بسم الله الرحمن الرحيم
أُحسُّ بالملل لا يوجد لدي ما يحفزني لانجاز الأعمال
تنقصني المتعة عند القيام بأي شئ
لا أريد أن اختلط بالناس
اشعر بكسل شديد وعدم الرغبة في عمل أي شئ.. اشعر بعدم اللذة عند انجاز الأعمال
افتقد الشعور بالمتعة عند القيام بأي شيء
وغيرها من العبارات الأخرى التي نسمعها ونشعر بها معظم أوقاتنا
أحياناً أتساءل إلى متى سيستمر هذا الشعور؟ وما هي كنية هذا الشعور. هل هو ضيق من كل شيء يحيط بنا، هل هو ملل من الحياة أم هي حالة خمول.. ضعف إرادة.. خذلان في المعنويات.. هل هذه الحالة عادية أم مرضية.. هل لها فترة محددة ثم ستزول وحدها.. أم عليَ أن أقوم بشيء بهذا الصدد. وان كنت أريد أن أتخلص من هذا الشعور.. فماذا عليَ أن افعل؟! والاهم ما هو السبب وراء هذا الشعور الذي ينتابني و ينتاب من حولي: الأصدقاء.. زملائي في العمل.. جيراني .. هل هو فيروس في الجو اسمه الملل.. الضيق، أم هي حاله رتابة ناتجة عن الروتين اليومي الذي لا يتغير؟
هل السبب فيما وصلنا إليه الإنسان نفسه أم البيئة المحيطة به؟
دعونا نغوص في أعماق النفس البشرية في محاولة للكشف عن أسباب هذا الشعور وتأثير التغيرات الخارجية البعيدة على النفس والمشاعر المتولدة
*******
يجد الإنسان بالفعل متعة كبيرة في الاحتكاك بكل ما يتغير من حوله: تغير المزاج أو حالته أو مواقفه أو الجو الذي يعيش فيه أو كل شئ يحيط به لذلك نجد حكمة الله في خلقه لهذا الكون المتغير الذي يلاءم الطبيعة البشرية فقد خلق الله: النهار والليل.. الصيف والشتاء.. السعادة والحزن وإذا لم يكن أيضاً هناك تغيير في حياتنا وفي كل ما يحيط بنا.. وهي الحالة التي يمكن وصفها بحالة الثبات، فان ذلك سينتج عنه بالطبع الشعور بالملل وعدم الرغبة في الحياة
إن من أكثر العوامل المؤثرة في النفس هو التجديد والتطور، والحركة . فمنذ بداية تكوين الإنسان فهو في نمو مستمر وحركة دائمة: من ناحية التطور البيولوجي للجسم.. التطور الفكري والمعرفي بحثاًً عن الجديد للاستفادة منه.. فمثلاً بالنظر إلي الطفل الصغير نجد انه دائم السعي وراء معرفة كل شئ، حينما يبدأ بالحركة في المنزل يبدأ في لمس الأشياء والتعرف عليها وتبلغ سعادته أقصاها حينما يتعرف على شئ جديد. من المثير أن هذه الصفة تظل ملازمة للفرد مدي حياته في مختلف فترات نموه، ولذا نجد أن الجديد دائماًً يثير في أنفسنا الرغبة وراء البحث و يشحذ طاقاتنا للتحرك ويعطينا قدراًً من المتعة واللذة النفسية والشعور بان "للحياة طعم
لذا الشعور بالملل.. الضيق.. الخمول... الخ وغيرها من مختلف المسميات ليس إلا نتاج عملية ركود وكسل أو ممارسة الحياة بصورة روتينية.. بحيث لا يوجد الجديد فيما نقوم به.. فنفقد الشعور بلذة ما هو جديد ونشوة ما هو خارج عن الروتين اليومي
*******
لكي يتمكن الإنسان من التجديد بصوره دائمة بحثاًً عن تخطي حالة الخمول والرتابة والروتين اليومي يجب أن يبحث في نفسه عن
1-
هواية يمارسها علي نحو منتظم لأنها تساعده على التحرر من روتين الحياة اليومي لا مانع من أن تكون بسيطة للغاية مثل حل الكلمات المتقاطعة أو ممارسة رياضة فهي على الأقل تحل الكثير من الألغاز أو أن يترك كل شئ خلفه وخارج نطاق تفكيره، وتمكنه من التعامل مع هذه الألغاز بطريقة تبعده عن باقي العالم
2-
ماذا عن محادثة شيقة مع صديق؟ انه بالشيء المفيد أيضاً وسيكون لها اكبر الأثر عليه في إعادة ترتيب أفكاره إلي جانب اكتسابه معلومة جديدة مفيدة حتى لو كانت بسيطة خاصة أن كانت قائمه على الاشتراك مع الصديق في مجالات اهتمامات واحده مثل الأدب، الاقتصاد، السياسة.. الخ
3-
يجد بعضاً آخر من الأشخاص متعتهم في التجديد من خلال التنزه والترفيه أو القيام بإجازات كمحاولة للتغلب على شعورهم بالملل وهو في بعض الأحيان حلاً مناسباً للتخلص من روتين الحياة اليومي، ولكن إذا كانت لها قيمتها وأهدافها
*******
في حالة عدم وجود الدافع أو غياب مثل هذه القيم سيشعر الإنسان بعد مرور فترة من الزمن أن تخصيص أو استقطاع وقتاً من حياته لهذا النوع من الترفيه سيشعره بالسطحية والتفاهة
والحل الأمثل للخروج من هذه الدائرة المفرغة.. اخذ خطوة ايجابية.. أو على نحو أدق.. البدء بجدية في اخذ خطوة ايجابية نحو التغيير.. فمثلاً
إبدا يومك بممارسة احدي الأنشطة الرياضية المحببة لنفسك ولو لمده 1/2 ساعة
تناول فنجاناً من الشاي أو القهوة مع شخص قريب إلى نفسك ولم تراه منذ زمن بعيد مرة كل أسبوع أو أسبوعين حسب الإمكانية واستمتع باسترجاع الذكريات
شاهد مباراة لكرة القدم مع مجموعه من الأصدقاء
اقرأ كتاباً يمدك بمعلومة جديدة أو تسلية ممتعة وشارك أصدقائك فيه
يمكنك التحدث مع أصدقائك من خلال شبكة الانترنت
انضم إلى إحدى الجمعيات التي تتناول اهتمامك
ابحث عن نشاط خيري لتقوم به
تذذكر دائماً أن إدخال السعادة والبهجة على الآخرين يكون له تأثير عميق في نفس الإنسان
*******
ودعونا نكون واقعيين فيما نطلب وننصح به.. اغلب القراء قد يصيحون: لا نعرف هذا الكلام.. لكن اسمحوا إلى أن أقول أن مالا تعرفونه هو أن بداية كل جديد هو أصعب ما في الأمر. لذا عندما تبدأ بأي من هذه النصائح ستشعر من البداية بعدم الرغبة في الاستمرار ولكن مع المثابرة ومقاومة الروح السلبية الموجودة فينا يمكن للشخص أن يحرز تغيير في حياته ويتغلب على الروتين وأسلوب الحياة الممل عن طريق القيام بما هو جديد ومغير
*******
إن التجديد والتغيير هما أكثر الثوابت في حياتنا التي نحتاجها باستمرار كاحتياجنا للماء والهواء
لا تبخلوا على أنفسكم بالتجربة.. فهي في حد ذاتها تغيير
منقول
مواقع النشر