القاهرة - مروة محمود الياس : أنت عيان.. أنت مريض وصحتك لا تتحمل.. أنت لا تستطيع القيام بهذا أو ذاك، افعل ولا تفعل... كل تلك الجمل السلبية نسمعها ممن يحيط بالمريض مهما كانت طبيعة مرضه أو درجة خطورته، وكما يقال ومن الحب ما قتل! فإن الاهتمام البالغ من أهل المريض به أمر بالغ أخطر وقد يؤدى إلى آثار نفسية سيئة على المريض، وقد يصيبه بحالة من التعب العضوى أيضا بسبب هذا الاهتمام وإشعاره دائما بأنه "مريض".
وعن هذا الموضوع الهام يتحدث الدكتور أمجد العجرودى استشارى الطب النفسى بالمجلس الإقليمى للطب النفسى قائلا، إن تلك المفردات السلبية التى يتفوه بها أهل المريض والمرافقين له هى من أخطر ما يمكن أن يقال على صحة المريض، بل أخطر من المرض نفسه، كما أنها تعرقل خطة علاجه، لأنها تعطيه إحساسا بمرضه، وقد يبالغ فيه مما يؤدى إلى تأثره سلبيا بمرضه، وقد يؤدى ذلك إلى إصابته بأمراض عضوية أخرى وعدم تقبل العلاج وعدم جدواه بسبب نفسيته السيئة.
ويجب على أهل المريض فى البداية أن يوقنوا بأن المرض اختبار وابتلاء من الله عز وجل، وأنه يختبرهم ويختبر صلابة المريض أيضا، كما يجب أن يحافظوا على ابتسامتهم الدائمة وتقبل النصيحة من الأطباء. ويجب عليهم تشجيع المريض دائما وإعطائه إحساسا بالتفاؤل الدائم مهما كانت الحالة.
وأن يتفهموا ما هو المرض بالضبط وبالتفاصيل كما يجب أن يراعوا الاتزان النفسى للمريض تماما، وألا يظهروا مشاعرهم أمامه مهما حدث، بل إنهم يجب أن يكونوا طبيعيين تماما لا يزيدون فى الاهتمام أو يسرفوا فى الخوف والقلق والحزن أمام المريض، كما يجب عليهم مراعاة مواعيد وجرعات الأدوية والانتظام فيها والدقة أيضا.
ويضيف الدكتور أمجد أنه يجب أن يشعر المريض بمن يحيطه ليشعروه بالطمأنينة لو احتاج إليهم، كما يجب أن يدعموه نفسيا ويشجعوه على العلاج والدواء، ويجب أن يكونوا على اتصال دائم بأطبائه لكى يتفقوا على ما يقال أمامه وما لا يقال.
مواقع النشر