بيروت - واس : يعد طائر أبو زريق من الطيور المفيدة والنافعة للبيئة، وهو طائر جميل المنظر، يتميز بروعة جناحيه المزينين بشريطين من اللون الأزرق السماوي.



ويقضي هذا الطائر المقيم في أحراج وغابات لبنان فصل الخريف والشتاء في جمع حبات البلوط ودفنها تحت التراب بطريقة تؤمن الظروف المثلى لنمو وتوسع رقعة إنتشار أشجار السنديان الباسقة التي تشكل اليوم 41 % من مجمل أشجار الغابات في لبنان.
وأوضح الخبير البيئي جوزف نخول في حديث لوكالة الأنباء السعودية أن طائر أبو زريق المسمى بطائر السنديان أو بتسميته العلمية (القيق الأوراسي) هو من فصيلة الغرابيات.

وبناء على آخر الدراسات العلمية المنجزة يقول نخول إن هذا الطائر يقوم بتخزين ما يعادل الـ 3 آلاف حبة بلوط في الشهر الواحد ولا يأكل منها أكثر من 500 حبة مما يجعل الباقي من الحبات ينمو أشجارًا تكون في ما بعد غابات من أشجار السنديان.



وأضاف نخول: "أبو زريق له أهمية كبرى في الحفاظ على الغابات بشكل عام والتنوع البيولوجي فيها بشكل خاص حيث أن حبة البلوط ثقيلة نسبيًا لتنقلها الرياح أثناء عملية التلقيح الثمري فيبدوا أن أبو زريق قد سخر في النظام البيئي ليس فقط لزراعة السنديان بل لتوسعة رقعة إنتشارها في لبنان".

وأشار إلى أن أبو زريق يقوم إلى جانب دوره في تخزين البلوط بأكل العديد من ثمار الفاكهة قبل قطافها من بينها التفاح والأجاص والخوخ وغيرها وله صوت كالغربان مما يجعل المزارعين يتضايقون من أضراره بسبب إتلافه للمحاصيل وصوته المزعج على حد سواء.

وقال أحد محترفي الصيد ومالك محل متخصص ببيع أدوات الصيد في لبنان في حديث للوكالة إن أبو زريق طائر ذكي يتميز بالدهاء والمكر يأس الكثير من تعقبه واصطياده فهو يبني عشه في أماكن مخبأة جيدًا ولا يخاطر بالخروج إلى المواقع المكشوفة أبدًا ويعتمد على الطيران المنخفض في الممرات ذات الأشجار الكثيفة والمتصلة بعضها بالبعض الآخر ما يستحيل على الصيادين تصويب بنادقهم لاصطياده كما أنه مخادع فعنده القدرة على تقليد أصوات الطيور الأخرى مما يسهم في تشتيت تركيز من يرمي لاصطياده.