جميل بثينة
ألم تسالِ الدارَ القديمة َ: هلَ لها - نوع القصيدة : فصحى
[poem=font=",7,purple,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.doraksa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/113.gif" border="ridge,10,deeppink" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ألم تسالِ الدارَ القديمة َ: هلَ لها= بأُمّ حسين، بعد عهدكَ، من عَهدِ؟
سلي الركبَ: هل عجنا لمغناكِ مرً= صدورُ المطايا، وهيَ موقرة ُ تخدي
وهل فاضتِ العينُ الشَّروقُ بمائِها،= من أجلكِ، حتى اخضل من دمعها بردي
وإني لأستَجري لكِ الطيرَ جاهداً،= لتجري بيمنٍ من لقائكِ أوْ سعدِ
وإني لأستبكي، إذا الرّكبُ غرّدوا= بذكراكِ، أن يحيا بكِ الركبُ إذ يحدي
فهل تجزيني أمُّ عمروٍ بودها= فإنّ الذي أخفي بها فوقَ ما أبدي
وكلّ محبٍ لم يزدْ فوقَ حهدهِ= وقد زدتها في الحبّ منيّ على الجهدِ
إذا ما دنتْ زدتُ اشتياقاً، إن نأتْ= جزعتُ لنأيِ الدارِ منها وللبعدِ
أبى القلبُ إلاّ حبَّ بثنة ِ لم يردْ= سواها وحبُّ القلبِ بثنة َ لا يجدي
تعلّقَ روحي روحَها قبل خَلقِنا،= ومن بعد ما كنا نطافاً وفي المهدِ
فزاد كما زدنا، فأصبحَ نامياً،= وليسَ إذا متنا بِمُنتقَضِ العهد
ولكنّه باقٍ على كلّ حالة ٍ،= وزائِرُنا في ظُلمة ِ القبرِ واللحد
وما وجدتْ وجدي به أمٌ واحدٍ= ولا وجدَ النهديّ وجدي على هندِ
ولا وجدَ العذريّ عروة ُ، إذ قضى= كوجدي، ولا من كان قبلي ولا بعدي
على أنّ منْ قد ماتَ صادفَ راحة ً،= وما لفؤادي من رَواحِ ولا رُشد
يكاد فَضِيضُ الماءِ يَخدِشُ جلدَها،= إذا اغتسلتْ بالماءِ، من رقة ِ الجلدِ
وإني لمشتاقٌ إلى ريح جيبها،= كما اشتاقُ إدريسُ إلى جنة ِ الخلدِ
لقد لامني فيها أخٌ ذو قرابة ٍ،= حبيبٌ إليه، في مَلامتِه، رُشدي
وقال: أفقْ، حتى متى ّ أنتَ هائمٌ= ببَثنة َ، فيها قد تُعِيدُ وقد تُبدي؟
فقلتُ له: فيها قضى الله ما ترى= عليّ، وهَلْ فيما قضى الله من ردّ؟
فإن كان رُشداً حبُّها أو غَواية ً،= فقد جئتهُ ما كانَ منيّ على مدِ
لقد لَجّ ميثَاقٌ من الله بيننا،= وليس، لمن لم يوفِ الله، من عَهْد
فلا وأبيها الخير، ما خنتُ عهدها= ولا ليَ عِلْمٌ بالذي فعلتْ بعدي
وما زادها الواشونَ إلاّ كرامة ً= عليّ، وما زالتْ مودّتُها عندي
أفي الناس أمثالي أحبَّ، فحالُهم= كحالي، أم أحببتُ من بينهم وحدي
وهل هكذا يلقَى المُحبّونَ مثلَ ما= لقيتُ بها، أم لم يجدَ أحدٌ وجدي
يغور، إذا غارت، فؤادي، وإن تكن= بنجدٍ، يَهِمْ منّي الفؤادُ إلى نجد
أتيتُ بنيّ سعدٍ صحيحاً مسلماً= وكانَ سقَامَ القلب حُبُّ بني سعد[/poem]
مواقع النشر