ينفذ في مجرى الدم ويصل إلى الجهاز العصبي المركزي ويسبب التهاب الدماغ.
في أماكن أخرى من العالم، يمكن أن تسبب فيروسات أخرى التهاب الدماغ بعد لدغ الحشرات مثل البعوض (فيروس التهاب الدماغ الياباني باء)، و(فيروس غرب النيل) أو القراد في وسط أوروبا. أحيانا يمكن أن يتطور التهاب الدماغ بعد إصابة بفيروس داء الكلب نتيجة عضة حيوان.
معظم حالات التهاب الدماغ تنتج من فيروس يصيب الدماغ مباشرة. ومع ذلك ،أحيانا يمكن أن يتطور التهاب الدماغ إذا كان الجهاز المناعي يحاول محاربة الفيروس، وفي الوقت نفسه، يهاجم الأعصاب في الدماغ عن طريق الخطأ. وهذا ما يعرف بالتهاب الدماغ بعد العدوى أو التهاب الدماغ المناعي الذاتي. ونادرا ما لهذا النوع من التهابات الدماغ أن يتطور بعد التمنيع(أخذ اللقاحات....) يمكن ايضا أن يحدث الالتهاب الدماغي بسبب الفطريات أو البكتيريا أو الطفيليات.
ما هو الفرق بين التهاب الدماغ والتهاب السحايا؟
التهاب الدماغ والتهاب السحايا ليسا سواسية. التهاب السحايا هو التهاب البطانة أو الأغشية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي (السحايا). ويتسبب عادة به الإنتان الجرثومي أو الفيروسي. أحيانا يمكن أن يحدث كلا من التهاب الدماغ والتهاب السحايا في نفس الوقت. وهذا يدعى التهاب السحايا والدماغ.
من يصاب بالتهاب الدماغ ؟
التهاب الدماغ ليس شائعا جدا. حوالي 2500 شخص سنويا يصابون بالتهاب الدماغ في المملكة المتحدة. ويمكن لأي شخص أن يصاب بالتهاب الدماغ. ولكن بشكل عام الصغار جدا والطاعنين في السن هم الأكثر عرضة للخطر. ومن المحتمل بكثرة أن يتطور التهاب الدماغ إذا ضعف الجهاز المناعي. على سبيل المثال، عند الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، أو إذا كان هناك خضوع لعلاج ورم خبيث ، أو إذا كان هناك علاج بالستيروئيدات على المدى الطويل، الخ..
ما هي أعراض التهاب الدماغ؟
الأعراض تبدأ عادة مع الأعراض الشائعة للعدوى الفيروسية وهي: (
الحمى)، (
الصداع)، (
آلام العضلات)، (الشعور
بالتعب والغثيان الإقياء). وعندما تبدأ العدوى بمهاجمة الدماغ فقد يلاحظ بعض الناس عند المصاب أن السلوك عنده أصبح غريباً. ويمكن أن يحدث تشوش ونعاس و صداع شديد. ويمكن أن يتطور التشنج في الرقبة والظهر وأن يحدث رهاب (خوف) للضوء. الضعف العضلي أو الشلل قد يحدث. يمكن في نهاية المطاف أن يحدث فقدان للوعي. ويمكن أن تحدث بعض النوب الصرعية.
الأعراض يمكن ان تتطور بسرعة خلال ساعات و في بعض الأحيان يمكن أن تتطور بعد مرور بضعة أيام. يمكن للأطفال المصابين التهاب الدماغ أن يحدث عندهم ضعف رضاعة وفرط استثارة أو نعاس. وقد تتطور عندهم النوبات الصرعية.
الأعراض الأخرى لالتهاب الدماغ تعتمد على الفيروس الكامن الذي يسبب العدوى. على سبيل المثال، إذا كانت هناك اصابة بفيروس الحلأ البسيط فقد يحدث الطفح النموذجي المميز لفيروس الحلأ البسيط والذي يغطي الجلد والعينين أو الفم.
الشخص الذي حصل عنده التهاب الدماغ ربما تعرض مؤخرا للعض بواسطة حشرة مثل البعوض أو القراد. ينتقل فيروس داء الكلب عن طريق عضات بعض الحيوانات مثل عضة كلب مصاب.
كيف يتم تشخيص التهاب الدماغ؟
التهاب الدماغ يمكن أن يكون من الصعب تشخيصه. وهذا بسبب وجود حالات أخرى ، مثل التهاب السحايا ،و أورام المخ و السكتة الدماغية التي تسبب أعراضا مشابهة. لذلك يكون هناك حاجة لإجراء استقصاءات وفحوصات قبل تشخيص التهاب الدماغ وهذا يشمل:
- البزل القطني: البزل القطني هو إجراء تؤخذ فيه عينة من السائل الدماغي الشوكي للفحص. السائل الدماغي الشوكي هو السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي. للحصول على عينة من السائل الدماغي الشوكي يقوم الطبيب بوخز الإبرة عبر الجلد والأنسجة بين فقرتين وذلك في الفراغ حول النخاع الشوكي الذي يملؤه السائل الدماغي الشوكي. البزل القطني يمكن أن يكشف عن علامات الإصابة بالفيروس ويمكن أن ينفي حدوث التهاب في السحايا
- التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي: يتم عادة إجراء البزل القطني إذا كان هناك اشتباه في وجود التهاب الدماغ. ومع ذلك ، قبل إجراء البزل القطني سوف نحتاج في كثير من الأحيان لإجراء التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي لاستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض وكذلك للتأكد من أنه لا توجد علامات تدل على ارتفاع الضغط داخل القحف(ارتفاع الضغط داخل الجمجمة). إجراء البزل القطني إذا كان هناك علامات تدل على ارتفاع الضغط داخل القحف يكون أمراً خطيراً. والمقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي من الدماغ قد يظهر أيضا علامات التهاب الدماغ.
- التخطيط الكهربائي للدمغا: وهذا الفحص لتسجيل الموجات الدماغية ويمكن أن يظهر أي شذوذات في الموجات الدماغية قد تحدث إذا كان هناك التهاب في الدماغ.
- فحوصات أخرى: ويمكن ان تشمل فحوصات الدم ، وفحوصات البول، و أخذ المسحات (على سبيل المثال إذا كان هناك طفح جلدي شديد). يمكن أن تساعد في البحث عن علامات وأسباب الإصابة.
ما هو علاج التهاب الدماغ؟
أي شخص يشتبه أن لديه التهاب دماغي يحتاج الى دخول المستشفى على وجه السرعة. وعادة توصف الأدوية المضادة للفيروسات إذا اشتبه بالتهاب الدماغ. الدواء الأكثر شيوعا في الاستخدام هو الأسيكلوفير. وهو فعال بشكل خاص في علاج التهاب الدماغ الناجم عن فيروس الحلأ البسيط ولكن قد لا يكون فعال ضد بعض أنواع الفيروسات الأخرى. عندما يشتبه بأن التهاب الدماغ فيروسي السبب فيجب عندها البدء مباشرة بالعلاج دون انتظار نتائج الفحص أن تؤكد. وهذا لأنه كلما بُدأ بالعلاج بشكل باكر و بسرعة فسيكون أكثر فعالية.
ويمكن أيضا أن تعطى المضادات الحيوية في البداية. لأنه و من دون نتائج الفحص، فإنه من الصعب التفريق بين التهاب الدماغ والتهاب السحايا الناجم عن البكتيريا. أيضا الستيروئيد يستخدم أحيانا لعلاج التهاب الدماغ، خصوصا ذلك الذي يحدث بعد الإصابة الفيروسية.
العلاجات الأخرى لالتهابات الدماغ التي يقول الأطباء بأنها علاجات 'داعمة' هدفها إراحة الجسم ومساعدته في مكافحة العدوى. يمكن أن تشمل تلك العلاجات المحاليل الوريدية والأدوية المضادة للصرع للسيطرة على أية نوب صرعية قد تحصل ، و كذلك الأدوية المسكنة للألم والخافضة للحرارة وإعطاء الأكسجين عبر قناع للوجه. إذا كان هناك التهاب في الدماغ فهناك حاجة للرصد الدقيق والمتابعة. وإذا كانت هناك إصابة شديدة، فسيكون من الضروري وعلى وجه السرعة نقل المصاب إلى وحدة العناية المركزة.
ما هي التوقعات المستقبلية لمرضى التهاب الدماغ؟
التهاب الدماغ يمكن أن يؤثر على مختلف الناس بطرق مختلفة. بعض الناس يتعافون من التهاب الدماغ بشكل كامل والبعض تبقى عندهم بعض المشاكل على المدى الطويل. ومع ذلك، عند الكثير من الناس التهاب الدماغ هو حالة خطيرة يمكن أن تهدد الحياة. ومن الشائع بعد التهاب الدماغ، ان يترك الالتهاب عند بعض الأشخاص أذية دماغية دائمة. مدى وشدة الأذية الدماغية تختلف اختلافا كبيرا بين المصابين.
يمكن أن تحدث هذه الأذية الدماغية مشاكل مختلفة منها : مشاكل في التوازن، مشاكل في النطق ،ضعف ومشاكل في الحركة ،مشاكل في البلع ،النوب الصرعية ،الصداع المزمن ،تغيرات في الشخصية ومشاكل في الذاكرة اوتغيرات المزاج والقلق والاكتئاب.
وهناك حاجة إلى الدعم والتأهيل الكافي لمساعدة المريض على التكيف، والتعامل مع أي مشاكل قد تحصل بالشكل الأمثل. بعض العلاجات مثل علاج النطق والعلاج الطبيعي تساعد على تحسين الأعراض لدى بعض الناس.
بعض الناس الذين يتأثرون بشدة من التهاب الدماغ تصبح عندهم حاجة مستمرة إلى الرعاية التمريضية حيث انهم يصبحون غير قادرين على الاعتناء بأنفسهم.
كيف يمكن الوقاية من التهاب الدماغ ؟
برامج التلقيح ضد أمراض الطفولة الشائعة مثل الحصبة ،و النكاف والحصبة الألمانية ساعدت بشكل كبير على الحد من أعداد الناس الذين يصابون بالتهاب الدماغ.
التطعيم باللقاحات ضد الفيروسات الأخرى التي يمكن أن تسبب التهاب الدماغ متاح في البلدان التي تنتشر فيها تلك الفيروسات، مثل فيروس التهاب الدماغ الياباني باء. البخاخات الطاردة للحشرات وارتداء الملابس الواقية ، مثل الأكمام الطويلة، يمكن أن يكون مفيد أيضا في الوقاية من العدوى. وهناك لقاح متاح ضد داء الكلب. الإنتان بالحلأ البسيط عند الأطفال حديثي الولادة هو اختلاط غير شائع للعدوى التناسلية بالحلأ عند الأم مع اقتراب الولادة. ويمكن أيضا (ونادرا) أن تحدث بعد التماس المباشر مع قرحة الحلأ (مثل القرحة الباردة) عند شخص ما يقوم بمداعبة الطفل.
مواقع النشر