[RIGHT]السؤال الملح الذي يطرحه المخرج "اسماعيل فروخي" في واحد من أكثر الأفلام إثارة هو "هل أنقذ العرب الكثير من اليهود خلال المحارق النازية؟ وهل كان لهم دور في مساعدتهم؟ ولماذا؟ وهل انعكست هذه المساعدة على موقف اليهود تجاه العرب عموماً؟".
أسئلة كثيرة يتناولها فيلم "فروخي" المثير والذي حمل عنوان "رجال أحرار-الحقائق المنسية" والذي سيعرض اليوم الأربعاء في الصالات الفرنسية بعد 4 سنوات من السفر والتجوال والتحري والتدقيق.
والمحرك الأساس للمؤلف المخرج للتحري حول هذا الموضوع كما يقول هو التفاته إلى مسألة خلو سجل تخليد ذكرى من قاموا بمساعدة اليهود إبان المحرقة من العرب، مما دفع "اسماعيل فروخي" للاعتقاد أن ثمة حقائق مخفية ومنسية في سجل هذه الحقبة التاريخية ينبغي للعرب واليهود على السواء معرفتها.
والفكرة التي يحاول المخرج طرحها في الفيلم أن الكثير من العرب – وخاصة في شمال إفريقيا - ساهموا بشكل فعال في إنقاذ اليهود وحمايتهم من بطش الألمان، وأنه من الحري بهم التعرف على الرؤية الكاملة لهذه الحادثة بعيداً عن الآراء المتطرفة.
ولذلك يحاول (المخرج) التلميح بأن قضية الهولوكوست قضية تهم العرب كما تهم اليهود، وهي قضية إيجابية فيها الكثير من التعزيز للعرب وسماحتهم وسمو عقيدتهم الإسلامية، ووديتهم .. ليصل إلى نقطة تلاق بين العرب واليهود، محاولاً إنهاء الخلاف بينهم عبر هذه القضية, وذلك من خالال قصة الفيلم التي تتناول مصير مغنٍ يهودي اعتقد الجميع وخاصة الألمان أثناء احتلالهم لمدينة باريس أنه عربي مسلم. الدور مثله الشاب ابن الهجرة من العقد الثالث الفرنسي الجزائري الأصل "طاهر رحيم" والممثل الفرنسي مخائيل لوندستال والذي مثل قصة (قادر بن غابريت) إمام جامع باريس الكبير الذي أنقذ ما لا يقل عن مائة يهودي؛ إذ جعل الموظفين الإداريين بالجامع يقومون بإعطائهم شهادات هوية إسلامية تمكنهم من تجنب إلقاء القبض عليهم وترحيلهم.
ويقول فروخي: "رغم أن الهولوكوست قصة أوروبية بكل المقاييس، إلا أنها قصة عربية أيضاً. فقد سيطر الألمان وحلفاؤهم لثلاث سنوات على شمال إفريقيا تلك المنطقة التي كانت موطناً لأكثر من نصف مليون يهودي".
ويتطرق الفيلم الى أن نحو 5 آلاف يهودي شمال إفريقي فقط هلكوا على يد الألمان وحلفائهم، الأمر الذي أعطى دوراً إيجابياً للعرب لحماية اليهود ومساعدتهم والترحيب بهم في بيوتهم وحراسة أملاكهم بل وتحذيرهم من الغارات الألمانية.
ويسرد الفيلم في بعض مشاهده, كيف كان خطباء المساجد في الجزائر يوم الجمعة يحرّمون على المسلمين الاستيلاء على ثروات اليهود المصادرة، وقصصاً أخرى لعرب أنقذوا أرواحاً كثيرة من اليهود كقصة "خالد عبد الوهاب" الذي انتشل العديد من الأسر في منتصف الليل، وأخذهم إلى عزبته بالريف ليحمي نساءهم من افتراس ضابط ألماني.
وقصة "قادر بن غابريت" إمام جامع باريس الكبير الذي أنقذ ما لا يقل عن 100 يهودي، إذ جعل الموظفين الإداريين بالجامع يقومون بإعطائهم شهادات هوية إسلامية تمكنهم من تجنب إلقاء القبض عليهم وترحيلهم.[/RIGHT]
العربية نت
مواقع النشر