طوكيو - محمد بسام الحسيني (الأنباء) : وسط البحر وبين البراكين وفوق الزلازل شعب سطر واحدة من أجمل قصص التاريخ محولا الخطر الى امان والتحديات إلى نجاحات، ومصدرا القيم الانسانية الراقية قبل السلع الاعلى جودة.
فندق «نيو أوتاني اوتيل» طوكيو
يعرف اليابانيون عنا اكثر مما نتوقع انهم يعرفون، وفي زمن «داعش» والارهاب نجد اليابان تعلن اعتزازها بمواطنيها المسلمين وتشرع الابواب امام زوارها من الدول الاسلامية بتثقيف شعبها حول مفاهيم «الاكل الحلال» واهمية تيسير الخدمات الخاصة بالصلاة كاشارات وجهة القبلة وسبل الوضوء واوقات الصلاة، وفي مطار ناغويا نجد ان ادارة المطار مثلا توفر كل هذه الخدمات التي يمكن اعتبارها رسالة ترحيب واضحة.
طوكيو العاصمة الرائعة.. ومدينة العمل والنظام والانضباط
اينما توجهت وحللت يقابلوك هنا بابتسامة وانحناءة تؤكدان ان المجد يصنعه التواضع، والشمس في بلاد «الشمس المشرقة» او «نيهون» كما يلفظها مواطنوها اكثر من مجرد قرص احمر فوق علم نقي، انها عمل يبدأ ولا ينتهي ومنظومة قيم راسخة تزاوج بين العصرنة والاصالة بأفضل صورة.
جبل فوجي
انت ناجح بقدر ما تحقق من انجازات، وايضا بقدر ما تكون ملهما لمزيد من النجاح والقدرة على النهوض، وهذا ما تؤكده اليابان قولا وفعلا.
على مدى تسعة ايام وبدعوة كريمة من برنامج مكثف في وزارة الخارجية اليابانية لـ«الأنباء»، فُتحت لنا ابواب اليابان لندخل عالمها الذي يسميه البعض تقديراً «كوكب اليابان» فالتقينا عددا كبيرا من المسؤولين وزرنا اماكن عديدة، كان مطلوبا منا انجاز كل محطات البرنامج بسرعة، فاستلهمنا السرعة من قطار «الطلقة» الذي يصل بين مدن اليابان،.. لم لا؟ فكل شيء في اليابان ممكن!
في مطار «نارتيا» هبطت رحلة طيران الاتحاد من الكويت الى طوكيو عبر ابوظبي لتبدأ رحلة استكشاف المدينة، انطلاقا من فندق «نيو أوتاني اوتيل» احد افخم فنادقها والذي يشتهر بحدائقه الغناء التي تزينها البحيرات المائية والشلالات، وباطلالته على قمة جبل «فوجي» رمز اليابان والمرتبط بالكثير من الاساطير وعبق التاريخ.
عاصمة اليابان مدينة عصرية فيها كل شيء، نهار نشيط يملؤه السكان حيوية في مختلف الاحياء وليل حي فيه الكثير من الخيارات السياحية، ومطاعم تقدم كل ما يتخيله او يتمناه السائح من اطباق من حول العالم، وهناك بالتأكيد مطاعم الاكل الحلال ومقاهي الشيشة.
المعبد البوذي في «أساكوسا»
من اجمل احياء المدينة حي روبونغي حيث يقع «برج طوكيو» الذي رسخ في اذهاننا كأطفال عندما كنا نشاهد الرسوم المتحركة اليابانية المنشأ، وحي شينجوكو وحي شيبويا وهما من الاشهر بالنسبة للحياة الليلية والمطاعم، وحي غينزا الراقي حيث اشهر الماركات العالمية في عالم متكامل للتسوق وارتياد مطاعم السوشي، والنودلز، والتيبانياكي والحلوى اليابانية التقليدية والمصنوعة غالباً من الارز وكذلك مثلجات الشاي الاخضر، ومنطقة «شيودا» حيث يمكن زيارة القلعة والقصر الامبراطوري حيث مقر اقامة امبراطور البلاد.
اما التسوق الشعبي فمكانه الامثل حي «اساكوسا» الذي يضم سوقا مميزا يمكن ان نجد فيه كل ما يتعلق بتراث اليابان لاسيما اثواب «الكيمونو» وهو يقع داخل معبد بوذي شهير.
والى جانب ناطحات السحاب وبرج طوكيو توجد في العاصمة ابراج شاهقة منها الـ«سكاي تري» احد اطول ابراج الكرة الارضية، ومبنى المتروبوليتان وهو مقر حكومة طوكيو المحلية، ومنها جميعا يمكن للسواح الاطلالة على العاصمة من السماء وشراء التذكارات واخذ صور لا تنسى.
مشهد عام لجانب من العاصمة
طقوس وعادات يابانية ملهمة
- ٭ يلاحظ الزائر عدم استخدام اليابانيين للهواتف في المطاعم، وكثير من المطاعم خاصة التي يرتادها الاجانب تضع على الطاولات اشارات الى ضرورة الامتناع عن الحديث عبر الموبايل على الطاولة.
- ٭ مواعيد الوجبات الغذائية اليومية ثابتة عند اغلب المواطنين، وهم يتناولون الاكل بهدوء ولا تجد احدهم يحمل ساندويتشا في الشارع.
- ٭ جميع ركاب السيارات في الامام والخلف يلتزمون بوضع حزام الامان.
- ٭ يعمل اليابانيون في كل المجالات والمهن، مثل التاكسي والحراسة وفي المطاعم بلا حرج وبكل نزاهة وامانة، ودائما مع ابتسامة.
- ٭ في المطار توجد لافتات بأن الاماكن المخصصة لليابانيين هي متاحة لمن لا يحملون الجنسية اليابانية اذا لم تكن مشغولة.
- ٭ في اماكن النقل العام يلتزم المسافرون احدى الجهتين ويتركون جانبا متاحا بالكامل للمستعجلين ممن قد يفوتهم القطار او الرحلة.
- ٭ التزام كامل بقوانين السير وكذلك في كل الاماكن التي تتطلب الوقوف بالدور في المصاعد الى الحجوزات بالمطاعم ومحطات القطار وصناديق الدفع في المحلات.
- ٭ في بوفيهات الفنادق الكبرى توضع رسوم توضيحية اذا ما كان الاكل يحتوي على لحم خنزير.
سجادات الصلاة واماكن الوضوء في مطار «ناغويا»
« لا بقشيش»
تنبه اغلب الكتيبات والارشادات السياحية الى ان السائح لا يجب ان يدفع «البقشيش» تجاه اي خدمة يتلقاها ما لم تكن اضافية، والغالبية الساحقة من العاملين في المطاعم والفنادق ترفضه ان عُرض عليها، واخرون لا يقبلونه الا بعد الحاح.
اليابان هي الأغلى.. شائعة
اول ما يلاحظه الزائر والمتجول في اسواق اليابان ان ما يقال عن ان هذا البلد هو الاغلى في العالم غير صحيح، فالاسعار في الاسواق الراقية والشعبية معتدلة ومقبولة جدا مقارنة بنظيراتها في الدول الغربية وبعض الدول العربية.
النائبة الحالية ووزيرة الدفاع ومستشارة الأمن القومي السابقة أكدت أن الكويت نموذج في الديموقراطية بالمنطقة خاصة بعد إعطاء النساء كامل الحقوق السياسية
كويكي لـ «الأنباء»: ميثاق الأمم المتحدة الحالي لم يعد مقبولاً
- اليابان وألمانيا تُعرفان كعدوتين في المنظمة الدولية رغم أن اليابان ثاني أكبر مانح لها
- لا يُعقل أن تحتكر 5 دول القرار الدولي كله ونحن نسعى لتعديل الميثاق رغم إدراكنا أن الأمر شائك
- من حق اليابان تعديل دستورها لإلغاء المواد التي تحظر المشاركة في الحروب
- لا نؤمن بالتحكم في سعر العملة كإجراء لتنشيط الاقتصاد لأنه قرار سلبي والحلول بتطوير التكنولوجيا وتشجيع السياحة وغيرهما
- «داعش» ليسوا جماعات إسلامية بل عصابات إرهابية ونحن ندرك ذلك تماماً
- بيونغ يانغ ليست عضواً ملتزماً في المجتمع الدولي ويقودها شخص لا نعرف ما الذي يمكن أن يقرره
النائبة يوريكو كويكي مستقبلة
الزميل مدير التحرير محمد الحسيني
في مكتبها بمبنى المؤسسة التشريعية اليابانية
هي «سيدة اليابان القوية».. «يوريكو ليلي كويكي» وزيرة الدفاع ومستشارة الأمن القومي السابقة تستمر من خلال موقعها الحالي كنائبة في المؤسسة التشريعية «الدايت» بكونها شخصية رئيسية في الحياة السياسية بالبلاد وأحد الأعمدة الرئيسية في الحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم، فضلا عن كونها إعلامية بارزة منذ ما قبل دخولها السياسة.
وهي صديقة الكويت بامتياز ورئيسة لجنة الصداقة البرلمانية بين الجانبين، ولها معها تاريخ طويل، خاطبتني ممازحة: «زرت الكويت آخر مرة قبل بضع سنوات ولكن أول زيارة لي كانت قبل ان تولد، فقد زرتها مع والدي كرجل أعمال عام 1972 وبعدها اخترت الدراسة في القاهرة وعاصرت حرب 6 أكتوبر وارتبطت بالمنطقة والعالم العربي الذي كان محط أنظارنا في الأعوام الأخيرة خلال ما شهده وسمي بـ «الربيع العربي».
الربيع العربي
وصفت كويكي شعورها إزاء ما يجري في المنطقــة بـ «القلق»، موضحة: تأملت أن يصبح العالم العربي أكثر ديموقراطية لكن لم يحصل ذلك بعد، ولذا نعتبر ما يجري مرحلة انتقالية لنقل المنطقة من تجربة الى تجربة أغنى، على ما نأمل، وتعتبر الكويت نموذجا في الديموقراطية القادرة على احتواء الشعب، خاصة بعد إعطائها الفرصة الكاملة للنساء ومشاركتهن، وأنا عادة ما أصفها بـ «الدولة القائدة في المنطقة».
وتابعت: نعرف أمير الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد وسموه شخص نقدره جدا في بلادنا وكانت لي لقاءات عديدة بسموه، كما التقيت سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد في زيارتي الأخيرة للكويت، وقبلها عندما كنت مستشارة للأمن القومي التقيت بسمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك حين كان وزيرا للدفاع بعد حرب العراق وزرت قاعدة علي السالم الجوية وقد أعطتنا الكويت قاعدة لقوات الدفاع اليابانية التي عملت في حينه على توفير مياه عذبة في أجزاء من العراق ضمن العمليات الإنسانية وعمليات حفظ السلام التي شاركنا فيها ونحن ممتنون لذلك.
وتابعت: «عندما زرت الكويت كانت علاقات مجلس التعاون بإيران متوترة كما هي اليوم، وموقف الكويت كان حذرا، ونحن نتمنى عودة الأمور الى الهدوء في المنطقة».
ووصفت كويكي العلاقات بين اليابان والكويت بأنها «راسخة وطويلة جدا»، واستذكرت انه في العام 2000 عانت الكويت من تلوث كبير بمياه البحر بسبب مشاكل طبيعية في آبار النفط، سببت تهديدا للبيئة البحرية، وتمكن في حينه بروفيسور من اليابان التي هي أمة محاطة بالمياه ولديها خبرة ودراسات كبيرة وخبراء كثر، من كشف أسباب المشكلة وقدم توصيات قيمة لمعالجة الوضع وساعد في إنهاء تحد مؤرق للبلاد، حيث ساد في حينه قلق كبير بشأن استهلاك الأسماك الحاضرة بقوة في المائدة الكويتية.
وأضافت: ومن جانبنا لا يمكن أبدا ان ننسى سخاء الكويت في مساندتها لليابان في أعقاب تراجيديا الزلزال الكبير والتسونامي الذي ضربها عام 2011.
وتابعت: في وقتها تلقيت اتصالا من سفير الكويت وسألني: نرغب في الوقوف الى جانبكم فكيف لنا ان نساعدكم فأجبته بأننا نرغب في مساعدة نفطية، وتبرعت لنا الكويت بسخاء بـ 5 ملايين برميل نفط، ساهمت بشكل كبير في مساعدتنا على عبور الأزمة، وهو موقف لا ننساه ونعيد التذكير به دائما.
«داعش»
تطرقنا في الحديث مع النائبة كويكي الى قضايا الإرهاب وتنظيم «داعش»، وعما إذا كان المسؤولون اليابانيون يخشون من امتداد آثاره الى بلادهم بعد التهديدات في ماليزيا والتفجيرات في إندونيسيا التي أكدت ان هذا التنظيم الإرهابي في كل مكان، فأجابت: «داعش» ليسوا جماعات دينية بل عصابات إرهابية ولا علاقة لهم بالدين وبالإسلام الحقيقي ونحن نعرف ذلك، هم يتنقلون من مكان الى مكان في سورية والعراق مستغلين أي فراغ يحدث في أي منطقة مثل المياه التي تتجه الى الأسفل عندما تسكبها، لذا ليس من الحكمة مناقشة موضوع داعش من وجهة نظر دينية، بل يجب العمل وبشكل فاعل على إعادة الشرعية والقوة الى الأماكن التي سيطروا عليها لانتزاعهم منها.
وزادت: كل هذا الذي نراه هو من النتائج السلبية لانتشار الإنترنت والموبايل وإساءة استغلالهما، فهذا التنسيق الذي يربط عصابات «داعش» حول العالم لم يكن ممكنا في الماضي، بالنسبة لنا في اليابان ليس لدينا للأسف مجتمع إسلامي كبير بين مواطنينا، ولذا من الصعب ان يتغلغل «داعش» أو يجد له موطئ قدم، كما ان نظام السيطرة على المتفجرات في اليابان مشدد، وليس من السهل إيصالها الى هنا، ولكن اعتدنا على مواجهة نوع من الإرهاب في الماضي من منظمات معينة وعبر استخدام مواد كيميائية، ورغم ذلك يجب ان نكون يقظين وحذرين دائما وجاهزين للتصدي لأي سيناريو في حال حدوثه.
تعديل الدستور وكوريا الشمالية
وعن تعديل الدستور وخاصة المادة التاسعة المتعلقة بمنع المشاركة في الحروب واذا ما كان الأمر متعلقا بتهديدات كوريا الشمالية، قالت: ان تعديل الدستور أمر طبيعي وكل دول العالم توافق بل وتشجع عليه باستثناء الصين وكوريا الشمالية لأهدافهما الخاصة وعدم رغبتهما في أن تلعب اليابان دورا أكبر على الساحة الدولية.
وتابعت: كوريا الشمالية تسبب لنا قلقا كبيرا، حيث يقودها اليوم شخص عمره 33 عاما ونحن نرى أنه لا يملك الخبرة ولا نستطيع التكهن بما قد يقرره، وبيونغ يانع ليست عضوا ملتزما في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ويصعب التواصل معهم، وهم يقومون بذلك بدلا من تنمية بلدهم حيث نرى ملايين الجياع مقابل قلة قليلة من الأثرياء مستفيدة من البلد، كما أنهم يستمرون في اعتقال مواطنين يابانيين منذ فترة طويلة وهذا أمر غير مقبول.
ميثاق الأمم المتحدة لم يعد مقبولاً
أكدت النائبة كويكي أن اليابان تتطلع للعمل بفاعلية في العامين 2016/2017 عندما ستشغل مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن وستسعى للوساطة في العديد من الأزمات والمشاكل على الساحة الدولية.
وتابعت: ولكنها بالمقابل تنظر بكثير من الأسف إلى وضع الأمم المتحدة التي مازالت إلى اليوم تعتبر في ميثاقها اليابان «دولة عدوة».
مجلس الأمن اليوم عبارة عن الدول التي انتصرت في الحرب ومعها الصين، أما اليابان وألمانيا فتعرّفان كعدوتين رغم أن اليابان هي ثاني اكبر مانح للمنظمة الدولية وألمانيا مشهود لها بالعمل الإنساني وآخره موقفها من اللاجئين، لذا فالأوضاع في المنظمة الدولية غير عادلة وغير منطقية وتحتاج إلى تعديلات كثيرة من بينها أن تكون اليابان عضوا دائما بمجلس الأمن، كما لا يُعقل أن تحتكر خمس دول القرار الدولي كله، لذا نحن نسعى للتعديل مع إدراكنا بأن الأمر شائك وغير سهل».
وزادت: لعدة سنوات لم نر أمرا إيجابيا كما يجب للأمم المتحدة، وإدارة المنظمة مكلفة جدا مع كثير من النشاطات غير الفعالة».
الاقتصاد الياباني
وعلقت عضوة الحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم على جهود الحكومة للخروج من الأزمة الاقتصادية المزمنة التي تكبل الاقتصاد الياباني منذ سنوات طويلة بالقول: لسنوات ظلت اليابان تعاني من انكماش الأسعار وهو يعني أنك عندما نشتري اليوم فإنك تتوقع أن يتراجع السعر غدا، لذا لن تشتري بل ستنتظر لتشتري بسعر أرخص.
من هنا فإن الحكومة تحاول اليوم إعادة تحريك الأمور عبر جملة من السياسات التحفيزية التي يمكن أن تعيد الحياة والنبض إلى الاقتصاد.
من السهل أن نقلل، لكن هذا العجز بالحد من الإنفاق وفرض الضرائب سيزيد الجمود والانكماش ويستفز الناس كما أننا لا نؤمن بالاعتماد على التحكم في سعر العملة كإجراء لأنه أمر سلبي والمطلوب إجراءات ايجابية وانتاج وتطوير لتكنولوجيات جديدة مثل السيارات الهيدروجينية والبدائل الطبية، خاصة ان اليابان معروفة بتقدمها طبيا، إلى جانب تشجيع السياحة كقطاع مهم وحيوي.
وتحدثت النائبة اليابانية عن انخفاض أسعار النفط مؤكدة أنه مفيد لليابان كونه يخفض من الفاتورة النفطية بالميزانية، معربة عن تفاؤلها بالقدرة على التغلب على الأزمة واستعادة الاقتصاد الياباني لحيويته، كون اليابان خلاقة وقادرة دائما على صنع الفرص.
النائبة كويكي تفتتح مشروع المدرسة
أنشأتُ مدرسة لأطفال اللاجئين السوريين في تركيا.. بمبادرة شخصية
على هامش الحديث عن القضية السورية، أعربت النائبة كويكي عن تعاطفها الشديد مع أطفال اللاجئين وتأثرها بظروفهم قائلة: أنا متأثرة جدا بسبب الأطفال.
ولذلك قمت بجمع التبرعات بصفة شخصية وأنشأت مدرسة ابتدائية توفر التعليم لـ 222 طالبا في منطقة «هاطاي» التركية وبالمناهج العربية حيث يصعب على الطلاب السوريين دراسة المناهج التركية.
كما وفر المشروع فرص عمل لـ 19 مدرسا من اللاجئين، علينا مساعدة الأطفال هناك فهم اليوم يعيشون في الظلام واذا لم نوفر لهم التعليم فسيكونون بلا مستقبل.
وعلينا ان نساعد الدول التي يتواجدون فيها وبينها دول أوروبا التي تواجه الكثير من المشاكل نتيجة للحرب في سورية.
«الدايت».. المؤسسة التشريعية في البلاد من أجمل مباني طوكيو
يشكل مبنى المؤسسة التشريعية اليابانية الذي يعرف بـ«الدايت» تحفة معمارية وقد بني بين عامي 1920 و1936 وهو من اجمل مباني العاصمة طوكيو، ويضم قاعات جميلة بما فيها قاعة مخصصة لاستراحة الامبراطور حين يزور المبنى لافتتاح ادوار الانعقاد ولا تفتح الا لجلالته ولضيوف الدولة.
ويتكون «الدايت» من مجلسين هما: مجلس الممثلين او النواب ويضم 475 عضوا ينتخبون كل 4 سنوات بنظام يمزج بين التصويت الاغلبي مع النسبية، ومجلس المستشارين ويضم 242 عضوا لمدة 6 سنوات ينتخبون عبر انتخابات نصفية كل 3 سنوات.
يتولى «الدايت» تشريع القوانين واعتماد الميزانية والمعاهدات الدولية وتعيين رئيس الوزراء وتعديل الدستور.
الزميل محمد الحسيني
مع مديرة إدارة الإعلام الخارجي
والناطقة الرسمية تاكاكو ايتو وروريكو سوميناغا
الناطقة الرسمية باسم الخارجية اليابانية لـ «الأنباء»: تحسن في العلاقات مع الصين رغم التوترات
تعد السيدة تاكاكو ايتو مديرة إدارة الإعلام الخارجي والمتحدثة الرسمية باسم الخارجية من الديبلوماسيات المخضرمات، وقد أهلتها شخصيتها الكاريزمية وإيمانها بكفاءة المرأة اليابانية لتولي هذا المنصب الرفيع.
وقد أكدت، خلال مأدبة الغداء التي دعتنا اليها في أحد المطاعم الراقية في طوكيو، ان مهمة الناطق الرسمي مهمة معقدة وشائكة لكنها تمثل تحديا تعمل دائما على كسبه.
وشددت ايتو على إيمان اليابان بحرية التعبير وتشجيعها للصحافة الحرة والمسؤولة، وتحدثت عن جملة قضايا سياسية منها العلاقات اليابانية ـ الصينية بعد التوتر الذي سادها في أعقاب التصعيد في جزر «سيناكوكو» المتنازع عليها بين البلدين، والواقعة تحت سيادة اليابان.
وذكرت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية اليابانية انه رغم التوترات الا ان الأمور بعد مرور سنة على قمة «ابيك» قد شهدت تحسنا ملحوظا على مستوى اللقاءات بين قيادتي البلدين ووزيري الخارجية وعودة العمل الى لجان التعاون المشتركة بعد طول جمود في مختلف المجالات السياسية والأمنية والمالية.
ولفتت الى انه رغم تراجع عدد السياح اليابانيين السنوي في الصين الى نحو 2.5 مليون في 2015، مقابل 3.98 ملايين في 2007 وتراجع حجم الاستثمار المباشر للصين في اليابان بنحو 25.2% في 2015 الا ان عدد السياح الصينيين ارتفع الى أكثر من 5 ملايين في 2015 متضاعفا عن العام الذي سبقه.
كما تطرقت ايتو الى العلاقات مع روسيا، مؤكدة موقف اليابان الواضح في رفض الإجراءات الروسية في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم من جانب واحد.
وعادت السيدة ايتو بالذاكرة الى بداياتها الديبلوماسية عندما كانت تعمل في سفارة اليابان في كندا عام 1990 عندما وقع الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت وكانت متزوجة حديثا واضطرت للعمل ساعات طويلة لمتابعة الاحداث لحظة بلحظة ورفع التقارير، مشددة على ان التاريخ يثبت صحة المواقف الإنسانية التي اتخذتها اليابان في ذلك الوقت وما أدخلته من تعديلات على النصوص القانونية التي كانت تمنع تدخلها في الحروب حتى بات ممكنا لها المشاركة في عمليات الدعم الإنساني بما يخفف عن ضحايا النزاعات، ويحقق جوهر القيم اليابانية.
«الخارجية اليابانية» خلية عمل لا تهدأ واهتمام كبير بالشرق الأوسط
روريكو سوميناغا
يوشيرو موري
كونيوشي ساكاي
كنتارو مينامي
ماسانوري ناكانو
على عكس الهدوء الشديد الذي يُخيم على مبنى وزارة الخارجية اليابانية الواقع في وسط طوكيو، فإن داخله أشبه بخلية نحل لا تهدأ، عنوانها، كما هو حال السياسة العامة للإدارة والشعب اليابانيين: الانضباط والإنتاجية.
يعمل في الوزارة مجموعة كبيرة من الموظفين على رصد كل ما يدور في العالم والشرق الأوسط لحظة بلحظة وبالتواصل مع السفارة المعتمدة في بلدان المنطقة.
في اليوم الرسمي الأول من زيارتنا إلى اليابان توجهنا إلى مبنى الخارجية، والتقينا خمسة من المسؤولين عن ملفات المنطقة.
تنسيق الجهود والديبلوماسية الشعبية
البداية كانت مع مستشارة العلاقات العامة روريكو سوميناغا التي مهدت للقاءات الأربعة التالية وأولها كان مع نائب مدير إدارة الديبلوماسية الشعبية أيوشيرو موري الذي حدثنا عن عمل إدارته في تنسيق الجهود بين سفارات وقنصليات اليابان لتقديم المعلومات الصحيحة لشعوب العالم حول اليابان وسياستها وقيمها، والتواصل مع المفكرين وأصحاب الرأي حول العالم، وتبادل وجهات النظر معهم لإيصال الصورة الصحيحة عن اليابان إلى أوسع شرائح من الجمهور واظهار العوامل الجاذبة والتي تهم الناس عن البلاد. كما تحدث موري عن موقع Japan up close الذي يستعرض أهم ما ينشر من مواضيع عن اليابان.
الكويت واليابان
ثم كان هناك لقاء مع كونيوشي ساكاي مسؤول القسم الثاني في إدارة شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في وزارة الخارجية، كونيوتشي ساكاي الذي يغطي قسمه شؤون الخليج العربي وإيران والعراق وافغانستان واليمن.
وقد استعرض ساكاي العلاقات الثنائية بين اليابان والكويت، مقدما ملخصا عنها، فهذه العلاقات انطلقت في 8 ديسمبر 1961 بعد استقلال الكويت مباشرة، وتأسست سفارة الكويت في طوكيو في فبراير 1962 وسفارة اليابان في الكويت في مارس 1963.
وقد شهد العام 2011 ذكرى مرور 50 عاما على انطلاق العلاقات الثنائية بين البلدين والتي أظهرت التجارب متانتها، لاسيما من خلال موقف اليابان إزاء الاحتلال العراقي الغاشم للكويت عام 1990، ومواقف الكويت في مساندة اليابان بمواجهة بعض الكوارث الطبيعية ومنها الزلزال الذي ضرب شرق اليابان في مارس 2011 عندما أعلنت الكويت تبرعها بـ 5 ملايين برميل من النفط الخام لمساعدة اليابان، إضافة لمساهمات الهلال الأحمر الكويتي بعد كارثة انفجار المفاعل النووي في فوكوشيما.
ولفت ساكاي إلى أن صادرات الكويت إلى اليابان من النفط والمشتقات النفطية عام 2014 بلغت 12 مليارا و386 مليون دولار، وهي تمثل 8% مما تستورده اليابان من النفط، لتكون الكويت خامس اهم مصدر لها في هذا المجال، مقابل واردات بقيمة مليار و891 مليون دولار من اليابان إلى الكويت (اغلبها سيارات وأجهزة كهربائية وأدوات صناعية).
كما تحدث ساكاي عن العلاقات المميزة التي تربط القيادة اليابانية، وخصوصا الامبراطور اكيهيتو ورئيس الوزراء شينزو آبي، مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
مكافحة الإرهاب
اللقاء الرابع كان مع نائب مدير إدارة الأمن والحماية بالخارجية اليابانية كنتارو مينامي الذي تحدث عن سياسة اليابان في مجال مكافحة الإرهاب، حيث أكد عزم بلاده تقديم كل الدعم الممكن للمجتمع الدولي لاجتثاث الإرهاب، مؤكدا ادانة بلاده لكل الأعمال الارهابية، لافتا إلى أن القضية ستكون على جدول أعمال قمة قادة «مجموعة الـ 7» التي ستعقد في اليابان في مايو المقبل.
وقدم كنتارو ورقة عمل حددت 3 مرتكزات لسياسة اليابان في مجال مكافحة الإرهاب وهي:
1 ـ تعزيز إجراءات مواجهة الإرهاب من خلال الدعم المادي المباشر لدول الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث خصصت اليابان 15.5 مليون دولار على سبيل المثال لتحسين عمليات ضبط الحدود وتحسين نظم التحقيق والنظم القانونية في بلدان المنطقة والعمل على توفير المظلة القانونية لمواجهة الإرهاب كما حصل في دعم استصدار القرارين 2178 و2253 في مجلس الأمن، والتعاون الثنائي مع الدول وحماية المواطنين اليابانيين في الخارج.
2 ـ دعم جهود الاستقرار والنمو وتعزيز التعاون الاستخباري في مجال مكافحة الإرهاب.
3 ـ المساهمة في بناء مجتمعات ممانعة للتطرف.
أزمة اللاجئين
اللقاء الخامس مع مسؤول الخارجية كان مع نائب مدير القسم الأول في ادارة شؤون الشرق الأوسط وافريقيا بوزارة الخارجية اليابانية ماسوناري تاكانو الذي تحدث عن دور بلاده في مواجهة ازمة اللاجئين واهتمام اليابان الكبير بهذه القضية الإنسانية والتي دفعتها لتخصيص 810 ملايين دولار (ثلاثة أضعاف العام السابق) لدعم الجهود الدولية لمواجهة تبعاتها.
وبدأ تاكانو بالحديث عن دعم اليابان للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن اجمالي المساعدات اليابانية للفلسطينيين بلغت 1.5 مليار دولار منذ العام 1993 (تاريخ إقرار اتفاق اوسلو).
وفي الأزمة السورية وحتى اكتوبر 2015 قدمت اليابان مليارا و147 مليون دولار لدعم اللاجئين للدول التي تحتضنهم (لبنان والأردن وتركيا والعراق).
وبذلك، يتضح الحجم الكبير للمساعدات التي قدمتها وتقدمها اليابان عموما لكل شعوب المنطقة والتي تضعها في مرتبة متقدمة جدا.
في هذا المجال تظهر الانسانية العالية وحس المسؤولية الدولية الكبير الذي يتميز به هذا البلد.
فــي المستقبل نواصل تقريرنا مع حديث عن قمة «مجموعة الـ 7» المقبلة والسياحة
واستزراع المحار وتراث الغوص .. ونلقي الضوء على «تينري ونارا» مدينتي التاريخ والأديان والطبيعة الخلابة.
مواقع النشر