يوسف
(11)
(الصديق)
(1 – 2)
وُلِدا عليه السلام في حاران ومات في مصر، وعاش 110 سنوات، نقله إخوته تنفيذا لوصيته ودفن في نابلس (فلسطين).
رأى (11) كوكب والشمس والقمر يسجدون له
فهو شخصية مهمة في تاريخ بني إسرائيل، أسماه أباه يعقوب (ابن شيخوختي)
أبوه يعقوب عليه السلام - كان يحبه كثيرا وأمه (راحيل) الزوجة المفضلة لأبيه، (راحيل) بنت (لابان) خال يعقوب، وهو ابن يعقوب الحادي عشر.
له 11 أخا، عشرة أكبر منه، وشقيقه (بنيامين) أصغر منه، يوسف الحادي عشر بين الأنبياء، فـ يوسف الحادي عشر بين أبناء يعقوب، بوسف الابن الأول لأمه (راحيل) و هي (راحيل) بنت (لابان) أخي (رفقه).
حسب روية اليهود والنصارى: أم يوسف (راحيل) هي شقيقة (ليئة) بنات (لايان) له (7) إخوة من خالته (ليئة) أخت أمه (راحيل)، وترتيب إخوة يوسف عليه السلام:
- (رَأوبين) ابن يعقوب من (ليئة)
- (شمعون) ابن يعقوب من (ليئة)
- (لاوي) ابن يعقوب من (ليئة)
- (يهوذا) ابن يعقوب من (ليئة)
- (دان) ابن يعقوب من (بلهة) جارية (راحيل)
- (نفتالي) ابن يعقوب من (بلهة) جارية (راحيل)
- (جاد) ابن يعقوب من (زلفة) جارية (ليئة)
- (أشير) ابن يعقوب من (زلفة) جارية (ليئة)
- (يساكر) ابن يعقوب من (ليئة)
- (زبولون) ابن يعقوب من (ليئة)
- (دينة) ابن يعقوب من (ليئة)
- (يوسف) ابن يعقوب من (راحيل)
- (بنيامين) ابن يعقوب من (راحيل)
أَحْسَنَ الْقَصَصِ: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}
رأى يوسف عليه السلام ليلة في المنام: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}
هنا،، كان السجود في الرؤيا فقط،، ولم يسجد نبي لبشر
قص رؤيته على أبيه فطلبه منه أبوه أن لا يقصها على إخوته: {قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}
فعرف يعقوب أن ابنه سيكون له شأن عظيم، وحذره من أن يخبر إخوته برؤياه، فيفسد الشيطان قلوبهم ويجعلهم يحسدونه، فلم يقص رؤيته على أحد
هنا تأتي معجزة القرآن الكريم، أحسن القصص !! في قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}
يقول تعالى: {لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ}، قد يعني ما كان يُحكى عن أبناء يعقوب! كلام الآخرين عنهم آنذاك!! أم عما سيُحكى عنهم إلى يوم الدين!!!
{إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}، يتضح المقصود (يوسف) و(بنيامين) أبني يعقوب من (راحيل).
هنا،، نجد الشيطان قد وسوس لإخوته المكيدة !! {اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ}.
كان أول اقتراح بينهم (قتل) يوسف! وكان ثاني اقتراح لهم (إخفاء) يوسف!! كان هدف العشرة إخوة التقرب لأبيهم، ثم جاءت فكرة إلقائه في الجب!! {قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ}، تنقاش هؤلاء الإخوة وكيف اجمعوا على رأي واحد بالاتفاق.
ذهب العشرة إخوة إلى أبيهم ملتمسين ان يسمح ليوسف بنزهة برّية معهم! متسائلين بالنفي (ما لك لا)! {قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ}، {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، كانت إجابة يعقوب: كره بعد ابنه عنه، وخوفه من الذئب عليه!! وهذه طبقوها (لاحقا)، {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ}،
لذلك،، اجمعوا على فكرة (أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) !! {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ}، الآية ثلاثية: (ذهبوا) (أجمعوا) (وأوحينا) !!
أحسن القصص!! {وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ} وقالوا: {]يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ}، كانوا نفيهم يدينهم: {وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ}، محاور القميص ثلاث:
(قصة
القمصان الثلاثة)
(1) تلطيخ قميصه بدم كذب
(2) تمزيق المرأة لقميصه
(3) قميصه ليرتد بصر أبيه
{وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ}، رأى القميص سليمًا، {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً}، كونهم لم يمزقوه
بعد أن وضعوا يوسف في البئر شعر بالخوف والفزع، كان حبيسًا البئر مع الله فأوحى إليه الطمأنينة لا الجزع، جاءه الفرج بمرور قافلة بدو سائرين إلى مصر فوجدوه {وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ}، أرادوا الماء فأرسلوا أحدهم بدلوه فتعلق يوسف بالدلو، فوجد مورد الماء غلامًا جميلاً متشبثا على الدلو، {قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً}، فأخرجوا يوسف،، فإذا بإخوة يوسف ينظرون.
يُقال بأن إخوة يوسف هم من باعه على عزيز مصر، أتوا إخوة يوسف وقالوا هذا عبد لنا مختفي عنّا، فسكت يوسف خوفاً من إخوته فشروه منهم، كون البدو أو إخوة يوسف لم يكن المال مرادهم، فأخذوه ليبيعوه بعيدا في مصر،، بداية تمكين يوسف، كان عزيز مصر (فُوطِيفَار) ليس له أبناء، كان يبحث في السوق عن غلامًا لنفسه ليتبناه، فوجدهم يعرضون يوسف فاشتراه بمال قليل، وأحضره إلى زوجته (زليخة) وكان سعيد به، وطلب منها أن تكرمه وتحسن معاملته فأحبته، أصبح يوسف محاطًا بعطف العزيز ورعايته، كبر وأصبح شابًا قويًّا حسن الخلق والخلقة!!
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}، قوله (بلغ أشده) سبقت قوله (وراودته): {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ}، انقلب عطف امرأة العزيز إلى شغف ومحنة على يوسف، بيّنت ليوسف رغبتها فيه وواصل يوسف إعراضه عنها، وغيرت طرق الإغراء حتى بالتربص والخدعة والحيلة، فانتهزت غياب زوجها عن القصر وأغلقت أبوابه، فتعطرت ولبست أجمل الثياب وقادت يوسف بالحيلة إلى غرفتها: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}.
همّت به: أرادت عشرته الجنسية، همّ بها: أراد قتلها (ولم ينوي ذلك)، طلبت منه الفاحشة (هَيْتَ لَكَ) فامتنع عنها وقال: {مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}، راوغها يوسف نحو الباب فلاحقته وتشبثت بقميصه، فتمزق القميص،، أثناء ذلك،، حضر زوجها العزيز، وكان الموقف محرجا أمام زوج حنون يرى خلوة: زوجته، (امرأة بكامل زينتها) ويوسف (وسيم منهك شبه عاري)، فاتهمت يوسف بمحاولة التعدي عليها،، قائلة:{مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً}،، بل وحددت عِقابه:
{إِلاَّ أَن يُسْجَنَ}،، ربما حرج يوسف للعزيز جعله يقول: {هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي}،، دفاع عن نفسه أمام العزيز، فاحتكم العزيز إلى طرف ثالث من أهل زوجته،، لقوله: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا}،، فحكم بينهم بأحد خيارين: {إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ}،{وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ}، كان ميزان الحكم (هي) والإفراد (صدقت) أم (كذبت)، ونتيجة الحكم يوسف من: (الكَاذِبِينَ أم الصَّادِقِينَ) (جمع).
{فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ}،، التفت العزيز إلى امرأته وقال: {إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}، وطلب العزيز من يوسف أن ينسى الحادثة تبرئة له، وطلب من زوجته أن تتوب واتفقوا على سرًية الحدث، ولكن الحدث شاع (
مراودة امرأة العزيز لفتاها) .
أصبحت سيرة (امرأة العزيز) حديث نساء المدينة، غضبت ونوت الانتقام منهن بإثبات ضعفهن في يوسف، كان جمال صورة يوسف هو سبب (عِلتها) فدعتهن وجهزت لكل منهن مقعدا مريح بأفخر الأواني والطعام ثم أدخلت يوسف عليهن بينما كنّ يقطعن ما لذّ وطاب.
انبهرن بجماله وحسن صورته ونسين سكاكين بأيديهن فقطعن أيديهن دون شعور أنشداها لرؤيتهن ليوسف {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}،، بينت انتقامها منهن: {فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}،، ثم أكدت ما جرى بقولها: {وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ}، وهذا أغاضها أكثر، أعلت امرأة العزيز أمام نساء المدينة بقاء رغبتها بقولها: {وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ}. اقتنع النسوة بنية امرأة العزيز فلما عرفها يوسف قال: {
رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}،
كادت الفتنة تشيع في المدينة لعشق النساء في يوسف، فرأى القائمون في مصر أن يسجن يوسف ردعاً للفتنة، {ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ}، وظل يوسف سجينا،، ودخل معه فتيان: أحدهما ساقي، والآخر خباز،، أعجبا من أخلاق يوسف وأدبه وعبادته.
جاءا إليه يوماً يقصان عليه ما رأيا في نومهما: قال الأول: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً} وَقَالَ الآخَرُ: {إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ}. قال يوسف للساقي بأنه سيخرج من السجن ويخدم الملك، وبأن الخباز سيصلب فترة حتى تأكل الطير من رأسه، وطلب يوسف من الساقي قبل خروجه أن يذكر قصته، عند الملك ليعفو عنه ولكنه الساقي نسى أمر يوسف، وتحقق تأويل يوسف لرؤيتهما وبقي هو في السجن.
مواقع النشر