بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
توقعات بانخفاض حجم الطلب على حديد التسليح 15% .. والمقاولون يتضجرون من ضعف الانخفاضات الأخيرة
الرياض – فهد الثنيان ، علي الرويلي
توقع مراقبون لسوق الحديد المحلي انخفاض حجم الطلب على حديد التسليح محليا بواقع 15 في المائة خلال الثلاثة أشهر المقبلة. جاء ذلك في الوقت الذي أبدى فيه مقاولون تذمرهم من مقدار الانخفاضات الاخيرة والتي أعلنتها المصانع المحلية بداية الأسبوع الحالي بمقدار 250 ريالا للطن مؤكدين أن نسبة الانخفاض المرجوة والمنتظرة كانت في حدود 700 ريال للطن كما حصل في العديد من الأسواق العالمية .
وقال ل" الرياض " عبدالله العمار نائب رئيس الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية أن ارتفاع أسعار الحديد خلال الأشهر الاخيرة لم تكن مبررة وبالتالي فإن تخفيض المصانع المحلية لأسعار الحديد بمقدار 250 ريالا تعتبر نسبة بسيطة وقليلة ولم تكن كافية كما أنها سببت وفقا للعمار إحباطا كبيرا للكثير من المقاولين والمواطنين والذين تفاجأوا بمقدار التخفيض والذي لا يعكس واقع الاسعار عالميا. ذاكرا أن التوقعات كانت تشير بأقل الأحوال إلى انخفاض بالأسعار قدره 700 ريال وهي تمثل الزيادة الاخيرة للمصانع المحلية وفقا للمعطيات العالمية .واصفا التخفيض الأخير لمصانع الحديد بأنه لا يخدم المنتج والمستهلك بسبب توقف العديد من أعمال المقاولات والإنشاءات حيث سيشهد السوق ركودا خلال فترة الصيف وفترة رمضان وسيقل الطلب فيها على الحديد مما يستلزم أن تتعامل مصانع الحديد مع واقع السوق بواقعية .
ولفت العمار إلى أن المصانع الوطنية قامت بتخفيضاتها الاخيرة بشكل غير مدروس في ظل أنها تتمتع بمزايا نسبية لايتمتع بها جميع المنتجين في مختلف دول العالم كافة من ضمنها الدعم الكبير من الدولة من خلال إلزامها لكافه الجهات الحكومية باستخدام المنتج المحلي إضافة إلى تسهيل القروض وعدم وجود الضرائب .
وأشار إلى انه رغم صدور قرار وزير المالية مؤخرا بالسماح للجهات الحكومية باستخدام الحديد المستورد المطابق للمواصفات السعودية إلا أن الكثير من الجهات الحكومية لا زالت تشدد على استخدام المنتج المحلي معتبرا ذلك دعما كبيرا للمصانع الوطنية ومع كل هذه المعطيات إلى أن المصانع المحلية تجاوزت أسعارها أسعار الدول العالمية الأخرى .
وعبر العمار عن استغرابه من تعامل المصانع المحلية مع ازمة الحديد الحالية من خلال قيامها بزيادة أسعارها بسرعة مواكبه للأسواق العالمية ومن ثم تكون آخرها في تراجع الأسعار ونزولها ولا يتم خفض الأسعار إلا في حالة وجود ضغط شديد في تصريف الكميات المخزنة أو وجود تكدس كبير في كميات الحديد كما حصل في أزمة 2008 .
إلى ذلك توقع عبدالكريم الراجحي رئيس مجلس إدارة شركة طيبة للحديد انخفاض حجم الطلب على حديد التسليح محليا بواقع 15 في المائة خلال الثلاثة أشهر المقبلة.
وعزا أسباب الانخفاض إلى التراجع في بدء المشروعات الجديدة خلال فصل الصيف، وتأجيل الأفراد بناء وحداتهم السكنية وسط ترقب لانخفاضات جديدة قد تشهدها الأسواق المحلية في غضون 90 يوما المقبلة .
وتتطابق التوقعات التي أطلقها الراجحي مع انخفاضات جديدة سجلتها مصانع حديد وسط تذبذب في تسعيرة أهم سلعة إستراتيجية تعنى بقطاع البناء والتشييد.والمح إلى انخفاضات جديدة بتسعيرة حديد التسليح قد تشهدها الأسواق المحلية خلال الفترة المقبلة .
ولم يحدد الراجحي وهو يتحدث ل"الرياض" عبر الهاتف أمس رقما للانخفاضات الجديدة المتوقعة في تسعيرة حديد التسليح خلال فترة الركود التي يشهدها قطاع البناء والتشييد في الوقت الراهن لكنه قال إن اتجاه السوق خلال خمسة أشهر مقبلة تتجه نحو الهبوط التدريجي.
وأضاف "هنالك تذبذب واضح في تسعيرة الحديد محليا وانخفاض في حجم الطلب بدأ يطرأ على الأسواق المحلية وسط وفرة في كميات حديد التسليح في المستودعات لكافة مقاسات الحديد".
وعلى الصعيد الدولي قال يوقور دلابيتر رئيس الجمعية الدولية لمنتجي ومصدري حديد التسليح (اريباس) أن التشاؤم بخصوص الوضع الاقتصادي الدولي قد أدى إلى تراجع الطلب على حديد التسليح في الأسواق الدولية .
وأوضح خلال الاجتماع السنوي الثاني والستون للجمعية الذي بدأ الأحد الماضي في بودابست واختتم أمس الأربعاء بمشاركة أكثر من مائة وخمسين مصنعا من أربعين دولة أن على مصانع الحديد أن تتحرك لمعالجة حالة انخفاض الطلب.
مشيرا إلى أن اغلب المصانع انخفضت مبيعاتها بشدة خلال الثمانية أسابيع الماضية. مطالبا بنفس الصدد أن تكون المصانع واقعية من خلال قيامها بتخفيض الإنتاج حتى لاتتكرر أزمة انهيار أسعار الحديد التي حدثت عام 2009 م .
مواقع النشر