الربا ليس سبب الأنهيار الأقتصادي (على ذمة صحيفة الوطن)

[سويد أسمر]

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

أولاً أقول الحمد لله الذي جعل لنا عقول تؤمن بحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قبل أن ترى مصداقية قوله صلى الله عليه وسلم تتجلى أمام أعيننا على أرض الواقع, ولكن ما يجعلني أستغرب هو أن يأتي الحديث الشريف من جهه ثم يأتي الحدث مصدقاً من جهة أخرى ثم تأبى بعض العقول المريضة أن تصدق انه دليل واقعي على صحة حديثه صلى الله عليه وسلم!

فعندما حذرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من الزنا ذكر أنه يجلب أمراض لم تظهر في أقوام قبلنا , فظهر الأيدز والهربس أو القوباء الجنسية والزهري والسيلان فصح قوله لمن كان مشكك وثبت الله به من كان مؤمن بقوله صلى الله عليه وسلم.

ولكن ما بالكم برجل يقرءا حديثه صلى الله عليه وسلم أن الله يمحق الربا ثم يشاهد أسواق المال العالمية تنهار وتغلف وبنوك تخسر وشركات تعلن إفلاسها وتتحطم بل أن كل هذه الدوائر المالية تعلن ليل نهار أن سبب الإفلاس هو ( سياسة الاقتراض والعجز عن تسديد فوائد الديون ) ثم يستهزي بمن يقول بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

لن أطيل عليكم هذه المقدمة بل سأنتقل بكم إلى نص ما كتبه ( محمد السحيمي ) في جريدة ( الوثن ) حول مقابلة أجراها الشيخ المنجد في قناة CNBC حول الأزمة المالية الراهنة وهو كما يلي :

الاصطياد في ماء نقي

استضاف برنامج "المال والإسلام"، في قناة cncb عربية، الدكتورين/ "محمد صالح المنجِّد"، الفقيه المعروف، و"أشرف محمد دوَّابة"، أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الشارقة، لإتحاف المشاهد بتفسير للأزمة المالية العالمية، من وجهة نظر (إسلامية)،

لاحظوا معي أيها الأخوة والأخوات أسلوب الاستهزاء بوجهة النظر الإسلامية في قضايا العالم كما لو أن الإسلام لا يمت إلى العالم بصلة أو على الأقل لا يحق له

وبمجرد قراءة عنوان الحلقة، التي أعيدت صباح أمس الجمعة، ستعرف أن الضيفين لن يقولا لك غير الكليشة التي اعتدنا سماعها حتى في الأزمات والكوارث الطبيعية: السبب هو البعد عن منهج الله تعالى، وتعامل الغرب بالربا!

عنوان الحلقة هو المال والإسلام مما أعطى السحيمي انطباع مسبق بأنه يوجد (كليشة) جاهزة , أي أنه بمعنى أخر يقول أن هنالك قوالب جاهزة لدى الإسلاميين لكل الأزمات والمواقف, ولا اعتقد إن هذا إلا نوع من الاستخفاف بمقدرة الإسلام على التعامل مع الأمور المالية.
من ناحية أخرى لا أدرى ماهي نتيجة البعد عن منهج الله تعالى حسب وجهة نظر الكاتب أم لم تكن الخسارة دنيا وآخرة, بينما يصنفها على أنها ( كليشة )


والحل هو إيجاد اقتصاد إسلامي يقوم على الكتاب والسنة.

لا أدرى هل أقول ( بدون تعليق ) أم أقول أنها إعلان إقصاء للكتاب والسنة من الاقتصاد كله بالغمز واللمز الذي يتهم به الشيخ؟

وسيدخل "المنجد" مباشرة في خطبةٍ منبرية، مدجَّجةٍ بأغلظ الأيمان، والغمز واللمز "للأذناب" ـ هكذا ـ القائمين على الاقتصاد في الدول العربية والإسلامية، والشماتة بأمريكا، ومن أمركها،

ولم لا نشمت من أمريكا ومن أمركها ؟ بل ونشمت من كل من قال أن الرأسمالية هي الحل.


فإذا قاطعه المذيع: نحن الآن في مصيبة، ونريد حلاًّ عاجلاً؟ أجاب بكليشةٍ أخرى معروفة: يا إخوة والله إذا صحَّت النوايا، وتضافرت الجهود المخلصة.. ولن يجيبك: لماذا لم تصح النوايا، ولم تتضافر الجهود المخلصة، منذ مطلع القرن الماضي على الأقل؛ لتقدم للعالم نظريةً عمليةً واحدةً تحقق الشعارات والنوايا الطيبة؟

لأنه يوجد بيننا من في نواياه أن يستمر الربا إلى الأبد ليقتات على السذج من المتعاملين بالربا, بل ويحتال ويلبسه ثوب شرعي ليدخل به إلى جيوب من خافوا على أنفسهم من الربا ومصائبه, ولأنه يوجد من هم شاكلة نواياك التي تشكك في أن نية الشيخ هي صلاح حال البلاد والعباد بينما نجد أن نظرة الخائنة هي العين التي تلمز بها الشيخ وحديثه عن مصائب الربا الذي لم تنسب أليه لا من قريب ولا من بعيد بل وبدون حتى غمز أو مجرد لمز.

وهو ما دفع زميله المتخصص للاعتراف بعجزنا التاريخي التام حيال سؤالٍ روسي شهير: مادمتم تملكون كل هذه الحلول، فلماذا أنتم متخلفون؟

هل نسيت أنه يوجد فرق بين أن تمتلك الحلول وأن تحاول فعلاً تطبيقها ؟

نعم الإسلام يمتلك جميع الحلول أيها المشكك بالإسلام وقدراته , ولكن العجب أنى لا أراك تشكك في سؤال روسي ( شيوعي ) ملحد بل تستشهد به للأسف.

أما لو افترضت وجاهة بعض التقارير القائلة بأن هذه الأزمة متعمَّدةٌ؛ لإعادة "التريليونات" الأمريكية المهاجرة بحثاً عن "الرخص"، بدليل توقيتها المتزامن مع الانتخابات الأمريكية، وتذكرت كارثة النمور الآسيوية، فلن تعدم خطباً ناريةً تردد كليشة المؤامرة!
وما بين المؤامرة والعقوبة: من يحقُّ له بعد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ واكتمال الدين في حياته أن يقول: هذا منهج الله، أو تلك حربه وعقوبته؟

وهل عندما توفي محمد صلى الله عليه وسلم أخذ الدين معه إلى القبر فأصبح الاستشهاد بقوله لا يصح لبشر؟

عندما خطب محمد صلى الله عليه وسلم قراء قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ولم يقل أكملت لكم ديني , أذا محمد جاء لنا بإسلام يبقى معنا بينما هو لحق بالرفيق الأعلى ليخلف لنا دين نحتكم أليه في كل أمورنا .


في النهاية أن أجزم بأن رئيس تحرير جريدة الوطن لا يملك من العقل ذرة ليترك مثل هذا الصحفي يكتب مثل هذا المقال الذي لم يترك باب للجهل إلا وطرفه بل وقدم الدليل خلف الدليل أن الكاتب لا يملك من الحس ما يمكنه من متابعة أحوال الأسواق المالية الحالية التي أصبحت تتخبط يمنة ويسرة في محاولة للخروج من أزمة الديون وفوائدها المتعثرة الدفع وهو قولهم بألسنتهم وليس قول الشيخ المنجد , بل أنهم رجعوا إلى الاشتراكية ظناً أنها هي الحل وذلك عبر أعادة امتلاك الدولة للبنوك وهو أجراء معروف عند الاشتراكية التي كانت تحاربها الرأسمالية, ولكن يبقى النظام الإسلامي المصرفي هو الحل الذي لن أرتاح أقدم الدليل هنا أن بعض خبراء الاقتصاد من غير المسلمين أصبحوا ينادون به والله المستعان على ذلك.

ولمن أراد الرجوع إلى نص المقال فأنه موجود على هذا الرابط :

http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetai...934&id=7746

سويد أسمر

والسلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

[د/ العناقره]

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة

حياكم الله اخي سويد أسمر وأشكركم على هذا الموضوع الرائع

الربا (بدون أدنى شك) هو سبب هذه الأزمة المالية دون أدنى إعتبار لما تقوله جريدة الوطن
فإذا رجعنا الى الوراء لوجدنا أن الأزمة بدأت بسقوط عدد من شركات الرهن العقاري الكبرى
وباختصار شديد فإن سقوط هذه الشركات كان سببه (Customer Default) (توقف الزبائن عن الدفع او السداد) وهذه إحدى أكبر المشاكل التي تواجهها المصارف بشتى أنواعها وتسمى بـ (Credit Risk) مخاطر الإئتمان أو مخاطر الإقتراض وهي أن يتوقف عدد من المقترضين عن السداد فتنخفض نسبة السيولة في المصرف فيبدأ ببيع أصوله الثابتة وإستهلاك المخصصات لتدفع مصاريفه وإلتزاماته ختى يستنفذها جميعها فيفلس المصرف

ولا شك أن أحد أهم أسباب توقف المقترض عن السداد هو نمو المبلغ المقترض أصلا بسبب الربا , فيعجز المقترض عن السداد مسببا أزمة مالية للمصرف . ولما كانت المصارف هي أهم دعائم الإقتصاد في الدولة فإن سقوطها يحدث إرباكا كبيرا في أقتصاد الدولة وبسبب تداخل المصارف واقتراضها من بعضها البعض فإن سقوط بنك قد يؤدي الى سقوط بنك آخر وهكذا , ثم إن هذا يؤثر على عامل الثقة (confidence level) لدى العامة فيبدأ الناس بسحب مدخراتهم واستثماراتهم خوفا عليها من الضياع في حال افلس المصرف وهذا أيضا يحدث أزمة سيولة تنتهي بالمصرف للجوء الى الإحتياطيات وبيع الأصول الثابتة كما تقدم الى أن تنفذ فيسقط المصرف .

وكل ما سبق يفسر إسبتشار المقترضين عندما يخفض البنك المركزي معدل الفائدة (Interest Rates) لإن ذلك يخفف من عبئهم .

والله تعالى أعلم

تحياتي