العرب : افتتحت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، مساء أمس معرضي «ألف اختراع واختراع» و«جذور عربية» بمتحف الفن الإسلامي والموسوم بـ«استكشف الماضي واستلهم المستقبل».
يبرزان المنجزات العلمية للحضارة العربية الإسلامية
حضر حفل الافتتاح السيد منصور الخاطر، الرئيس التنفيذي لهيئة متاحف قطر، وعدد من السفراء المعتمدين بدولة قطر والضيوف من داخل الدولة وخارجها. وجاء حفل الافتتاح بهيجا سواء بفرقته الموسيقية التي أتحفت الحضور بمعزوفات بآلاتها الوترية العربية من عود وكمان، أو مجموعة من الفتيان والفتيات يجوبون فضاء بهو متحف الفن الإسلامي بملابسهم التي تم استيحاؤها من القرون الماضية.
وجاء المعرضان برعاية هيئة متاحف قطر ومتحف الفن الإسلامي، بالتعاون مع مؤسسة ألف اختراع واختراع وشركة «قطر شل»، ويفتتحان أبوابهما أمام الجمهور انطلاقا من اليوم، حيث سيستمر معرض «ألف اختراع واختراع» لغاية 12 نوفمبر، في خيمة كبيرة محاذية لقاعة الرواق، فيما سيستمر معرض جذور عربية حتى يوم 19 يناير 2013، داخل متحف الفن الإسلامي.
يشار أنه تم صباح أمس عقد مؤتمر صحافي من أجل إلقاء الضوء على المعرضين.
وأعربت السيدة عائشة الخاطر، مديرة متحف الفن الإسلامي خلال المؤتمر، عن سعادتها بالمعرضين، قائلة: «إننا ندين بتراثنا العلمي الغني للثقافات والحضارات في جميع أنحاء العالم، ومع هذين المعرضين سوف نعيد اكتشاف بعض من جذور الحضارة الحديثة، ومن خلال إعادة إحياء هذا الموضوع وإلقاء الضوء على المفكرين القدامى والمعاصرين، فإننا نأمل تحفيز العقول الشابة وتشجيع الاحترام الذي تستحقه جميع الثقافات».
وفي جوابها على سؤال لـ «العرب» بخصوص الحملة التعريفية التي تم القيام بها في بعض المدارس داخل الدولة للمعرضين، وما إذا كان سيتم نهج نفس الأسلوب في الأحداث والمعارض المقبلة، قالت السيدة عائشة الخاطر: إنه تمت مراسلة كل المدارس والجهات التعليمية، وإن سعادة الشيخة المياسة كتبت الرسالة بنفسها، مشددة على الهدف من المعرضين وهو تحفيز هذا الجيل على العطاء، متمنية زيارة عدد أكبر من المدارس، معربة في الآن ذاته عن أملها في أن يتم انتهاج نفس الأسلوب في المستقبل.
فيما صرح سعادة الشيخ ثاني بن ثامر آل ثاني، نائب المدير العام لشركة قطر شل، بقوله: «أشعر كقطري بفخر واعتزاز كبيرين لكوني جزءا من هذه المبادرة، فإقامة هذين المعرضين اللذين ذاع صيتهما عالميا في قطر من شأنه أن يدفع الشباب القطري للاستلهام من تراثه العلمي الثري والمتنوع، والذي أضاء العالم في العصر الذهبي من الحضارة الإسلامية». مشددا على أن التراث العلمي الذي يحييه هذان المعرضان جزء لا يتجزأ من برنامج شل للاستثمار الاجتماعي الشامل في قطر، ومن دعم شركة شل للركن الاجتماعي في رؤية قطر الوطنية 2030.
وتحدثت ريم تركماني، أمينة معرض جذور عربية بإسهاب عن معرض جذور عربية، وقالت بهذا الخصوص: «إن أهم درس تعلمته من معرض جذور عربية هو عبثية مفهوم «صدام الحضارات»، فعندما تتعلم الثقافات من بعضها البعض، فلن تحتقر بعضها البعض في الغالب، أعتقد الآن أن فهم التراث العلمي الدولي أمر ضروري لتقدم العلوم».
وأوضحت ريم التي أخذت الصحافيين في جولة بالمعرض أن اللوحة الأولى المعلقة في المدخل، تلخص المعرض بأكمله، ليختتم الزائر جولته بشجرة الأرز الباسقة القادمة من حلب، وتم استنباتها في بريطانيا قبل ثلاثمائة عام، في دلالة على ظلال العلم والمعرفة العربية الوارفة التي يشع سناها على الغرب، ومن خلاله على العالم أجمع.
يأخذ معرض «ألف اختراع واختراع» زواره في رحلة عبر إبداعات علماء العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، بينما يبرز معرض «جذور عربية» تأثير هذه العلوم على الثورة العلمية في أوروبا وعلى أنماط الحياة فيها في القرن السابع عشر، من خلال عرض العديد من القطع الفنية الفريدة والمخطوطات القيمة.
يحتفي معرض «ألف اختراع واختراع» بالاختراعات والابتكارات من الحضارة الإسلامية، والتي لا يزال تأثيرها على التكنولوجيا والعلوم ملموساً ليومنا هذا، ويبين العديد من الأمثلة عن ذلك.
وصلت فكرة «ألف اختراع واختراع» إلى أكثر من 50 مليون شخص حول العالم، ويقام المعرض حاليا في الدوحة تحت نفس الاسم، ويلقي الضوء على هذه الاكتشافات وغيرها من المنجزات العلمية التي تحققت في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، ومنها أول جامعة حديثة والتي أسستها فاطمة الفهرية في مدينة فاس المغربية، والآلات الرائعة لقياس الوقت، والأدوات الجراحية، فضلا عن الأجهزة الميكانيكية.
يبين معرض «ألف اختراع واختراع» تأثير العصر الذهبي للحضارة الإسلامية على فكر النهضة الأوروبية، غير أن ما هو معروف من تأثير الشرق في ما شهدته أوروبا من تطورات في القرن السابع عشر هو أقل بكثير، وهذا ما يعرضه جذور عربية.
ففي ذلك الوقت كان الباحثون في أوروبا يرفضون طرائق أسلافهم، وروجوا لفلسفة جديدة تعتمد على البرهان الرياضي والتجربة بدلاً من الاكتفاء بالنظرية والمنطق فقط، وقد انطلقت الثورة العلمية من هذه المقاربة الناجحة، والتي كان من روادها ديكارت وبويل ونيوتن وهالي.
في هذه الحقبة المستنيرة كانت أوروبا تتميز بتقدم فكري واضح على الشرق، وكان نتاج العالم الإسلامي في العلوم الأصيلة يتضاءل شيئاً فشيئاً، وبدا معقولاً افتراض أن «الفلاسفة الأوروبيين الجدد» سيرفضون المعارف القديمة، غير أن هذا كان بعيداً عن الدقة، إذ تثبت الدلائل أن علماء القرن السابع عشر والثورة العلمية قدّروا ما توفر لديهم من أفكار العصور السابقة والمناطق الأخرى، وبنوا عليها واعترفوا بفضل روادها وافتخروا بهم، بل وزينوا كتبهم برسوماتهم.
يذكر أن معرض جذور عربية قد افتتح بحضور صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في نسخته الأولى العام الماضي بالجمعية الملكية في لندن.
كما أن نسخة الدوحة من المعرض قد أعدت خصيصا بما يتناسب مع الجمهور القطري من خلال التعاون بين مؤسسة «ألف اختراع واختراع» ومتحف الفن الإسلامي، ومن المتوقع أن يكون محطة انطلاق لمعرض متحف الفن الإسلامي الدولي الجوال.
روابط ،،، إضغط على الصور
مواقع النشر