غزة/القدس (رويترز) - قصفت إسرائيل عشرات الأهداف في قطاع غزة يوم الثلاثاء لتكثف ما قالت إنه قد يصبح هجوما طويل الأمد على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد تصاعد إطلاق الصواريخ الفلسطينية على بلدات إسرائيلية.
وفي اعقاب اندلاع أسوأ أعمال عنف على طول حدود غزة منذ الحرب التي استمرت ثمانية أيام في 2012 قال الجيش الإسرائيلي إن غزوا بريا للقطاع بات محتملا لكنه ليس وشيكا وحث المواطنين في دائرة قطرها 40 كيلومترا من الجيب الساحلي بالبقاء قرب الملاجئ.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون في بيان "نستعد لمعركة ضد حماس لن تنتهي خلال بضعة أيام."
وأضاف "لن نتساهل مع إطلاق صواريخ على بلدات إسرائيلية ونحن على استعداد لتمديد العمليات بكل السبل التي في وسعنا من أجل مواصلة ضرب حماس."
ونقل مصدر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نتنياهو قوله "ينبغي على قوات الدفاع الإسرائيلية الاستعداد للاستمرار حتى النهاية. كل الخيارات مطروحة على الطاولة بما في ذلك التدخل البري."
وندد نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية بالقرار الإسرائيلي بتوسيع الهجوم في قطاع غزة وقال "إن قرار حكومة الاحتلال توسيع عدوانها في غزة ومواصلة سياسة القمع والتنكيل والاستيطان في الضفة الغربية هو بمثابة إعلان حرب شاملة على شعبنا ستتحمل الحكومة الإسرائيلية وحدها تبعاته وتداعياته."
وأضاف "ان قرار حكومة الاحتلال توسيع الحرب هو في ذات الوقت قرار بتدمير أي فرصة أمام التهدئة وادخال المنطقة في دوامة من العنف الدموي الذي سيحترق بنارها الجميع."
وزادت وتيرة أعمال العنف على الحدود بين غزة وإسرائيل بعد اعتقال إسرائيل لمئات النشطاء من حماس في الضفة الغربية المحتلة حيث فقد ثلاثة فتيان إسرائيليين في 12 يونيو حزيران.
وقال الجيش إن ما يربو على 200 صاروخ اطلقت على إسرائيل من قطاع غزة منذ أن شنت إسرائيل حملة اعتقالات بحثا عن الفتيان الذين عثر على جثثهم الأسبوع الماضي.
واتهمت إسرائيل نشطاء حماس بقتل الفتيان. وفي ما يشتبه في أنه هجوم انتقامي اختطف فتى فلسطيني في القدس الشرقية يوم الأربعاء الماضي وعثر على جثته متفحمة لاحقا واعتقل ستة إسرائيليين بعد الحادث.
وفي غزة قال مسؤولون طبيون إن نشطا من حماس قتل في هجوم جوي على مخيم النصيرات للاجئين.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن الأهداف شملت اماكن تدريب النشطاء وإن ستة منازل قصفت في القطاع وإن 30 شخصا اصيبوا أيضا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 100 صاروخ اطلقت على إسرائيل في الأربع والعشرين ساعة الماضية في زيادة حادة. واعترض نظام القبة الحديدية بعض الصواريخ لكن شخصين اصيبا بشظايا.
وأضاف الجيش أنه استدعى حوالي 1500 من جنود الاحتياط وإنه ربما يستدعي المزيد.
ودوت الانفجارات في أنحاء غزة يوم الثلاثاء وهزت المباني وتصاعد الدخان من المناطق التي استهدفتها النيران الإسرائيلية. وفي المناطق السكنية سمعت أصوات بكاء الأطفال فضلا عن أصوات سيارات الإسعاف.
وفي مدينة أشدود الإسرائيلية الساحلية سارع سائقو السيارات للخروج من سياراتهم ودخول مداخل المنازل الآمنة نسبيا فيما دوت صفارات الإنذار. وتكرر المشهد في بلدات أخرى بالقرب من قطاع غزة.
وهدد الجناح العسكري لحماس برد "مزلزل" على الهجمات الإسرائيلية لكن مصدرا فلسطينيا مقربا من الجماعة قال انها مستعدة لاعادة الهدوء اذا اوفت اسرائيل بشروط من بينها الافراج عن سجناء.
وقال الجيش الذي أعلن إنه اطلق "عملية الجرف الصامد" إنه استهدف نحو 50 موقعا في هجمات جوية وبحرية خلال الليل وإنه واصل الهجمات الجوية صباح يوم الثلاثاء بعد إطلاق صواريخ على بلدات في جنوب إسرائيل.
ودوت صفارات الإنذار حتى مشارف تل أبيب والقدس على بعد حوالي 70 كيلومترا من غزة وقالت الشرطة الإسرائيلية إن هذه الإنذارات كاذبة.
وجاء إطلاق الصواريخ يوم الإثنين بعد مقتل ستة من حماس في نفق قال الجيش الإسرائيلي إن الحركة حفرته تحت الحدود لتنفيذ هجوم في إسرائيل.
وفي هجوم إسرائيلي دمر منزلا اثناء الليل في غزة قالت وزارة الداخلية الفلسطينية إن العائلة بالمنزل تلقت اتصالا من ضابط إسرائيلي طالبها بمغادرة المنزل لانه سيتعرض للقصف وإن العائلة تركت المنزل في الوقت المناسب. لكن الوزارة قالت إن تسعة من الجيران اصيبوا.
وقال أحد الجيران إن منزلا واحدا على الأقل من المنازل المستهدفة يتبع أحد أعضاء حماس.
وحول شروط التهدئة قال المصدر المقرب من حماس إنه يتعين على إسرائيل وقف كل أعمال العدوان وتجديد الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة مصرية في 2012 وإطلاق سراح السجناء الذين احتجزوا في الضفة الغربية الشهر الماضي.
وتأثرت حركة حماس بشدة بحملة تشنها مصر على انفاق التهريب التي تقدر بنحو 1200 نفق تديرها الحركة عبر الحدود وتقول مصر إن الانفاق تستخدم لتهريب الأسلحة إلى شبه جزيرة سيناء.
من نضال المغربي ومايان لوبيل
مواقع النشر