بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
التجسس لايفسد للود قضية!
موسكو - أ. ف. ب
اتصل ايغور سوتياغين، خبير الاسلحة الروسي المفرج عنه ضمن صفقة تبادل الجواسيس بين واشنطن وموسكو، بزوجته وابلغها انه موجود في فندق في "قرية صغيرة" قرب لندن برفقة روسي آخر، على ما افاد شقيقه وكالة فرانس برس امس.
وكان ديميتري سوتياغين شقيق الباحث الروسي ابلغ في وقت سابق امس فرانس برس ان عائلته تشعر بقلق شديد بسبب عدم تلقيها معلومات عنه.
واتهم ايغور سوتياغين في 2004 بعد 5 سنوات من توقيفه في العام 1999 بتسريب معلومات سرية تتعلق بنظام الدفاع النووي الروسي الى شركة استشارات بريطانية كانت تشكل غطاء لوكالة الاسخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه). الا انه ما برح يؤكد براءته من التهمة.
وحظي بعفو خاص من الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف ليل الخميس الجمعة في اطار صفقة تبادل الجواسيس مع الولايات المتحدة. في الاطار ذاته يرى خبراء ان السرعة التي تمت بها تسوية فضيحة التجسس المربكة بين الروس والأمريكيين من خلال تنظيم تبادل سجناء، تدل على التزام واشنطن وموسكو مواصلة "الانطلاقة الجديدة" في علاقاتهما. وكان البعض يخشى توترا جديدا بين القوتين العظميين اثر توقيف عشرة عملاء في جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية اواخر حزيران/ يونيو بعد ايام معدودة فقط من زيارة الرئيس ديمتري مدفيديف الى الولايات المتحدة.
واكد سيد الكرملين ونظيره في البيت الابيض باراك اوباما خلال الزيارة تحسن العلاقات بينهما منذ سنة ونصف السنة من خلال تناولهما الهامبرغر في احد مطاعم واشنطن محاطين بالكاميرات. لكن في نهاية المطاف لم تبد موسكو اي غضب او تأثر بعد الاعلان عن هذه التوقيفات او انها اخفت على الاقل شعورها بالاهانة فيما لم تسحب واشنطن على ما يبدو ثقتها في الرئيس الروسي.
ولفت فياتشسلاف نيكونوف رئيس مركز الابحاث بوليتيكا كما نقلت عنه وكالة الانباء انترفاكس الى ان "القرار المتسارع وغير المتوقع (لتنظيم تبادل الجواسيس) يشهد قبل اي شيء آخر على ان المعسكرين لا يريدان افساد علاقاتهما بسبب فضيحة تجسس". ورأى ايضا ان واشنطن افرجت عن الجواسيس لانهم "لم يتسببوا بضرر كبير للمصالح الوطنية" الأمريكية. كما انها توصلت علاوة على ذلك الى "اخراج اشخاص قدموا لها خدمات من السجون الروسية".
وشاطرته الرأي هيذر كونلي من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن معتبرة ان البلدين ارادا "نهاية سريعة لمرحلة مربكة".
واشارت الى انه من الناحية الاستخباراتية "لم يكن الامر بالغ الخطورة ولا يمكن حله سوى بشكل يرضي الجميع"، على ما قالت الباحثة. وفي مؤشر على ان الزمن تبدل، ستصبح عملية تبادل الجواسيس التي كانت ترمز الى توترات الحرب الباردة، مثالا للعلاقات الروسية الأمريكية الطيبة حاليا.
وقد عبر سيرغي ماركوف المحلل السياسي والنائب من حزب روسيا الموحدة الحاكم ايضا عن امله في استمرار التحسن في العلاقات. ورأى انه بتفادي التصعيد الدبلوماسي "ابدى اوباما رغبة" في التقارب مع روسيا، في الوقت الذي يرى فيه عدد من المحللين الروس ان الفضيحة كشفت من قبل خصوم الرئيس الأمريكي لنسف سياسته تجاه موسكو.
ويؤمن ماركوف بصداقة روسية أمريكية حتى وان استمر البلدان في مراقبة بعضهما عن كثب.
وقال مازحا "نحن مرتبطون بصداقة لكننا نتجسس على بعضنا البعض". واضاف ان روسيا "كالزوجة التي تدقق في الرسائل النصية اس ام اس التي يتلقاها زوجها".
الى ذلك حرصت الدبلوماسية الروسية ايضا على حسن سير عملية التبادل. وما جعل هذا الامر ممكنا هو جو التفاهم الجيد الذي يسود في الوقت الراهن العلاقات بين موسكو وواشنطن. واعتبرت وزارة الخارجية "ان هذا الاتفاق يوحي بأن سياسة (تحسين العلاقات) التي ينتهجها قادة روسيا والولايات المتحدة ستتواصل وان محاولات ابعاد الطرفين عن هذا الطريق ستفشل".
واعادة اطلاق العلاقات الروسية الأمريكية هي من الاولويات الدبلوماسية الكبرى لدى موسكو وواشنطن بعد التوترات الخطيرة التي برزت ابان رئاسة جورج بوش.
وحتى الآن فان الرمز الرئيسي لهذا التقارب هو توقيع مدفيديف واوباما في نيسان/ ابريل على اتفاقية ستارت جديدة حول خفض الترسانة النووية الاستراتيجية لدى البلدين. ويرى ارييل كوهن الباحث في مؤسسة هيريتج المحافظة ان الرغبة في عدم اعاقة المصادقة على ستارت هي التي تفسر في الواقع خطوة الادارة الأمريكية في انهاء قضية التجسس هذه بهذه السرعة.
لكنها في نظره "اشارة سيئة" للارسال في الوقت الذي "ما زال الروس يستهدفوننا بالتجسس وبأسلحتهم النووية".
مواقع النشر