عين أحد ثربان الحارة

[محمد بن سعد]

العين الحارة في مركز ثربان التابع لمحافظة المجاردة تعتبر من أشهر المعالم التي يقصدها المواطنون طلبا للعلاج والاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية، وتنبع العين الحارة بأحضان تهامة الدافئة في الجنوب الغربي لمحافظة المجاردة بمركز ثربان، تبعد عن مدينة المجاردة 45 كم وتمتاز بمياهها الحارة لوجود مواد كبريتية، وهي تنبع بشكلها الحالي منذ عشرات السنين وتبقى مقصد الباحثين عن أسباب الشفاء.. خصوصا من تهامة ومراكز ومحافظات عسير والتي يزداد الإقبال عليها في موسم السياحة الشتوية، ولغرض الشفاء من العديد من الأمراض مثل الحساسية وآلام المفاصل والروماتيزم والجلطات وأمراض أخرى.



طبيعة الأرض :
يقولون أهل المنطقة : وادي نيرا التابع لمحافظة المخواة، وادي يحف به جبل شدا المشهور والمحمية حاليا، يحتوي الوادي على 65 قرية، في هذا الوادي يتواجد العديد من أنواع الأشجار والنخيل، وعلى جنباته تقام المزارع والديار، يتميز الوادي باتساعه، و بوجود الحصباء الكثيفة في بعض مناطقه، والأشجار المتشابكة في أجزاء أخرى، وأشجار كبيرة، ذات الظل المتسع كثيراً ما تراها في هذه المنطقة.




في الوادي عين تجري طوال العام، ترعى منها البهائم حول العين، لوجود أعشاب وشجيرات، وماء النبع يتسم بكثرة طحالبه وحشرات صغيرة وضفادع ! يمتد الماء بين جنبات الحجارة في نزول قد لا يمكن للسيارة من السير، فالمشي على رياضة ونزهة لمشاهدة خرارات الماء والمصاب الصغيرة والجداول المتفرعة.




وادي نيرا من الأماكن السياحية التي يحسن زيارتها للموجود في تلك المنطقة، وأما شد الرحال إليه فلا أنصح به، لقلة الاهتمام به من قبل أهله وذوو الاختصاص من ناحية، و تميز الوادي ليس بدرجة كبيرة، من نيرا عدنا نحو المخواة ومنها توجهنا نحو طريق محايل، وهذا الطريق يمتد لمسافة تقارب 170 كم، بين جنباته العديد من أماكن الجمال والأماكن الرائعة، بعد مسيرة حوالي 60 كم من المخواة، كانت محطتنا الأولى في :


بطحاء نظيفة وحصباء ناعمة




بطحاء نظيفة وحصباء ناعمة

وادي قنونا (قنونة) بسبت الجارة شرق القنفذة، هو الأكبر والأجمل في المنطقة، تناثر في جناباته النخيل مع مياهه المتدفقة التي تجري طوال العام، إلا أن أقرب الطرق إلى هذا الوادي طريق يربط المخواة مع نمره شمران وقبل المعقص إلى اليمين حيث قرية الفايجة فالوصول إلى الخط العام (طريق زراعي) أخرى، الطريق الزراعي لا يتجاوز 7 كم، ينتهي بطريق ممهد طوله 3 كم، يوصل إلى الوادي.


بطحاء نظيفة وحصباء ناعمة



مناظر نخيل تكسوها أشجار متسلقة وغطى بعضها غالبية نخيلها ،،،





بعد هذين الواديين، نسلك وجهة الجنوب حيث : عين ثربان الحارة



ثربان : جبل مأهول به قرى،، يقع الجبل بين (المجاردة) و (القنفذة)، ويبعد عن المجاردة 20 كلم غرباً، ويصل إلى سفحه طريق معبد متفرع من طريق محايل المخواة، وفي سفحه الجنوبي على ضفة شعيب الأحسر عين كبريتية حارة يتوافد إليها الكثير للاستشفاء من أمراض - بإذن الله - كانت في الماضي مهملة وليس لها سوى حجيرات قديمة يستخدمها الناس للاستحمام، تبعد العين عن ثريبان حوالي 25 كم على طرق كانت ترابية ممهدة، اقصد الطريق القديمة إلى المبين كما هي في الخارطة باللون الأزرق، والطريق الجديد يلتف إليها من الجوب الغربي.



قامت بلدية المجاردة بخطة تطوير للمنطقة المحيطة بالعين الحارة ولكن ليس حسب المستوى المنشود، بنت 4 هناقر صغيرة لإستحمام النساء تجلب لهم المياه في جوالين، وبنت البلدية حوش مرصوف بسراميك حول حوض العين، وتبعته بأنابيب تصريف.





العين قبل البنيان - عام 2005 م





أخيرا ،، عند خروجك من المنطقة لما يليها ،، هناك ما يستحق العناء (عناء الرحلة) حيث قد تصادف أكبر الأشجار وأغربها



بداية من وادي حوية الكبير المستمد بسيول جبل مدي حيث شجرة قيل عنها أنها أكبر شجرة في الجزيرة العربية حسب إصدار جريد البلاد عام 1405هـ ! أمر مبالغ فيه حيث وجود عدد أشجار أكبر منها حجما وعمرا كشجرة الوهط (كينة) وهي من شجر الكافور، ذكرناها لكم هنا في درة المجالس،

إلا أن هذه الشجرة كبيرة ومميزة وغريبة بالتفرح وضخامة الجذع وقلة الأوراق ولونها. أسمها شجرة الرقعة فهي مغروسة في بئر مبني بالحجر، ودائمة الخضرة، والأغرب فيها هو إمتداد عروقها عبر جنات بئرها الصخري.











بهذا ننهي قصتنا دتعين لرسلان بالعفو والعافية حيث امتعنا بصوره الببديعة