موسكو, (ا ف ب) : يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء في سوتشي ليتباحثا بشأن مسالة الصواريخ ارض جو اس-300 التي وعدت بها موسكو نظام دمشق، وذلك في خضم حملة دبلوماسية حول الازمة السورية.
واكد الكرملين ومسؤول حكومي اسرائيلي الاثنين هذه المحادثات التي ستجري بحسب مصادر دبلوماسية في سوتشي على ضفاف البحر الاسود. وصرح ديمتري بسكوف المتحدث باسم بوتين لوكالات الصحافة الروسية "ان الوضع في سوريا سيكون بالتأكيد في صلب المحادثات"، مضيفا "ان الاتجاه نحو تفاقم" النزاع السوري يثير "قلقا كبيرا جدا".
واعلنت وزارة الخارجية الروسية مساء ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سيزور ايضا روسيا من 16 الى 19 ايار/مايو وسيجري محادثات في 17 الجاري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تركز على الازمة السورية.
وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية فان زيارة نتانياهو ستتناول بشكل اساسي تسليم سوريا المرتقب بطاريات صواريخ اس-300 وهي اسلحة فائقة التطور يمكنها ان تعترض طائرات او صواريخ موجهة في الجو، وتعتبر بمثابة نسخة روسية من صواريخ باتريوت الاميركية.
ونصب مثل هذه المنظومة للدفاعات الجوية سيعقد اي مشروع للولايات المتحدة او حلفائها لشن ضربات جوية ضد نظام دمشق او اقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا او التدخل لتفكيك اسلحة كيميائية او فرض طوق امان حولها.
وكانت هذه المعلومة قد وردت قبل بضعة ايام في الصحافة الاميركية بعد ان قامت اسرائيل بتوجيه ضربات جوية الى اهداف قريبة من دمشق لمنع نقل اسلحة متطورة الى حزب الله اللبناني الحليف لنظام الرئيس بشار الاسد كما قال مسؤول اسرائيلي.
واعلن عضو في الحكومة الاسرائيلية الاحد ان نتانياهو "مصمم كليا" على منع بيع هذه الصواريخ الروسية لسوريا. واكد المسؤولون الروس الجمعة امكان تسليم هذه الشحنات بعد ثلاثة ايام من استقبال وزير الخارجية الاميركي جون كيري واعطاء آمال باحتمال حل تفاوضي للازمة.
وقد دعت موسكو وواشنطن معا الى تنظيم مؤتمر دولي جديد لحمل النظام السوري والمعارضة على ايجاد حل سياسي. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة ان موسكو في المراحل الاخيرة لتسليم صواريخ دفاع جوي لسوريا.
لكن بحسب صحيفة كومرسانت الروسية الاثنين فان الرئيس الروسي فلاديمير بويتن اكد لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي زار روسيا ايضا لاجراء محادثات حول سوريا الجمعة ان هذه الانظمة الصاروخية ستسلم فعلا لدمشق.
وانقسم المحللون الاثنين بشأن مفاعيل هذه الصفقة الروسية وتنفيذها.
فقال بوريس دولغوف من المعهد الروسي للدراسات الشرقية "في منطق الامور وبعد ضربتين لسلاح الجو الاسرائيلي في سوريا، سيواجه نتانياهو صعوبة في ردع الرئيس الروسي عن تسليم اسلحة دفاعية". الا ان فيكتور كريمينيوك من معهد الولايات المتحدة-كندا في موسكو يرى ان بنيامين نتانياهو باثارته مسالة الصواريخ "يحذر بصورة غير مباشرة من ان اسرائيل ستدمر هذه الصواريخ اس-300 عندما سيتم تسليمها ويبدأ جمعها".
وفي النهاية يرى ايغور كوروتشينكو من مركز دراسات السوق العالمي للاسلحة "ان التساؤل لمعرفة ما اذا كانت روسيا ستنفذ عقدها لتسليم (الشحنة) يبقى مفتوحا".
فهي صفقة ابرمت في العام 2010 لتسليم اربع بطاريات صواريخ اس 300 وتشمل ست منصات اطلاق و144 صاروخا يصل مداها الى مئتي كلم، بقيمة 900 مليون دولار بحسب معلومات نقلتها صحيفة وول ستريت جورنال عن مصدر اسرائيلي.
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري حذر بعد زيارته لموسكو من تزويد سوريا بهذه الصواريخ معتبرا ان ذلك يشكل "عاملا محتملا لزعزعة استقرار" المنطقة، في وقت يبدو فيه عقد مؤتمر دولي جديد لتسوية سياسية في سوريا غير مؤكد.
وفي هذا السياق قال مصدر دبلوماسي روسي رفيع المستوى السبت ان تنظيم هذا المؤتمر "لن يكون ممكنا قطعا بحلول نهاية ايار/مايو" بسبب استمرار الخلافات حول الشروط المطروحة وشرعية ممثلي الجانبين.
واعتبر فلاديمير احمدوف وهو خبير ايضا في معهد الدراسات الشرقية ان هذا المؤتمر سيأتي في حال انعقاده بعد المؤتمر الذي عقد في جنيف في حزيران/يونيو 2012 ولم تترجم دعواته الى الحوار مطلقا الى واقع، وسيكون بذلك "مرتكزا الى فكرة فاشلة".
واضاف "ان لم يتفقوا على عقد المؤتمر وحجمه وتوقيت رحيل الاسد، فان عدد الضحايا سيزداد اكثر فاكثر". وقد اسفر النزاع في سوريا منذ اذار/مارس 2011 عن سقوط اكثر من 80 الف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
مواقع النشر