بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
اجتثاث قاعدة اليمن ممكن أو مستحيل؟
عبده عايش-صنعاء
أثار تهديد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بـ"اجتثاث تنظيم القاعدة" باليمن و"استئصال شأفته"، في خطاب بمناسبة شهر رمضان، تساؤلات عن مدى قدرة الأجهزة الأمنية على الاضطلاع بتلك المهمة، في وقت تتلقى فيه ضربات موجعة على يد عناصر التنظيم، الذين شنوا هجمات مركزة على مقرات أمنية هامة في عدن وأبين.
وبرزت في إطار "الحرب المفتوحة" بين السلطات اليمنية والقاعدة، عمليات مركزة تستهدف مسؤولي الأمن السياسي "المخابرات" بمحافظات الجنوب بالاغتيال ومحاولاته، خاصة في محافظة أبين ولحج والضالع وشبوة.
وأحدث عملية اغتيال هناك جرت مساء الجمعة الثالث من رمضان الجاري، حين قتل مسلحان ضابط مخابرات في محافظة لحج، أثناء سيره خارج منزله في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، وأنحى مسؤول أمني يمني باللائمة على تنظيم القاعدة في قتله.
ويبدو أن منحى المواجهة بين اليمن والقاعدة قد اتسع منذ قيام السلطات بشن حملة عسكرية على معاقل القاعدة في أبين وشبوة ومأرب، واستهدافه بضربات جوية، قال الخبراء إنها كانت موجعة، وأدت إلى مقتل العشرات من المنضوين في القاعدة، وبينهم قائد التنظيم في أبين.
خطاب إعلامي
وفي هذا السياق يرى الباحث المتخصص في شؤون تنظيم القاعدة سعيد عبيد الجمحي أن خطاب الرئيس صالح باجتثاث القاعدة هو خطاب إعلامي، الغرض منه استثمار سياسي، لكنه لا يحقق نتيجة على الأرض.
وقال الجمحي في حديث للجزيرة إن "الانتصار على القاعدة يحتاج إلى أن تفهم الدولة أن أمامها عدوا من طراز جديد، وخصما له طابع خاص، وكل خطأ في القول أو الفعل سيصب في صالح القاعدة، ويمكنها من النهوض من تحت الرماد".
وأشار الجمحي إلى أن تنظيم القاعدة باليمن أعلن حربا على "حلفاء الطاغوت"، وأنه سيضرب جنود ومقرات الأمن السياسي(المخابرات) لأنهم يعملون على "تثبيت حكم الطغاة العملاء" بحسب بيانات قادته.
وأكد الباحث اليمني أن "القاعدة تخلت عن استهداف المصالح الأميركية والأجنبية، واتجهت نحو استهداف رموز الأمن اليمني، وهذا يشير إلى انتقال المعركة لتكون بين القاعدة والسلطات اليمنية".
للخارج لا الداخل
أما الصحفي المتخصص في الجماعات الإسلامية محمد الأحمدي فيرى أن خطاب الرئيس صالح –الذي جاء قبل زيارة له منتظرة للعاصمة البريطانية لندن- يستهدف الخارج أكثر من الداخل، خاصة أن ملف "القاعدة" سيكون أبرز الأجندة المطروحة في تلك الزيارة.
كما لا يستبعد أن يكون ضمن سجال إعلامي بين الحكومة والقاعدة، كان آخره تهديد التنظيم في بيان قبل أيام بأن "الرئيس صالح وحكومته وجنوده أهداف مشروعة".
وبشأن مقدرة اليمن على القضاء نهائيا على تنظيم القاعدة في البلاد، قال الأحمدي إن الحكومة وشريكتها أميركا ومختلف حكومات العالم تعرف أنه لا يمكن القضاء نهائيا على القاعدة، كتنظيم أيديولوجي مسلح وعابر للقارات يرى أنه "حركة مقاومة" ضد ما يصفه بـ"الحملة الصهيوصليبية على الإسلام والمسلمين".
ويعتقد الأحمدي أن واشنطن أوقعت صنعاء في فخ القاعدة، التي ستنشغل بحرب مفتوحة ضد النظام وتنصرف عن أي تفكير في مهاجمة أهداف أميركية، وتركز على مهاجمة الدولة وتصفية من يسمونهم بـ"العملاء والمرتدين".
مواقع النشر