بروكسل (رويترز) - وافق الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين على إدراج الجناح العسكري لجماعة حزب الله اللبنانية على قائمته للمنظمات الإرهابية في تحرك نجم عن بواعث القلق بشأن دور حزب الله في تفجير حافلة ببلغاريا والحرب في سوريا.
وأثارت الجماعة الشيعية اللبنانية القوية المتحالفة مع ايران مخاوف في اوروبا وأنحاء العالم في الشهور القليلة الماضية لدورها في ارسال آلاف المقاتلين لدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في تدخل أثر على كفة الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين في البلاد.
وتحث بريطانيا وهولندا الدول الأخرى في الاتحاد الاوروبي منذ شهور على إدراج الجناح العسكري لحزب الله في قائمة الإرهاب مستشهدة بأدلة على أنه وراء تفجير حافلة في بلغاريا العام الماضي في هجوم أسفر عن مقتل خمسة اسرائيليين وسائقهم.
وظل العديد من حكومات الاتحاد الأوروبي تقاوم ضغوطا من واشنطن واسرائيل لإدراج حزب الله في القائمة السوداء محذرة من ان مثل هذه الخطوة يمكن ان تذكي الاضطرابات في لبنان حيث يمثل حزب الله جزءا من الحكومة وربما تزيد من التوترات في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور لرويترز "ادراج حزب الله على لائحة الارهاب الاوروبية خطوة متسرعة قام بها الاتحاد الاوروبي وهي خطوة لا تساعد على استقرار الحياة السياسية اللبنانية ولها تداعياتها على الساحة اللبنانية."
واضاف "ادراج الجناح العسكري لحزب الله سيترتب عنه ايضا في المستقبل ربما مطالب اخرى وقد يتوسع الاتحاد الاوروبي في مطالبه وهذا سيعيق الحياة السياسية اللبنانية في المستقبل خاصة وانه لدينا حساسيات في الداخل اللبناني ونحن بحاجة الى شد الاواصر فيما بين الاطراف اللبنانية بدلا من خلق مشكلة اضافية تعاني منها البلاد."
وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور في الدوحة يوم 24 مارس اذار 2013 -
رويترز
وإدراج الجناح العسكري لحزب الله في القائمة الاوروبية السوداء يفتح الطريق امام حكومات دول الاتحاد الاوروبي لتجميد أي أصول لهذا الجناح في اوروبا.
وقال فرانز تيمرمانز وزير الخارجية الهولندي على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي "قرار الاتحاد الأوروبي تسمية حزب الله بمسماه الحقيقي.. منظمة إرهابية.. أمر طيب."
وأضاف "اتخذنا هذه الخطوة المهمة اليوم من خلال التعامل مع الجناح العسكري لحزب الله.. تجميد أصوله وإعاقة جمع الأموال وبالتالي الحد من قدرته على العمل."
وبقصر الادراج على الجناح العسكري لحزب الله فان الاتحاد الاوروبي يحاول تفادي تضرر روابطه مع الحكومة اللبنانية.
ولا تقسم جماعة حزب الله نفسها رسميا الى جناح مسلح وآخر سياسي. وقالت أمل سعد غريب التي أعدت كتابا حول الجماعة انه لأمر صعب تحديد الشخصيات التي سيطبق عليها الحظر.
واضافت "انه قرار سياسي أكثر منه قضائي. لا يمكن ان يكون له أي آثار قضائية حقيقية فعالة" مردفة ان هذه "خطوة علاقات عامة" فيما يبدو للاضرار بالمكانة الدولية لحزب الله وترجع للحرب في سوريا أكثر مما ترجع لما حدث في بلغاريا.
ورحب زئيف الكين نائب وزير الخارجية الاسرائيلي بالقرار لكنه عبر عن خيبة أمله لاقتصاره على الجناح العسكري فقط.
وقال الكين لراديو اسرائيل "عملنا بجد مع عدة دول اوروبية لتحضير الأدلة اللازمة لاصدار قرار قانوني."
وقال عضو مجلس النواب اللبناني عن حزب الله الوليد سكرية ان القرار يضع أوروبا "في مواجهة مع هذه الفئة من الناس في منطقتنا."
واضاف سكرية "هذه الخطوة لن تؤثر على حزب الله او المقاومة. المقاومة موجودة في الأرض اللبنانية وليس أوروبا. حزب الله ليس جماعة ارهابية تنفذ هجمات ارهابية في اوروبا الأمر الذي يحظره الدين."
وينفي حزب الله أي تورط في الهجوم الذي وقع في يوليو تموز الماضي في بلغاريا. وقال وزير الداخلية البلغاري الاسبوع الماضي ان صوفيا لا تشك في ان حزب الله يقف وراء هذا الهجوم.
وقال وزير خارجية ليتوانيا ليناس انتاناس لينكيفيشيوس قبل اجتماع يوم الاثنين "يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها لأن الزمن كفيل بإظهار الحقيقة." وتتولى فيلنيوس رئاسة الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من 2013.
ولدعم جهودها استشهدت بريطانيا بحكم سجن لمدة اربع سنوات أصدرته محكمة قبرصية في مارس اذار على عضو في حزب الله متهم بالتآمر لمهاجمة مصالح اسرائيلية في الجزيرة.
____
برلين -
واس : عبرت كتلة المسيحيين في البرلمان الألماني عن ارتياحها للقرار الصادر عن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بإدراج الجناح العسكري لحزب الله على قائمة الاتحاد للمنظمات الإرهابية.
ووصف الناطق باسم شئون السياسة الخارجية لكتلة المسيحيين في البرلمان الألماني فيليب ميسفيلدر هذا القرار بأنه خطوة إيجابية ستساهم بوضع اليد على ممتلكات الحزب المالية ونشاطاته في أوروبا.
وأشار إلى أن هذا القرار يعد أيضاً رسالة أوروبية واضحة لحزب الله والأنظمة الداعمة له لدعمهم نظام بشار الأسد الذي يشن حرباً ضد الشعب السوري الذي فقد أكثر من 100 ألف شخص في هذا الصراع.
مواقع النشر