بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

70% من السعوديات المسنات يعانين من هشاشة العظام!

مرض هشاشة العظام أو وهن العظام مرض شائع جداً يصيب عادة الكبار في السن من الرجال والنساء لكنه قد يصيب أيضاً من هم أصغر في السن من متوسطي العمر والشباب أيضاً.

يمكن تعريف هذا المرض بأنه نقص في كتلة العظام مع وجود اختلال وتدهور في تركيبة العظام مما يعرضها إلى الوهن والكسور وينجم تدهور قوة العظام نتيجة تداخل عاملي نقص كثافة العظام الفعلية مع اضطراب في نوعيتها ويؤدي تضافر هذين العاملين إلى قابلية العظام للكسور إذا فمشكلة هشاشة العظام بالدرجة الأولى هي ما ينتج عنها من كسور خاصة في عظام الحوض (الورك) أو العمود الفقري أو عظمة الرسغ أو عظام أخرى.

يعتبر مرض هشاشة العظام من الأمراض الهامة والشائعة فهناك أكثر من 200 مليون شخص مصاب بهذا المرض على مستوى العالم إذ أن أكثر من 30% من النساء في فترة ما بعد انقطاع الطمث مصابات بهذا المرض في أوروبا وأمريكا بينما تكون هذه النسبة 15-30% عند الرجال ويتوقع الخبراء بأن تزداد معدلات نسبة الاصابة بكسور الحوض بحوالي 240% عند النساء و310% عند الرجال بحلول عام 2050م ليصل إلى حوالي 6,26 ملايين كسر في عام 2050م وذلك مع تقدم الأشخاص في العمر على مستوى العالم نتيجة تحسن الخدمات الصحية التي تقدم لهم واستمرار بعض عوامل الإصابة بهذا المرض كالتدخين وقلة النشاط والحركة وسوء التغذية المتعلقة بالكالسيوم وفيتامين د كما تعتبر الإصابة بكسر نتيجة لهذا المرض من علامات وجود مشكلة لهشاشة العظام ومؤشر قوي لإمكانية حدوث كسر آخر في المستقبل لا قدر الله.

من الناحية الاقتصادية يعتبر مرض هشاشة العظام والكسور التي تنجم نتيجة لهذا الهشاشة من الأمراض المكلفة جداً وعلى سبيل المثال فإن تكلفة الكسور في أمريكا سنوياً قد تصل إلى 17،9 بليون دولار بينما هي1،7 بليون جنيه إسترليني في المملكة المتحدة.

وقد بينت الدراسات بأن مرض هشاشة العظام قد يؤدي إلى بقاء النساء في المستشفيات بسبب الكسور لأيام أكثر من أمراض أخرى مثل أمراض القلب أو السكري أو سرطان الثدي.

الكسور الناتجة عن هشاشة العظام:

تقدر أعداد الكسور الناتجة عن مرض هشاشة العظام بحوالي 1،5 مليون كسر سنوياً في الولايات المتحدة بينما هناك ما يقارب من 34 مليون شخص معرض لهذا المشكلة. ترتفع حدة الإصابة بكسور الحوض في ما بعد سن الخمسين





هشاشة العظام مرض شائع جداً يصيب عادة الكبار في السن

خاصة عند السيدات وفي الحقيقة فإن 98% من كسور الحوض تظهر بعد سن الخامسة والثلاثين بينها 80% عند النساء. تسبب كسور العمود الفقري إلى آلام بمنطقة الظهر وتشوهات واضحة في أشعة الفقرات وتقدر الإحصاءات بحصول هذه التغيرات عند الكبار في السن بمعدل 12% وتزداد النسبة إلى حوالي 24% عند الأشخاص في سن 75-79 سنة .

تنجم كسور عظمة الرسغ في معظم الأحيان نتيجة سقوط المريض على الأرض وذراعه ممدودة وتظهر هذه الكسور بكثرة عند النساء خاصة بعد سن الأربعين إلى سن 65 وتزداد حدة الإصابة بشكل واضح بعد سن 65 سنة أما عند الرجال فإن بالرغم من عدم انتشار كسور عظمة الرسغ لديهم بشكل واضح إلا أنه في حالة وجود مثل هذه الكسور فإن ذلك قد يكون دليلاً قوياً على وجود مشكلة لهشاشة العظام لديهم.

هل مرض هشاشة العظام شائع في المملكة؟

أجري في المملكة عدد لا بأس به من الدراسات والأبحاث لدراسة وبائية هذا المرض وقد نشرت نتائج هذه الأبحاث في مجلات طبية محلية وعالمية وقد قام بإجراء هذه الأبحاث عدد من الأطباء المتميزين في هذا المجال في جامعات ومستشفيات المملكة المختلفة ويمكن تلخيص هذه النتائج بصفة عامة بأن هناك ما يقارب الثلث من النساء فوق سن الخمسين مصابات بنقص في كثافة العظام (وهي مرحلة ما قبل الهشاشة) بينما تصاب ربع السيدات بهشاشة العظام وترتفع هذه النسبة مع تقدم العمر حتى قد تصل إلى حوالي 60% عند

قلة التعرض لأشعة الشمس من اسباب الاصابة

النساء فوق سن الستين و 70% عند ما هو فوق السبعين عاماً أما الرجال فإن الدراسات تشير إلى إصابة ثلثهم بنقص في كثافة العظام بينما تكون نسبة الإصابة بهشاشة العظام حوالي 20% أو أكثر في بعض الدراسات الأخرى إذا فهذا المرض منتشر بدرجة كبيرة سواء عند النساء أو الرجال كما لوحظ بأن معدل الإصابة قد يكون منتشراً أكثر في فقرات الظهر أكثر مما هو في عظام الحوض على سبيل المثال وقد قدرت إحدى الدراسات التي أجريت في المملكة بأن تكلفة علاج الكسور في أعلى عظمة الفخذ الناجمة عن هشاشة العظام في المنطقة الشرقية لوحدها بحوالي 48 مليون ريال سنوياً. يمكن تلخيص عوامل الإصابة بهذا المرض في المملكة إلى عوامل متعلقة بنظام التغذية حيث لوحظ انخفاض تناول المركبات المحتوي على الكالسيوم ونقص مستوى فيتامين د وذلك نتيجة لعدم تناول الاحتياجات اللازمة منه يومياً مع قلة التعرض لأشعة الشمس والتي تعتبر من المصادر الرئيسية لتكوين فيتامين د تحت الجلد وذلك لشدة حرارة الأجواء في المملكة كما أن نقص النشاط والحركة له دور في ازدياد نسبة الإصابة ولا نستبعد أن تكون هناك أسباب وراثية غير واضحة حالياً غير أنها قد تلعب دوراً هاماً في زيادة نسبة الإصابة.

وخلاصة القول ان هذا المرض من الأمراض الهامة لما يتسبب به من مشاكل صحية قد تكون في بعض الأحيان خطيرة وذات تكلفة مادية كبيرة كما أن الوقاية منه متاحة بإذن الله وذلك بالاهتمام بصحة الفرد العامة والمداومة على النشاط

والحركة وتناول المقادير الكافية من الكالسيوم وفيتامين د والابتعاد عن التدخين والتقليل من تناول الأدوية التي تسبب هشاشة العظام خاصة مركبات الكورتيزون.

مع تمنياتى للجميع بالصحة والعافية ...,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,



* أ. د. رياض بن عباس سليماني*أستاذ بكلية الطب – جامعة الملك سعود رئيس الجمعية السعودية لهشاشة العظام