بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
قبل التداول وأزمة دبي...
راشد محمد الفوزان
لازال يصر كثير من الكتاب "غير" المتخصصين بالشأن الاقتصادي أن أزمة دبي سترد على من انتقد دبي, وأنها سترد علينا بقوة قريبا وأنها ستتعافى إلى آخر ما يكتبون, وأعيد التأكيد على أمنيتي الشخصية العالية بعودة دبي أكثر قوة وتماسكاًَ، وأننا لا نريد الخسارة لكل مجتهد ومن يبني لا من يهدم, لست بحالة تنافس مع أحد لا بدبي ولا وهنا, وحين كتبت التحليل الخاص بدبي, ورأيت بعض ما وصلني من إيميلات وهم أصدقاء من هنا وهناك بدبي, يؤكدن على التعافي وسيأتي وقريبا وأنها أزمة "مضمونة" الحلول, وحين تقول لهم إذا لنتحدث بتفاصيل وتدقيق وأرقام ومعلومات لا تجدهم يملكون شيئاً أبدا, وبعض لا شأن له بالشأن الاقتصادي ولا يعني أن كل تحليل يكتب أنه صحيح مائة بالمائة فهو "تحليل" استنتاجي يستند لأرقام ومبررات فهل هناك ما ينقضه؟ سأرحب به لأنه سيزيدني معرفة وعلما وليس هنا حالة صراع ومؤمرات وغيرة كما نردد نحن بوطننا العربي, فكل شيء يحول إلى مؤامرة وأن هناك أهدافاً مغرضة؟ من يخرج بهذا الاستنتاج هو يريد الخروج من الفشل والاعتراف بالخطأ, لأن ثقافتنا للأسف لا تحاسب الإخفاق والنفس ولا نقبل أن نقول أخطأنا وهذا مشكلة أزلية لدينا ببيئتنا أننا لا نواجه إخفاقنا, وهذا يحتاج بناء من الأساس, في اليابان ينتحر من يفشل أو يخرج للعلن ويستقيل من كل مناصبه لدرجة البكاء, ونحن لا نطالب بأن ينتحر أحد فالله سبحانه يحرم قتل النفس التي حرم الله, ولكن نريد محاسبة نفس ومواجهة الإخفاق الذي ندير به عملنا، دبي أثق أنها بنت دولة حديثة وعملت ما عملت ولكن دورنا ننتقد الخلل ولا أجيد ممارسة المماحكة والثناء المسرف لأنه هذا هو عملة فنحن نحفز ونشجع ولا نسرف ولا نبالغ كما يفعل الكثير.
أزمة دبي الآن ستلقي بظلالها على بنوكنا المحلية خصوصا, لأنها أدوات تمويل سواء بقروض أو شراء سندات وصحكوك, والآن "مصرفيون" يصرحون أن انكشاف البنوك السعودية لا يصل إلى 2.5% من قيمة سندات دبي المتعثرة, من إجمالي 5 مليارات دولار, ولعل الآن الأرقام تفسر لماذا البنوك السعودية تزيد من مخصصاتها منذ سنة ووصلت إلى ما يقارب 6 مليارات ريال, وكنا نتساءل لماذا المخصصات العالية ولا شيء يعلن عن أي تعثر للبنوك السعودية, الآن ظهر 2.5%, فهل هذا كل شيء من التعرض والمخاطر لبنوكنا المحلية؟ أشك في ذلك, وسأستمر في شكوكي لأن المعلومة للأسف لا تأتي لنا إلا حين يحدث مشكلة في الخارج تبدأ بنوكنا بكشف مالديها, كما حدث بقصة الصانع والقصيبي فلولا كشفها من الخارج لما ظهر شيء, الآن عجز دبي يكشف تعرض البنوك السعودية, فما الجديد الذي سيأتي من مشكلات في الخارج؟ لأننا في الداخل لا نعرف ما يحدث لأنه ببساطة لا بيانات ولا معلومات, تطمينات ذكرتني بأمطار جدة كلها تحت السيطرة، وأمطار خفيفة، والأرصاد الجوية آخر من يعلم وفي النهاية 105 وفيات حتى اللحظة, ولا أفهم سر هذه "السرية" التي ضررها شديد وعواقبها وخيمة, فهل يجب أن تحدث مشكلات في الخارج سواء ما ذكرنا أو ما سيأتي لكي تصرح بنوكنا, ماذا سيكون وضعنا في حالة التعتيم الذي أصبح المستثمر معها لا يثق بشيء أو يقتنع بما يعلن, أصب كل هذه الضبابية والتعتيم لدى بنكنا المركزي ولدى معالي الدكتور العصري محمد الجاسر الذي أثق أنه سيعمل على شفافية أكبر ووضوح أكبر, لأننا لا نستحق أن يحدث هذا لوطننا ولا مواطنينا بممارسة سرية غير مبررة تضعنا نبحث عن معلومات من الخارج وهي بيننا أقرب.
مواقع النشر