الرياض - عبد العزيز الربيعي : تواترت روايات الأجداد عن السد السملقي الأثري في
قرى ثمالة بجنوبي محافظة الطائف، واختلفت في السرد، لكن بقيت الصخور الضخمة التي شيد بها السد شاهدة على حضارة قديمة لعمالقة ذوي بنية جسمانية قوية.
وحسب المؤرخ
عيسى القصير فإن الطائف في حضارة وتقدم منذ أقدم الأزمان. وشهد لها التاريخ في المجالات الزراعية والصناعية والتجارية بين الأمم السابقة قبل صدر الإسلام وبعده من القرون الماضية. وكذلك في مجال
البناء والتعمير وفنون
الهندسة البنائية، في
إنشاء المباني والسدود الزراعية
والآبار والعيون التي اشتهرت بها الطائف قديماً، حيث تحدثت روايات تاريخية عن 70 عين ماء و 79 سدا احتضنتها أودية الطائف، ومنها
السد السملقي (سد ثمالة) الذي شيد في مسيل الوادي بين جبلين
قبل ألفي عام. وما يزال شاهدا على حضارة تميزت بتصميم وهندسة فريدة في عمارة السدود.
ويقع سد ثمالة «السملقي» على طريق مركز ثمالة. ويبعد عن مدينة الطائف مسافة نحو 30 كم. وهو مشيد بحجارة ضخمة من القطع الكبيرة. وتشير روايات تاريخية متواترة إلى أنه يعود إلى زمن العمالقة الذين سكنوا في الطائف منذ العصور السحيقة.
ويقال إنهم من بني هلال. ويعتبر هذا السد من أضخم السدود في المنطقة إذ يبلغ طوله 212م، وعرضه 10,80م عند المنتصف، وعند القمة 10م، وارتفاعه 10,80م، ويمتد من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، وواجهته الخلفية متدرجة، وقد بني من
جدارين حشي ما بينهما بالدبش.
وتذكر إحدى الروايات التاريخية
أسطورة عن شاعر في ذلك العصر أنشد متباهيا بذلك البناء العظيم معتبرا أنه قوة أمام السيول والأمطار بقوله في بيت شعر:
يا السد السملقي بنيناك بالعسل والسمن الأزرقي
إن شئت تمطري وإن شئت لا تمطري
فأرسل الله سبحانه وتعالى ملكا ضرب السد بالسيف فانشق إلى النصفين، وأغرق من كانوا بهذه القرية من قبيلة بني هلال حسب تلك الرواية.
ويعد السد السملقي من الآثار التاريخية لمحافظة الطائف، وأحد الشواهد لحضارة في الأعمال الزراعية التي اشتهرت بها الطائف منذ الآلاف السنين إلى يومنا هذا. وبإعطائه الاهتمام اللازم يمكن أن يصبح موقعا متميزا ورافدا من روافد السياحة في المحافظة.
تعقيب
مواقع النشر