بسم الله الرحمن الرحيم
من الهرطقات والثرثرات التي يدندن حولها الليبراليون دائما هي حرية الرأي أو ما يسمونه بالرأي والرأي الآخر بمعنى أن يكون هناك متسع كاف لاحتواء مخالفك وآرائه , ولذلك تراهم دائماً ما يلمزون من يسمونهم بالإسلاميين بالإقصائية للآخرين وخصوصاً المخالفين , وهذا بحد ذاته أمر رائع ومطلوب لا سيما إذا انتقل من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق لأن القول دون فعل لا جدوى منه .
لكننا حينما ننزل إلى أرض الواقع محرقين أوراق التزييف والخداع فإننا نرى العجب العجاب الذي يأتي به هذا التيار الأعوج , وهنا أضع بين أيديكم هذا المثال الحي لهذا التوجه ولأبين لكم بشكل واضح هذه النظرية وهي : ( أن الليبرالية هي حركةٌ إقصائية بحتة خلطت بين الفاشية والقومية وبين جميع الحركات التي قامت على التمييز العنصري ) .
محمد آل الشيخ هو أحد أعضاء هذه الحركة الإقصائية لكل مخالف ولذلك فإننا حينما نقرأ لهذا الكاتب فإننا نلاحظ أن جل كتابات هذا الرجل قد لا تخلو من قلة أدب واضحة أو من إقصائية وقحة لكل من يخالفة ويخالف رأيه وهذا الأمر أظنه يخالف وبشكل واضح ما يدعو إليه الليبراليون من تقبل للرأي الآخر وإحتواء للمخالف , وهذا لا أستطيع أن أعتبره سوى وقاحة واضحة من هذا الكاتب المتشدق بأن تجده يتحدث ويثرثر بمنهجٍ لا يمتثله ولا يعمل به .
وهاهي تفاهاة هذا الرجل تعود لنا مرة أخرى من خلال زاويته الساذجة في جريدة الجزيرة , ليصف الشيخ عبدالله السويلم عضو المجلس البلدي بأنه رجل ( متخلف ) ووضح هذا الأعجوبة بأن سبب تخلف هذا العضو هو تقديم العضو استقالته من عضوية المجلس البلدي اعتراضاً على وجود المنكرات في احتفالات العيد .
هل رأيتم أيها السادة كيف سيكون من خالف الليبراليين ؟ بالتأكيد سيصبح متخلف ورجعي ومعقد .
أيها الكاتب الأرعن وفقك الله وهداك إلى كل حق لا أظن عبدالله السويلم هو أول رجل في العالم كله يقدم استقالته لأنه يحمل مبادئ وقيم وأحتج بطريقة معينة على المساس بمبادئه ؟
فلو كان عبدالله السويلم عضو في المجلس البلدي البريطاني أو الأمريكي وقدم استقالته احتجاجا على وفاة هرة في الشارع لأصبح بطلاً عظيماً وعملةً نادرةً في مجتمعه لمجرد أن هذا المستقيل ما هو ( مطوع )
ما أروع هذا المثال وما أعظمه يجب أن نقدم على مثل هذا حينما تمس مبادئنا وترمي آرائنا , فلماذا نعتبره تخلفاً ورجعية ؟
إذا كان الليبراليون لا يمكلون من يكون شجاعاً وبطلاً ليرمي بالمنصب والكرسي حينما تمس مبادئه ( طبعاً إذا كان عنده مبادئ ) فالإسلامويين يملكون رجالاً لا تهمهم المناصب ولا تساوي عندهم مثقال ذرة .
يا محمد آل الشيخ إذا كنت إلى الآن لم تصل إلى درجة كافية من أمانة الكلمة فدع عنك الكتابة وأذهب إلى بلدية الرياض – لأني قرأت أنهم عندهم وظائف - فقد يكون هذا أنفع لك ولنا ...
أحمد بن حمد العنزي - 12/10/2008
منقول من موقع لجينات
مواقع النشر