الكويت (الرأي) عند الساعة 4.28 بعد فجر أمس، اهتزت الكويت على وقع هزة أرضية، هي الأقوى في تاريخها، جعلت العمارات تتمايل للحظات، وأيقظت الناس من نومها فزعين، حتى أن بعضهم هرع للخروج من العمارات إلى الشارع، خوفا من تداعيات قد تعقب الهزة.
وأعلن مدير برنامج دعم متخذ القرار والمشرف على الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل، في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور عبدالله العنزي، أن الشبكة سجلت فجر السبت زلزالا بقوة 5 درجات على مقياس ريختر جنوب غربي الأحمدي، مشيراً إلى أن هذا الزلزال حدث في تمام الساعة 4.28 صباحاً بتوقيت الكويت، وعلى عمق خمسة كيلومترات بباطن الأرض.
وفسّر العنزي، في تصريح لـ«الراي» أسباب اختلاف قياسات الهزة الأرضية، بين بعض الجهات الحكومية وشبكات رصد الزلازل، مؤكداً أن «الإدارة العامة للإطفاء اعتمدت على قياس النظام الآلي لديها لقياس قوة الهزة، وبتحليله الأولي أعطى تلك القراءة وذلك للقيام بسرعة الإستجابة، وهذا لا يعني أن قياسات الإطفاء غير صحيحة، فالشبكة الوطنية لرصد الزلازل اعتمدت على التحليل اليدوي، وهو الأدق وكانت القراءة المسجلة 5 درجات على مقاس ريختر».
وبيّن العنزي أن التحاليل الأولية لقياسات الزلازل غير دقيقة، لافتاً في الوقت نفسه إلى بعد محطات رصد الزلازل في الإمارات عن مركز الهزة الأرضية في الكويت، وهذا بالطبع يؤثر في رصد قوة الزلزال مقارنة بالشبكة الوطنية في الكويت.
وأكد مصدر أكاديمي في معهد الكويت للأبحاث العلمية، أنّ «قوة الهزة الأرضية تبلغ 5 درجات بمقياس ريختر، وفقاً للشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل، وهي الجهة الرسمية في هذا الشأن، فيما كانت قياسات الجهات الأخرى استنتاجية فقط، كما يقوم بها المعهد في قياس الهزات التي تحدث في ايران او تركيا أو السعودية».
وأوضح المصدر لـ«الراي» أنّ «فريقاً متخصصاً في المعهد توجه الآن إلى بعض الأبراج والجسور التي تحتوي على أجهزة رصد تأثر المباني من الهزات والزلازل، لقياس أثر الزلزال على المباني في الكويت»، مؤكدا أنه «من الطبيعي تأثر بعض المباني في جنوب الأحمدي، ويمكن رصد أضرارها من قبل المعهد وفقاً لطلب صاحب المنزل». وأشار إلى أنه سوف يتم تحليل نتائج الأجهزة من قبل الجهات المتخصصة في المعهد ومن المرجح الإعلان عن نتائجها اليوم.
وطمأن خبير الارصاد الجوية عادل السعدون، المواطنين والمقيمين، إلى ان «الزلزال الذي حدث يعتبر خفيفاً، حسب مقاييس شدة الزلازل، وكان 4.4 درجة حسب مقياس ريختر، والزلزال لا يحدث اضراراً الا اذا تعدت قوته 6 درجات».
وأعلنت قوة الإطفاء العام أنّ إدارة العمليات المركزية لم تسجل أي أضرار جراء الزلزال، إنما كانت هناك فقط بلاغات للاستفسار عن مصدره. وقالت القوة، في بيان صحافي للعلاقات العامة والإعلام، إنه على اثر الزلزال تلقت إدارة العمليات المركزية عدة بلاغات كان معظمها من سكان المناطق الجنوبية في البلاد مشيرة إلى أنه ولله الحمد لم تسجل إدارة العمليات المركزية أي أضرار.
وترددت أصداء الزلزال في مجلس الأمة، حيث أعلن رئيس اللجنة البيئية البرلمانية النائب الدكتور حمد المطر، عن اجتماع للجنة يعقد الأسبوع المقبل مع القطاع النفطي وخبراء من جامعة الكويت ومعهد الأبحاث، لمناقشة أسباب وتأثير زلزال الكويت الأخير. وقال «ستتم مناقشة العديد من النقاط، ومنها هل للقطاع النفطي أنشطة تنشّط بؤر الزلازل، والاحتياجات والاحتياطات الواجب اتخاذها في حال حدوث أنشطة زلزالية لا سمح الله بالمستقبل، وهل لدينا كود بناء».
من جانبه، طالب النائب أسامة الشاهين الحكومة بتقديم بيان تفصيلي، عن الزلزال غير المسبوق بشدته وأثره، داعياً شركة نفط الكويت وأي جهة مختصة بتقديم جدول تفصيلي يتضمن قوة الزلازل ومصدرها وتأثيرها.
إنتاج النفط والغاز لم يتأثر
لم تتأثر المنشآت النفطية بالهزة، حيث أكدت أكدت شركة نفط الكويت عدم تأثر منشآتها الخاصة بتشغيل مرافق إنتاج النفط والغاز نتيجة الزلزال، مشيرة إلى أن إنتاج النفط والغاز يسير بشكل طبيعي حالياً. وقالت الشركة في بيان صحافي، إنّ جميع المنشآت النفطية مزودة بأجهزة استشعار تعمل ذاتياً عند تعرضها لأي هزة أرضية كإجراء وقائي وحسب أنظمة السلامة المعتمدة في الشركة وهذا أدى إلى توقفها عن العمل فترة بسيطة كإجراء احترازي وعادت جميعها للعمل بصورة طبيعية.
«الكهرباء»: منشآتنا سليمة
أكدت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة عدم تأثر المنشآت التابعة لها بالزلزال، مشيرة إلى وجود تنسيق بين الوزارة ونفط الكويت في شأن وقود محطات إنتاج الكهرباء والماء.
وقالت الوزارة، في بيان، إن جميع قطاعات الوزارة الفنية من محطات انتاج كهرباء ومياه ومحطات نقل وتوزيع كهرباء وتشغيل وصيانة المياه تعمل بصورة منتظمة ولم تتأثر بالزلزال.
لا تأثير على المشاريع والطرق
أكدت وزارة الأشغال العامة والهيئة العامة للطرق والنقل البري، عدم تأثر أي من منشآتهما ومشاريعهما بشكل مباشر بالزلزال.
وقال المتحدث الرسمي للوزارة والهيئة أحمد الصالح، إن الوزارة وهيئة الطرق لم تسجلا اي اضرار في الطرق والجسور. وأضاف «جار حالياً متابعة شبكة الطرق سواء الداخلية من قبل وزارة الأشغال العامة، أوالطرق السريعة، من قبل الهيئة العامة للطرق، وستقومان باتخاذ اللازم في حال حدوث اي أضرار».
لا بلاغات عن إصابات
كشف مدير لإدارة الطوارئ الطبية منذر الجلاهمة عن ورود العديد من البلاغات للإدارة عن طريق عمليات الداخلية 112، حول الشعور بالهزة الأرضية.
وأوضح الجلاهمة في تصريح لـ«الراي» أنّ البلاغات جميعها كانت بدعوى الإبلاغ عن الهزة الارضية، وليس لوجود حالات مرضية او حوادث، مؤكداً أنة لم تكن هناك حاجه للاسعاف في أي من البلاغات الواردة.
26 هزة أرضية في الكويت خلال 91 عاما 5 يونيو 2022
الكويت، علي التركي (الرأي) كشفت إحصائية معهد الكويت للأبحاث العلمية عن النشاط الزلزالي في دولة الكويت للزلازل الأكبر من 3.8 درجات وعددها 25 هزة أرضية تعرضت لها الكويت خلال 91 عاماً في الفترة من 1931 وحتى يونيو 2022، فيما كانت الأكثر تكرارا في العام 2019 إذ تعرضت البلاد إلى 4 هزات متتالية في أشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.
ووفق الإحصائية التي حصلت عليها «الراي» فقد شهدت البلاد هزات متفاوتة في الأعوام السابقة من ناحية العدد والقوة إلا أنها بدأت تأخذ منحى متزايداً بدءاً من العام 2012 وصولاً إلى العام 2015 الذي شهد ثلاث هزات في شهري مارس وأغسطس.
وذكرت الإحصائية أن زلزال الأحمدي هو الأقوى حيث بلغ 5 درجات على عمق 5 كيلومترات يليه زلزال العام 1931 بقوة 4.8 درجات على عمق 33 كيلو متر مشيرة إلى 13 هزة بقوة 4 درجات فما فوق في الفترة المشار إليها.
مواقع النشر