القاهرة - رويترز : فضت قوات من الجيش المصري يوم الجمعة اعتصاما قرب مقر وزارة الدفاع في شمال القاهرة بعد اشتباك مع المعتصمين ومتظاهرين جاءوا لتأييدهم سقط خلاله عشرات المصابين بحسب مصادر أمنية وطبية. وبعد الاشتباك الذي استمر ساعات أطلقت قوات الجيش وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع على المعتصمين والمتظاهرين الذين كانوا يلقون الحجارة والذين فروا مئات الامتار أمام القوات المتقدمة.
ط§ظ„ط¬ظٹط´ ط§ظ„ظ…طµط±ظٹ طھظپ.jpg
وارتفع دخان أسود فوق الشارع الذي كان فيه الاعتصام ويرجح أن النار أشعلت في خيام ومتعلقات المعتصمين الذين بدأو احتجاجهم قرب الوزارة قبل أسبوع. وتظهر الاشتباك أجواء التوتر التي تصاحب انتخابات الرئاسة التي بدأت حملتها رسميا يوم الاثنين.
وتسبب استبعاد القيادي السلفي حازم صلاح أبو اسماعيل من قائمة المرشحين واعادة أحمد شفيق اخر رئيس للوزراء في عهد مبارك الى القائمة بعد أن استبعد منها في مظاهرات احتجاج والاعتصام الذي بدأه سلفيون مؤيدون لابو اسماعيل ثم انضم اليهم نشطاء ليبراليون. وفي باديء الامر تبادل المتظاهرون وقوات الجيش الرشق بالحجارة يوم الجمعة وكان ذلك بعد ساعات من بدء مظاهرات حاشدة مناوئة للمجلس العسكري الذي طالبه المتظاهرون بالغاء حصانة ممنوحة للجنة الانتخابات الرئاسية.
وقام متظاهرون بنقل ثمانية من زملائهم مصابين بجروح في الرأس جراء الرشق المتبادل بالحجارة في الدقائق الاولى من الاشتباك. كما نقلوا اخرين يبدو أنهم مصابون فوق دراجات نارية الى سيارات اسعاف تقف في مكان قريب. وبث التلفزيون المصري لقطات بينت نقل جنود مصابين من مكان الاشتباك.
وقالت وزارة الصحة في بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الاوسط ان عدد المصابين بمختلف الاصابات بلغ 59 مصابا. وبعد أكثر من ساعة من بدء الاشتباك أطلقت قوات الجيش قنابل الغاز المسيل للدموع بغزارة مما تسبب في اصابة العشرات بالاختناق. وقال شاهد عيان ان قنابل الغاز المسيل للدموع أبعدت المتظاهرين في البداية عشرات الامتار عن سلك شائك يقف خلفه الجنود المكلفون بتأمين مقر الوزارة.
وحلقت طائرة حربية على ارتفاع منخفض فوق مكان الاشتباك وهتف متظاهرون "الشعب يريد اعدام المشير" في اشارة الى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري. وأطلق متظاهرون ألعابا نارية صوب الطائرة. وكان متظاهرون انتزعوا ألواحا من الصاج من مشروع قريب خاص بمترو الانفاق وأقاموا بها حاجزا للاحتماء خلفه من الحجارة التي يلقيها مجندون لكنهم فروا بعد اطلاق قنابل الغاز.
وفي بداية الاشتباكات استخدمت قوات الجيش خرطوم مياه في محاولة لاجبار المتظاهرين على التراجع. وقال شهود عيان ان الاشتباكات بدأت بعد محاولة متظاهرين ازالة جزء من السلك الشائك الذي وقف وراءه مئات من الجنود القائمين بتأمين مقر الوزارة ومنشات عسكرية مجاورة.
ولاول مرة منذ شهور توحد اسلاميون وليبراليون في الدعوة لانهاء الادارة العسكرية بحلول نهاية الشهر المقبل وأن تكون انتخابات الرئاسة التي ستبدأ هذا الشهر حرة ونزيهة. لكن انقساما وقع بين الجانبين في ميدان التحرير بعد أن طالب نشطاء ليبراليون ألوف المتظاهرين في الميدان بالتوجه الى ميدان العباسية حيث دارت الاشتباكات ورفض المتظاهرون الاخوان ندائهم.
وقالت ناشطة من فوق منصة لمجموعة تسمي نفسها "ثوار بلا تيار" موجهة حديثها الى النشطاء الاخوان "أنتم خونة وستظلون ما بقي من حياتكم خونة." ورد عليها ناشط من منصة الاخوان قائلا "لسنا خائنين. المفترض أن من يعبر عن رأيه يعبر من غير اهانة أو تجريح. لن نذهب الى وزارة الدفاع تجنبا للاحتكاك بالجيش." وأضاف "الهجوم على وزارة الدفاع يعتبر هدما لكيان الدولة."
وقال المتحدث باسم جماعة الاخوان في صفحة حزب الحرية والعدالة على موقع فيسبوك "لم ولن يذهب الاخوان الى ميدان العباسية وليس لنا علاقة بالمصادمات هناك."
ويقول المجلس العسكري انه لن يتأخر عن تسليم السلطة لرئيس منتخب في الموعد المحدد لكنه يصر على حصانة ممنوحة للجنة الانتخابات الرئاسية من الطعن على قراراتها قائلا ان منصب رئيس الدولة لا يحتمل الطعن على شاغله أمام المحاكم.
وشارك ألوف النشطاء بينهم اخوان مسلمون في مظاهرة بمدينة الاسكندرية على البحر المتوسط أمام مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية. وأغلق المتظاهرون شارعين يطل عليهما المقر.
وشارك مئات النشطاء في مظاهرة في مدينة السويس شرقي القاهرة سادها انقسام وهتافات عدائية متبادلة بعد وقت بين نشطاء ليبراليين واخرين من الاخوان المسلمين.
وكان نشطاء اعتصموا قرب مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية يوم الخميس.
وفي مختلف المظاهرات تردد الهتاف الذي يقول "يسقط يسقط حكم العسكر."
مواقع النشر