مكة (إينا) - أكملت السعودية استعداداتها لاستقبال أكبر موسم حج في تاريخها هذا العام بعد صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بزيادة أعداد الحجاج بـ800 ألف حاج من خارج وداخل المملكة، مع قرب انتهاء أعمال توسعة الحرمين الشريفين، ليصل مجموع الحجاج إلى 2.6 مليون حاج.
وكانت السعودية استقبلت العام الماضي 1.862 مليون حاج وحاجة منهم 1.325 مليون من خارج المملكة، وأكثر من 537 ألفا من الداخل الغالبية العظمى منهم من المقيمين غير السعوديين.
وتأتي زيادة أعداد الحجاج بعد أن أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية في تقرير رسمي أن المملكة استقبلت في موسم العمرة هذا العام نحو سبعة ملايين معتمر تقريبا.
وأنهت الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج بمكة المكرمة استعداداتها لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن وباشرت خططها بهدف تحقيق أرقى الخدمات لوفود الرحمن وتوفير الرعاية الشاملة لهم وفق تأكيدات مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل الذي أوضح أن السعودية وجميع مؤسساتها تسخر جميع الإمكانات والتجهيزات لخدمة وراحة ضيوف الرحمن من داخل المملكة وخارجها.
وأوضح الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن وزير الحج والعمرة، أن خطة الوزارة يقوم على تنفيذها في موسم الحج أكثر من 95 ألف موظف وموظفة وتم تنفيذ برامج لتطوير أعمال مهنة الطوافة والوكالة والدلالة وحج الداخل باستخدام أحدث وسائل التقنية ليكون الحج سهلا وميسرا عبر الجهود البشرية والتقنية المقدمة، كما عملت الوزارة على الارتقاء بمهارات العاملين في الخدمة الميدانية لضمان خدمات مميزة لضيوف الرحمن وذلك باعتماد برامج تدريبية مميزة وفاعلة إضافة إلى التنسيق مع الجهات كافة وتوحيد الجهود لتحفيز الجميع على الإسهام في خدمة ضيوف الرحمن.
وأضاف بنتن أنه تم إلزام مؤسسات الطوافة باستبدال الخيام التقليدية القطنية بالخيام المطورة ذات المساحات الشاسعة وقابلية تلك الخيام لمقاومة حرارة الصيف ودعمها بمكيفات تبريد ذات طاقة عالية بدلا من المكيفات الصحراوية المستخدمة في السابق.
كما أطلقت الوزارة برنامجا إلكترونيا مخصصا للنقل يتيح متابعة جميع الحافلات الناقلة للحجاج في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وسيتم تطبيقه في موسم الحج الحالي.
وبحسب الدكتور سهل صبان وكيل وزارة الحج لشؤون النقل الترددي، فإن البرنامج يضمن مراقبة أداء الحافلات ومواعيد تحرك الحجاج ووصولهم من كل المواقع التي يمرون بها خلال رحلة الحج. موضحا أن موسم حج هذا العام سيشهد مشاريع عدة تختص بزيادة المساحات المعدة لإسكان الحجاج وكذلك في مزدلفة بالإضافة إلى إنشاء جسور لفصل الحافلات عن حركة المشاة الأمر الذي يوفر الجهد والوقت في نقل الحجاج من عرفة إلى مزدلفة، وكذلك من مشعر مزدلفة إلى منى.
وبهدف توفير أعلى درجات السلامة من المخاطر للحجيج والتصدي لكل ما يهددهم من مخاطر في جميع أعمال ومناطق الحج فقد جند الدفاع المدني السعودي أكثر من 17 ألفا من رجال الدفاع المدني يدعمهم أكثر من 3 آلاف آلية ومعدة متطورة، وقد خضع جميع الضباط والأفراد المشاركين في الحج لتدريب نوعي حسب المتغيرات والمستجدات التي تم رصدها.
وأعلن قائد قوات الدفاع المدني بالحج اللواء حمد المبدل، أن المديرية العامة للدفاع المدني في مكة المكرمة تنفذ خطتها في موسم الحج في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بمشاركة أكثر من 32 جهة حكومية واستشارية مشاركة في تنفيذ خطة الدفاع المدني للطوارئ في الحج.
وأشار المبدل إلى استحداث بعض التقنيات في الخرائط الرقمية لمنطقة المشاعر لتوضيح المتغيرات التي تستجد باستمرار على المنطقة. مشيرا إلى أنه ومنذ أكثر من موسم استخدمت التطبيقات الذكية في تحديد المواقع والاستدلال على مواقع الحوادث والوصول لها بسهولة كما يستخدم هذا العام تطبيق لتحديد المواقع والاستشعار لأكثر من ثلاثة آلاف موقع داخل المشاعر المقدسة والاستدلال عليها والوصول لها بأقرب وقت.
من ناحيته أكد اللواء الطيار محمد الحربي القائد العام لطيران الأمن أن خطة طيران الأمن تتضمن تقديم الدعم الأمني واللوجستي للقطاعات الأمنية والحكومية وتنفيذ المهمات الإنسانية ومهمات الإخلاء الطبي التي تقوم بها 16 طائرة عمودية متطورة ومتعددة المهمات وكوادر بشرية مؤهلة من طواقم جوية وفنية وإدارية، وذلك عبر قاعدة طيران الأمن بمنطقة مكة المكرمة، وتشغيل قاعدة طيران الأمن الموسمية بالمشاعر المقدسة ووحدة طيران الأمن الموسمية بالمدينة المنورة. مشيرا الى أن كل الطائرات بطواقمها الجوية الموجودة بقواعد طيران الأمن في مناطق المملكة الأخرى وغير المشاركة في مهمة الحج على أهبة الاستعداد للإقلاع الفوري لتقديم الدعم والمساندة متى ما اقتضى الموقف ذلك.
وبخصوص أعمال الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فإن خطة الرئاسة ينفذها 10 آلاف من القوى العاملة من الموظفين والموظفات الرسميين والموسميين والعمالة المكلفة بالنظافة والصيانة والتشغيل.
وأكد الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على اكتمال استعدادات الرئاسة لموسم الحج. مبينا أنه سيتم الاستفادة التامة من كامل المرحلة الثالثة من مشروع زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف، ومن التوسعة العملاقة التاريخية "التوسعة الشمالية" في الحرم المكي الشريف والاستفادة من المصاطب كافة ما سيكون له الدور الكبير والأثر العظيم في أداء الحجاج مناسكهم وشعائرهم وعبادتهم بكل يسر وراحة واطمئنان.
وينتشر رجال الأمن من ضباط وأفراد القوات داخل أروقة وأدوار المسجد الحرام والأبواب والساحات المحيطة، وسيتم تطبيق خطط التفويج وتوزيع الكتل البشرية عند اكتمال الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، حيث يحول المصلين إلى الأدوار العلوية وسطح المسجد الحرام ومن ثم إلى البدروم وبعدها إلى توسعة الملك عبد الله، كما تم تزويد غرفة المراقبة الأمنية بالمسجد الحرام بأحدث التقنيات من كاميرات وخلافها لمراقبة جميع أروقة وأدوار وساحات المسجد الحرام على مدار الساعة، ويعمل بها كادر مدرب من رجال الأمن من ضباط وأفراد يوجهون زملاءهم العاملين في الميدان ويراقبون تفويج ضيوف الرحمن على مدار الساعة.
من جهته بين أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار أن الأمانة قامت بتجهيز بلدياتها الفرعية البالغ عددها 10 بلديات إضافة إلى 27 مركزا للخدمات بالمشاعر المقدسة وهي موزعة توزيعا جغرافيا، بحيث تغطي كامل منطقة المشاعر، وتم تزويدها بكل ما تحتاج إليه من الأجهزة والآليات وتجنيد أكثر من 23 ألف شخص لتنفيذ خطتها في جميع المجالات. مشيرا إلى أنه في مجال النظافة على سبيل المثال تمت زيادة أعداد العمالة إلى 13 ألفا في مكة والمشاعر المقدسة، مجهزين بأحدث المعدات، كما تم تخصيص فرق مركزية لمواجهة أية حالات طوارئ كالأمطار أو الحرائق أو لدعم أية منطقة في حال الحاجة.
وفي القطاع الصحي أكد وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، أنه تم تنفذ العديد من المشاريع الصحية التطويرية شملت تطوير البنى التحتية والأقسام الطبية بمستشفيات المشاعر، وتهيئة أربعة آلاف سرير بمستشفيات العاصمة المقدسة والمشاعر مخصصة للتنويم والعناية المركز والطوارئ وتجهيز 128 مركزا صحيا دائما ومؤقتا إلى جانب 39 فرقة طبية ميدانية علاوة على قافلة خادم الحرمين الشريفين الطبية بـ45 حافلة لنقل الحجاج المرضى بين المشاعر، وتسهيل إكمالهم شعيرة الحج، وأخيرا تمت تهيئة 100 سيارة إسعاف صغيرة بالمشاعر المقدسة لنقل المرضى.
أما هيئة الهلال الأحمر السعودي فإنها جهزت 1245 مركزا دائما ومؤقتا وعربات متحركة مسنودة بأكثر من 10 آلاف مسعف ومتطوع من الجنسين موزعين على مكة المكرمة والمشاعر والمنافذ البرية والبحرية والجوية، كما تم تجهيز ثلاث طائرات للإسعاف الجوي.
وعلى صعيد توعية الحجاج فقد أطلق الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد خطة الوزارة في هذا الصدد، التي تضمنت توزيع الملايين من المطبوعات الإرشادية والكتب والأشرطة والأفلام والوسائط الدعوية بـ 32 لغة عالمية.
مواقع النشر