أبوظبي (الاتحاد) : تنتهي، مساء اليوم، حالة عدم الاستقرار الجوي التي شهدتها الدولة، أمس، بحسب المركز الوطني للأرصاد الجوية. وشهدت مناطق مختلفة من الدولة هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة، أمس، بينما انخفضت درجات الحرارة بمعدل 5 درجات، وسط تحذيرات من انخفاض مدى الرؤية الأفقية، والانزلاقات على الطرق، وجريان الأودية والسيول على بعض المناطق والرياح القوية، بفعل المنخفض الذي تتعرض له الدولة حالياً.
ووصلت سرعة الرياح في بعض المناطق إلى 130 كم في الساعة، ما تسبب بسقوط أشجار، فيما سجلت محطّات الأرصاد، حتى ظهر أمس، أعلى كمية أمطار في الشويب بواقع 142 ملم، و110,4 ملم في مزيد.
وسخّرت بلدية مدينة أبوظبي 200 صهريج و100 مضخة لنزح ونقل المياه، فيما تواصل غرفة الطوارئ تلقي البلاغات، بعد إنشائها 6 نقاط لتجمع صهاريج نقل مياه الأمطار ومضخات السحب، إضافة إلى 7 نقاط تجمع خارج العاصمة.
ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بثت البلدية رسائل توعوية وإرشادية لتزويد السكان بأرقام الطوارئ وإبداء الاستعداد للوصول إلى أي نقطة ومكان يتطلبها الأمر. وخصصت رقم الطوارئ (993) لتلقي البلاغات والشكاوى على مدار 24 ساعة.
وأكد متخصصون في الأرصاد الجوية أن حدوث العواصف الرعدية الممطرة خلال هذه الفترة من العام أمر وارد، لا سيما وأن شهر مارس امتداد لفصل الشتاء وبداية الربيع، ويتميز بحالات من عدم الاستقرار الشديدة في الطقس التي يصاحبها تشكل السحب الركامية والأمطار الرعدية. في موازاة ذلك، أعلن مطار أبوظبي الدولي عن استئناف الرحلات وعودة الحركة فيه بصورة طبيعية، داعيا المسافرين إلى التأكد من مواعيد رحلاتهم من خلال الاتصال بشركات الطيران قبل التوجه إلى المطار، كما أعلنت مطارات دبي أن العمليات وحركة الطائرات لم تتأثر. ... المزيد
البنية التحتية بالإمارات «السر» في مواجهة تداعيات المناخ
أبوظبي - سيد الحجار (الإتحاد) : أكد خبراء ومسؤولون بشركات مقاولات واستشارات هندسية أن مستوى جودة البناء بالدولة متميز، في ظل تطبيق أفضل المعايير العالمية في البناء.
وأوضحوا أن معظم الأضرار التي شهدتها مدينة أبوظبي أمس نتيجة الأحوال الجوية، كانت ببعض المنشآت المعدنية مثل مظلات مواقف السيارات أو اللوحات الإعلانية، بخلاف النوافذ ببعض البنايات المرتفعة، إضافة إلى بعض الأسقف.
وأكدوا التزام جميع المقاولين باشتراطات البناء في أبوظبي، لاسيما بالمشاريع الحكومية، سواء في المباني أو بمشاريع البنية التحتية المتعلقة بالطرق وصرف الأمطار، والتي تضع معايير خاصة ومشددة تضمن أفضل معايير الجودة، بيد أنهم أشاروا إلى صعوبة تجاهل حدوث بعض حالات التقصير في اشتراطات البناء ببعض الفلل والبنايات الخاصة.
وقالوا إن وقوع بعض الأضرار، لاسيما ببعض نوافذ البنايات، يرتبط بشركات الصيانة المسؤولة عن متابعة المبني بشكل دوري، لاسيما في البنايات القديمة التي تم تسليمها منذ سنوات، وانتهت علاقة المقاول بها، مع تكرار تجديد النوافذ بها.
وأكد خبراء أنه رغم وقوع بعض الأضرار في المباني نتيجة سوء الأحوال الجوية أمس، إلا أن ذلك لا يقارن بما تشهده بعض الدول المتقدمة أحيانا من انهيارات في المباني نتيجة أعاصير وأمطار مماثلة لما شهدته أبوظبي أمس. ... المزيد
أمطار الخير وفيديوهات الرعب
أبوظبي - محمد الحمادي (الإتحاد) : تلقيت بالأمس العديد من الاتصالات والرسائل النصية القصيرة من أصدقاء وزملاء من دول الخليج ودول عربية ومن الخارج أيضاً، الكل يحرص على الاطمئنان على أحوالنا في أبوظبي وفي الإمارات عموماً، فقد انتشرت يوم أمس مجموعة فيديوهات قصيرة، تم تداولها عن طريق الـ«واتس أب» وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعضها مخيف ويوحي وكأن كارثة حقيقية قد حلت بالمدينة، الأمر الذي أقلق كل من شاهد تلك اللقطات، فحرص على الاطمئنان على من يحب وعلى من يعرف في الإمارات.. فشكراً لهم على سؤالهم واهتمامهم.
من صوّر تلك اللقطات، ومن قام بتوزيعها ونشرها، لابد أنه لم يكن يقصد إثارة الرعب والخوف في نفوس الجميع، لكنه فعلياً قام بذلك، فتلك المقاطع أوحت بأن المدينة والدولة تعيش في كارثة، وهذا ما لم يحدث، وهو ما لم نكن نتمنى أن يصل إلى الآخرين، فالعاصفة التي هبت على الإمارات، وعلى مدينة أبوظبي بالتحديد، كانت قوية، تجاوزت سرعتها 130 كيلو متراً في الساعة، وكان من الطبيعي أن لا تمر من دون أن تخلف وراءها أضراراً مادية تصيب المباني والأشجار وكل شيء في طريقها، لكن، ولله الحمد، لم تكن الأضرار بتلك الجسامة، ونجحت البنية التحتية القوية للمدينة في مواجهة العاصفة بأقل الخسائر.
في الوقت الذي كان هناك من هو منشغل بتصوير اللقطات «المرعبة»، ومن هو منشغل بتداولها، كان هناك شباب مواطنون يقومون بإزالة الأشجار المتساقطة في الشوارع، وآخرون يساعدون رجال الشرطة بتنظيم السير في التقاطعات التي تعطلت فيها الإشارات الضوئية، بسبب العاصفة، وآخرون ينقذون سيارات توقفت وتعطلت بسبب مياه الأمطار المتجمعة في الشوارع، وآخرون كانوا يحذرون الناس من السير في طرق خطرة، وكان هناك مسؤولون يعملون على توفير السكن للأسر التي تضررت مساكنها.. وكان رجال الشرطة والدفاع المدني ينقذون من علقوا في المصاعد أو حاصرتهم مياه الأودية.. هناك فرق كبير بين من يثير القلق ويعمل على تضخيم المشكلة، ومن يكون إيجابياً يساعد في تخفيف آثار هذه المشكلة.
قد تعود العاصفة اليوم مرة أخرى، وقد تتعرض مدن الدولة لأمطار غزيرة ورياح شديدة، ونتمنى أن يتعامل الجميع من مواطنين ومقيمين مع الوضع بشكل فيه مسؤولية أكبر، وأن يعملوا على «تحذير» الناس، وليس «تخويفهم» وإظهار الوضع بشكل يرعب الناس في داخل الدولة وخارجها.. كما نتمنى أن لا يعرض بعضهم أرواحهم وأرواح أبنائهم للخطر وهم يخرجون للتنزه في مناطق الوديان أو تحت الأمطار الغزيرة، فنصيحة الخبراء في مثل هذه الأوضاع هي بقاء الناس في منازلهم أو في أي مكان آمن.
مواقع النشر