الكويت - أحمد حجاجي (رويترز) - قالت وزارة الصحة الكويتية وشهود إن انتحاريا فجر نفسه داخل مسجد للشيعة في مدينة الكويت خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن مقتل 27 شخصا في أول هجوم انتحاري على مسجد للشيعة في الدول الخليجية.
وأعلن تنظيم داعش في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي مسؤوليته عن الهجوم الذي قالت وزارة الداخلية إنه أسفر أيضا عن إصابة 227 شخصا في حي الصوابر بالمنطقة الشرقية من العاصمة الكويت.
وقال خليل الصالح عضو مجلس الأمة الكويتي الذي كان داخل المسجد وقت الانفجار إن المصلين كانوا ساجدين في الصلاة عندما دخل انتحاري مسجد الإمام الصادق وفجر نفسه فدمر الجدران والسقف.
وأضاف لرويترز عبر الهاتف أنه يتضح من جثة الانتحاري أنه كان شابا في العشرينيات من العمر على ما يبدو وأنه دخل المسجد أثناء سجود المصلين.
وتابع أن الانفجار كان كبيرا للغاية ودمر السقف. وقال إن أكثر من ألفين من أتباع الطائفة الجعفرية الشيعية كانوا يصلون في المسجد.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن إمام المسجد قوله إن الهجوم استهدف المصلين في الجزء الخلفي من المسجد قرب نهاية صلاة الجمعة.
وهذا أول هجوم انتحاري على مسجد للشيعة في الكويت وأسوأ هجوم مسلح في البلاد منذ سنوات عديدة.
وطوقت قوات الأمن محيط المسجد وبدأ رجال الإنقاذ في نقل المصابين إلى المستشفيات.
وأعلن تنظيم داعش اسم الانتحاري وقال في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي "في عملية نوعية يسر الله أسبابها لجنود الخلافة في ولاية نجد انطلق أحد فرسان أهل السنة وهو الأخ أبو سليمان الموحد ملتحفا حزام العز الناسف مستهدفا وكرا خبيثا للرافضة المشركين في حي الصابري بالكويت."
وحث التنظيم المتشدد أتباعه على تصعيد الهجمات في رمضان على المسيحيين والشيعة والسنة الذين يقاتلون مع تحالف تقوده الولايات المتحدة ويقصف التنظيم.
وفي تونس قال المتحدث باسم وزارة الداخلية يوم الجمعة إن 37 شخصا على الاقل قتلوا من بينهم سياح غربيون في هجوم مسلح استهدف فندقا بمنتجع سوسة السياحي المطل على البحر المتوسط.
*
التبرع بالدم
وقالت وزارة الصحة إن بنك الدم الكويتي فتح مراكز إضافية للتبرع بالدم وحثت المواطنين الذين ليسوا في حاجة إلى العلاج الطبي العاجل على تجنب الذهاب إلى وحدات الطوارئ بالمستشفيات.
وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع اخبارية كويتية رجالا يرتدون الملابس التقليدية وهي ملطخة بالدماء خارج المسجد. وأظهرت صورة أخرى جثث الضحايا ملفوفة في أكياس بيضاء.
وأعلنت الكويت السبت يوم حداد.
وقال الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي زار المسجد بعد الهجوم إن التفجير انتهك حرمة شهر رمضان المبارك وكذلك الشريعة الإسلامية التي تحرم سفك دماء الأبرياء.
وأضاف "وحدتنا الوطنية هي السياج المنيع لحفظ أمن الوطن". ومضى يقول "إن ما يتحلى به ... المواطنون الكرام من روح وطنية سامية ومشهودة وبما عرف عنهم من محبة وتفاني لوطنهم وولاء له والتفاف حول قيادتهم سيصد بعون الله تعالى ويفشل اهداف منفذي هذا العمل الشنيع والجبان ويعزز التكاتف والتلاحم والتمسك بروح الأسرة الكويتية الواحدة بما عرف عنها من محبة وتألف وتأزر."
وأدان رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح الذي زار الجرحى في المستشفى الأميري الهجوم وقال إنه محاولة لاستهداف الوحدة الوطنية للكويت.
وأضاف لرويترز أثناء خروجه من المستشفى "هذا الحادث يستهدف جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية ونحن أقوى بكثير من هذا التصرف السيء ووعي المواطن فوق كل شيء وهو الذي سيخذلهم."
واستهدفت داعش في الآونة الأخيرة مساجد للشيعة في السعودية ونفذت هجمات أيضا ضد افراد الطائفة الزيدية في اليمن.
وأقرت الكويت في الآونة الأخيرة تشريعا يسمح بوضع كاميرات الأمن في الأماكن العامة.
وقال عضو البرلمان الكويتي صالح عاشور لرويترز إن حادث مسجد الصادق في الكويت لم يكن يستهدف الشيعة في الكويت ولا الكويت وحدها وإنما يستهدف الأمة كلها.
وأضاف "الهدف هو تغليب ثقافة الغاب والارهاب والتكفير على الثقافة الإسلامية والتعددية الدينية... نحن أمام تحد كبير شعوبا وحكومات المقصود هو إحداث فوضي خلاقة في المنطقة."
وقال وزير العدل والاوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع إنه على الرغم من الهجوم ستبقى الكويت واحة للأمن لجميع اطياف وطوائف المجتمع الكويتي وإن الحكومة تتخذ كثيرا من الإجراءات لحماية المصلين والمساجد.
مواقع النشر