مكة المكرمة - واس : أفتتح معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس اليوم ورشة عمل نظم المعلومات الجغرافية التاريخية التي نظمتها جامعة أم القرى بالتعاون مع جامعة هارفارد بحضور وكلاء الجامعة وعمداء الكليات والمعاهد ومديري المراكز البحثية بالجامعة.



وبدئ الحفل الخطابي الذي أعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم, ثم ألقى وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور نبيل بن عبدالقادر كوشك كلمة رحب فيها بالحضور, معرباً عن شكره وتقديره لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري على رعايته لهذه الورشة, كما عبر عن شكره لمعالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس على دعمه المتواصل لمركز الابتكار التقني وقال : إن فوز جامعة أم القرى بدعم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية البالغ 100 مليون لإنشاء مركز الابتكار التقني لأنظمة المعلومات الجغرافية من بين 80 مشروعاً مقدماً من الجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية يعد إنجازاً لهذه الجامعة للإسهام بدورها من خلال هذا المركز والذي يهدف لتطوير الابتكارات التقنية والبحثية لخدمة القطاعين العام والخاص وقطاع الحج والعمرة ممثلا في إدارتي النقل والحشود, مشيراً إلى أن المركز يهدف إلى تطوير التقنيات الجديدة وتحويلها إلى منتجات وابتكارات تخدم قطاعات التقنية في المملكة عموما عبر البحث العلمي والتقني إلى جانب المساهمة في العملية التطويرية والابتكارية لنظم المعلومات الجغرافية التاريخية بشتى مجالاتها المتعددة.

ثم ألقى معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة استهلها بإعلانه افتتاح أعمال الورشة ، وأشاد بحرص ولاة الأمر في هذه البلاد - وفقهم الله - لخدمة مؤسسات التعليم بشقيه العام والعالي للإسهام في نماء هذا الوطن, مشيداً بدعم معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري .



وأكد معاليه أن عِلم الجغرافيا الذي كانَ الكثير يظنهُ محصوراً في معرفةِ الدُّولِ وحُدودِها وتضاريسِها ومُناخِها ونشاطِها الاقتصاديِّ باتَ اليومَ مُرْتَكَزاً أساسياً تتقاطعُ معهُ الكثيرُ من العلومِ وغَزَتْ تطبيقاته العديد من مجالاتِ الحياةِ مستشهداً في ذلك بقيام عالم الطب جون سنو عام 1854 م برسمٍ خارطةٍ جُغرافيةٍ لانتشارِ وباءِ الكوليرا مما أسهمَ في محاصرتِهِ والقضاءِ عليهِ، مبيناً دور وواجب المؤسسات العلمية الجادة في العناية بهذا العلم الجليلَ الذي تغَلْغَلَتْ تطبيقاتُهُ في حياتِنا.

وأفاد معاليه أن جامعة أم القرى أسَّسَتْ وِحْدَة نُظُمِ المعلوماتِ الجغرافيةِ والاستشعارِ عن بُعْد، ومركزَ الابتكار التِّقَنيَّ لأنظمةِ المعلوماتِ الجغرافيةِ، التي تسهم في توظيفِ المعارفِ الجُغرافيةِ لخدمةِ مكةَ المكرمةِ وضيوفِها وخدمةِ الوطنِ، بل وخدمةِ الإنسانيةِ بشكلٍ عامّ, مؤكداً أنَّ هذا الفرعَ العلميَّ الجُغرافيَّ الذي يُعنى بالدَّمْجِ بين الزَّمانِ والمكانِ لاستخلاصِ المعرفةِ التي تُفيدُ مستقبلَ الإنسانِ هو من أحدثِ فروعِ نُظُمِ المعلوماتِ الجغرافيةِ، ويسرُّ جامعةَ أمِّ القرى أن تكونَ من السابقينَ في خوضِ غِمارِهِ والبحثِ عن كيفيَّةِ توظيفِهِ في خدمةِ مكةَ المكرمةِ أطهرِ البقاعِ وأشرفِها .

وأوضح أن انعقاد هذهِ الورشةُ العلمية المباركةُ التي تنظمها جامعة أم القرى بالتعاونِ مع مركز التحليل الجغرافي بجامعة هارفارد الأمريكية تهدفُ إلى بحثِ أُسُسِ نظامِ المعلوماتِ الجغرافيِّ التاريخيِّ، ومعرفةِ أفضلِ الممارساتِ والتَّجارِبِ العالميةِ لنُظُمِ المعلوماتِ الجغرافيةِ التاريخيةِ، إلى جانبِ حَلْقَةِ نقاشٍ حولَ الفرصِ والتحدياتِ والحلولِ في بناءِ نظامِ المعلوماتِ الجغرافيِّ التاريخيِّ لمكةَ المكرمةِ من خلالِ عَرْضِ الخرائطِ التاريخيةِ والصورِ الجويةِ، وصورِ الأقمار الصناعيةِ، وتصميمِ قواعدِ بياناتِ نُظُمِ المعلوماتِ الجغرافيةِ، وتمثيلِ الزَّمَنِ في نُظُمِ المعلوماتِ الجغرافيةِ بالمواقعِ، ووَضْع نماذجَ للأشياءِ والأحداثِ التاريخيةِ المرتبطةِ بالزمانِ والمكان, معرباً عن شكره وتقديره للقائمين على مركزِ الابتكارِ التقنيِّ لأنظمةِ المعلوماتِ الجغرافيةِ بالجامعة وكلِّ من أسهمَ في نجاحِ هذا الملتقى العلميِّ.



ثم كرم معاليه أعضاء مركز الابتكار التقني لأنظمة المعلومات الجغرافية والمشاركين في ورشة العمل.

بعدها انطلقت فعاليات الورشة حيث عقدت الجلسة الأولى برئاسة الدكتور رمزي الزهراني ومشاركة أستاذ الحضارات بجامعة هارفارد الدكتور بيتر بول ومديرة خدمات البحوث في نظم المعلومات الجغرافية بمركز التحليل الجغرافي بجامعة هارفارد الدكتورة ويه وندي قوان نوقش خلالها موضوعات نظم المعلومات الجغرافية ودورها في التاريخ ونظرة عامة على مشاريع ومصادر نظم المعلومات الجغرافية التاريخية ومشاريع نظم المعلومات الجغرافية التاريخية في جامعة هارفارد.

فيما تناولت الجلسة الثانية التي ترأسها رئيس قسم الجغرافيا الدكتور خالد الغامدي وشارك فيها كبير الباحثين لنظم المعلومات الجغرافية بجامعة هارفارد الدكتور بن لويس مشاريع ومصادر نظم المعلومات الجغرافية التاريخية في المدن التاريخية بالإضافة إلى التحديات الفنية والحلول في نظام المعلومات الجغرافية التاريخية في المدن التاريخية وكذلك إدارة مشاريع نظم المعلومات الجغرافية التاريخية وناقشت الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور معراج نواب مراز مشروع خريطة العالم، بالإضافة إلى حلقة نقاش بعنوان الفرص والتحديات لبناء نظم معلومات جغرافية تاريخية لمكة المكرمة .