(أ. ف. ب.) : يستعد زهاء 1,5 مليون مسلم في مكة لبدء مناسك الحج السبت، بعد عام من مأساة التدافع التي راح ضحيتها زهاء 2300 شخص. وقبل يومين من انطلاق المناسك، تقاطر مئات الآلاف من المؤمنين الخميس الى المسجد الحرام للطواف حول الكعبة، في ظل شمس حارقة ودرجات حرارة قاربت الخمس واربعين مئوية.



ويقوم المؤمنون بالطواف تباعا على مدار الساعة حول الكعبة، حيث تتوافر اماكن عديدة لشرب المياه، في اجواء يغذيها هواء بارد من مكيفات الهواء. ويؤدي العديد من المؤمنين غير القادرين على المشي، الطواف على متن كراس متحركة يدفعها اقاربهم او عمال آسيويون.

وبحسب السلطات، وصل عدد الحجاج حتى الآن الى قرابة 1,5 مليون حاج، بينهم اكثر من 1,3 مليون شخص قادمين من الخارج. وعادة ما يصل عدد المشاركين في الحج سنويا الى نحو مليونين.

وانتشرت قوات الامن السعودية بكثافة في كل ارجاء الحرم المكي لتنظيم حركة الحجاج وضمان انسايبيتها، وتفادي حصول اي تدافع.

وقالت سيدة افريقية قادمة من ساحل العاج لوكالة فرانس برس قرب المسجد الحرام، انها كانت قلقة بعض الشيء جراء التدافع العام الماضي، والذي يعد اسوأ حادث في تاريخ الحج.

اضافت "الا اننا منذ وصولنا الى المطار، تم استقبالنا وتوجيهنا بشكل جيد، وحاليا اشعر بالارتياح واركز بشكل كامل على الصلاة".

وقتل زهاء 2300 شخص في 24 ايلول/سبتمبر 2015 اثر تدافع في مشعر منى اثناء انتقال الحجاج لرمي الجمرات في اول ايام عيد الاضحى. وشكل الايرانيون الجزء الاكبر من الضحايا (464 قتيلا).

وتلا الحادث توتر شديد في العلاقة بين طهران والرياض، اذ اتهمت الاولى الثانية بالتقصير في ادارة الحج واسعاف المصابين. وقطعت السعودية علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية مطلع هذه السنة، اثر مهاجمة مقار دبلوماسية لها في ايران من قبل محتجين على اعدام الشيخ السعودي الشيعي المعارض نمر النمر.

وللمرة الاولى منذ قرابة ثلاثة عقود، لن يشارك الايرانيون في الحج، اثر فشل ايران في الاتفاق على ترتيبات مشاركة رعاياها في الحج. واكدت السعودية ان الايرانيين مرحب بهم طالما انهم يأتون من خارج ايران.

وهذا الاسبوع، عاد التراشق الكلامي الحاد بين الخصمين الاقليمين على خلفية القضية. فقد دعا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية على خامنئي العالم الاسلامي للتفكير في حل لادارة الحج، موجها انتقادات حادة الى الاسرة الحاكمة السعودية. كما دعا الرئيس الايراني حسن روحاني المسلمين الى "معاقبة" السعودية على "جرائمها".

ورد المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ على تصريحات خامنئي بالقول ان "هؤلاء ليسوا مسلمين". كما اعتبر مجلس التعاون الخليجي ان التصريحات "تحريض مكشوف الاهداف" يسبق الحج.