ينتظر بإذن الله تعالى أن تشهد أجزاء من شبه الجزيرة العربية خلال فصل الخريف الذي يبدأ في 23 أيلول (سبتمبر) الحالي أمطارا فوق المعدل خاصةً ناحية أجزاء من منطقة الرياض ومنطقة مكة المكرمة بحسب إشارة وكالة الأرصاد اليابانية بينما يكون حول وأقل من المعدل في باقي المناطق، كما تشير الخريطة المرفقة لأيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) 2011.
579204_177549.jpg
من جانب آخر تستنزف سنوياً الكوارث الناجمة عن تطرف المناخ والطقس مليارات الدولارات في معظم دول العالم وتشكل عبئا اقتصاديا غير محسوب لأسباب منها عدم التركيز والاهتمام في مجال أبحاث المُناخ والمتورولجيا وضعف إمكانات بعض الدول وعدم تطور هذا العلم بالشكل المرضي عند البعض، حيث نرى العالم يفاجأ في كل حين ومن هذه الكوارث ظاهرة الجفاف. ولذلك جاءت أهمية دراسة المناخ للتنبؤ بالطقس من أجل التخفيف من هذه المعضلة التي تُشكل هاجسا مخيفا في معظم دول الأرض ولنا في قصة يوسف (عليه السلام) عبرة حيث إن تنبؤه بالطقس في زمن عزيز مصر جعله يتحول من سجين منسي إلى وزير اقتصاد ومال، وجّنب شعب مصر في تلك الفترة المجاعة المهلكة إلا أنه لايزال هناك في وقتنا الحاضر من يعاني آثار مسلسل الجفاف والمجاعات رغم تقدم العلم المعاصر في مجال التنبؤ بهذه الظاهرة والظواهر المناخية الأخرى فعلى سبيل المثال أثبتت الدراسات والأبحاث أن دول القرن الإفريقي تتأثر بشكل سلبي قاتل أثناء سيطرة ظاهرة (لانينيا) الباردة، التي تسيطر على أضخم محيطات العالم وتتسبب في تغير نظام المناخ بشكل سلبي خاصةً في دول القرن الإفريقي حسب شدة ومكث هذه الظاهرة فتؤدي إلى الجفاف الذي يتسبب في المجاعات فترة من الزمن. لكنها في أسوأ الأحوال لا تستمر أكثر من عامين ثم تعقبها سنوات اعتدال ثم تعقبها ظاهرة عكس الظاهرة السابقة وهي ظاهرة النينيو التي تستفيد منها بقوة هذه الدول حيث تكثر الأمطار ويعم الخصب، وفترات التناوب هي بين 2-7 سنوات ينتقل فيها النظام المناخي بين السلب والاعتدال والإيجاب وهناك مراصد عالمية مهتمة بمتابعة هذه الظواهر وتنشر توقعاتها على شبكة الإنترنت وهي متاحة للجمهور ونسبة تحقق التوقعات معقولة فلماذا لا يتم الاستفادة منها في التخطيط الاقتصادي لتلك الدول؟
579204_177548.jpg
خالد العوض - الإقتصادية - الرياض
مواقع النشر