القاهرة (ا ف ب) : قتل 42 شخصا فجر الاثنين خلال تفريق تجمع مؤيد للرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي امام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة فيما دعت جماعة الاخوان المسلمين الشعب المصري الى "الانتفاضة" ضد من يريدون "سرقة ثورته".
وتوالت ردود الفعل المنددة بسقوط الضحايا فيما دعا منسق جبهة الانقاذ الوطني المصرية محمد البرادعي احد ابرز قادة الحركة الاحتجاجية على الاخوان المسلمين، الى تحقيق "فوري ومستقل وشفاف".
واعلن مسؤول طبي ان 42 شخصا على الاقل قتلوا الاثنين في اطلاق نار على مؤيدي مرسي امام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة.
وقال نائب رئيس اجهزة الطوارىء احمد الانصاري لوكالة فرانس برس ان "الحصيلة بلغت 42 قتيلا و322 جريحا".
وكانت جماعة الاخوان المسلمين اعلنت سابقا ان 40 من مؤيديها قتلوا حين اطلقت الشرطة وقوات الامن النار عليهم اثناء تاديتهم الصلاة فجرا.
واعلن حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في بيان "استيقظ الشعب المصري والعالم اليوم الإثنين 8 يوليو 2013 على أصوات طلقات الرصاص الحي ضد آلاف المعتصمين السلميين أمام نادي الحرس_الجمهوري وهم يؤدون صلاة الفجر في مذبحة بشعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى" .
واضاف "بلغ عدد الشهداء جراء هذه المذبحة التي ارتكبتها قوات من الجيش المصري والشرطة المصرية حتى كتابة هذا البيان ما يقرب من 40 شهيدا وهم في تزايد نتيجة لخطورة الإصابات ومئات المصابين معظمهم في حالات حرجة".
وتابع "لم تستطع سيارات الإسعاف المتواجدة بالميدان وحدها نقل الشهداء والمصابين وقام الأهالي والمعتصمون بنقلهم إلى المستشفى الميداني للاعتصام بسياراتهم الخاصة ودراجاتهم البخارية".
ودعت جماعة الاخوان المسلمين الشعب المصري الى "الانتفاضة" ضد من يريد "سرقة ثورته" مطالبة بتدخل دولي.
وجاء في بيان "حزب العدالة والحرية" ان الحزب "يدعو الشعب المصري العظيم الى الانتفاضة ضد من يريدون سرقة ثورتهم بالدبابات والمجنزرات ولو على جثث الشعب".
كما دعا الحزب "المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية وكل أحرار العالم الى التدخل لوقف المزيد من المجازر وإسقاط الغطاء عن ذلك الحكم العسكري كي لا تكون هناك سوريا جديدة في العالم العربي".
قتل 42 شخصا فجر الاثنين خلال تفريق تجمع مؤيد للرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي امام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة فيما دعت جماعة الاخوان المسلمين الشعب المصري الى "الانتفاضة" ضد من يريدون "سرقة ثورته".
واضاف البيان "إن المجزرة البشرية التي ارتكبها هؤلاء المجرمون ضد المعتصمين السلميين الرافضين للانقلاب العسكري والمطالبين بعودة الرئيس المنتخب محمد مرسي إلى منصبه لم يشهدها تاريخ الجيش المصري من قبل ولعل هناك عقلاء داخل المؤسسة العسكرية يمنعون استمرار تلك الأوضاع الانقلابية الشاذة والغربية على الجيش المصري".
من جهته اتهم الجيش المصري الاثنين "مجموعة ارهابية مسلحة" حاولت اقتحام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة بالوقوف وراء ذلك، مما ادى الى مقتل ضابط واصابة عدد من المجندين بجروح، بحسب بيان نشره موقع صحيفة الاهرام الرسمية.
واضاف البيان ان "مجموعة إرهابية مسلحة قامت فجر الاثنين بمحاولة اقتحام دار الحرس الجمهوري بشارع صلاح سالم والاعتداء علي قوات الامن من القوات المسلحة والشرطة المدنية، مما ادى الى استشهاد ضابط واصابة عدد من المجندين، منهم 6 حالتهم خطيرة، تم نقلهم الى المستشفيات العسكرية".
وتابع البيان أن "القوات ألقت القبض على 200 فرد، وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف، وتم فتح طريق صلاح سالم وجاري القبض علي باقي الأفراد، وستباشر جهات التحقيق القضائية الإجراءات القانونية تجاه الأفراد الذين تم القبض عليهم".
واهابت القوات المسلحة في بيانها بالمواطنين عدم التعرض للوحدات العسكرية والمنشآت والاهداف الحيوية.
من جهته اعلن مسؤول امني كبير لوكالة فرانس برس ان مقر جماعة الاخوان المسلمين اغلق بقرار من السلطات المصرية بعد العثور على اسلحة الاثنين.
وقال المصدر ان الشرطة عثرت على "سوائل قابلة للاشتعال وسكاكين واسلحة" في مقر حزب الحرية والعدالة.
واثر ذلك ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط نقلا عن مسؤول رفيع في الجيش ان انصارا مسلحين لمرسي "خطفوا" جنديين مصريين بعد اعمال العنف امام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة.
واضاف المصدر ان الجنديين سمير عبد الله علي وعزام حازم علي اقتيدا الى داخل سيارة حيث اجبرا على قراءة بيان مؤيد لمرسي ومعاد للجيش اذيع عبر مكبرات الصوت.
واضافت الوكالة ان احدهما ضرب بعنف وتم تصويره اثناء حديثه.
وفي ردود الفعل، دان محمد البرادعي العنف "ايا كان مصدره"، مطالبا بتحقيق "فوري ومستقل وشفاف" فورا في الاحداث التي اودت بحياة 42 شخصا الاثنين في القاهرة.
وقال البرادعي في تغريدة على تويتر ان "العنف ليس السبيل ايا كان مصدره ويجب ادانته بكل قوة". واضاف "اطالب بتحقيق فوري مستقل وشفاف. مصر الآن في أمس الحاجة أن تتصالح مع نفسه".
من جهتها دانت حركة حماس الاثنين "المجزرة" التي راح ضحيتها عشرات القتلى امام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة. وقال مصدر مسؤول في حماس في بيان ان الحركة "تدين المجزرة التي راح ضحيتها عشرات المدنيين من المصريين المسالمين فجر هذا اليوم وتعبر عن ألمها وحزنها الشديدين على سقوط هؤلاء الضحايا".
وقالت الحركة التي تسيطر على قطاع غزة انها "تدعو إلى حقن دماء الشعب المصري العزيز"، متوجهة "بالتعزية الخالصة لعائلات الضحايا (...) والشفاء العاجل للجرحى والمصابين".
كما دان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاثنين مقتل 42 متظاهرا كانوا يحتجون على عزل الجيش لمرسي.
وقال احمد داود اوغلو في رسالة عبر تويتر "ادين بشدة المذبحة التي وقعت خلال صلاة الفجر باسم القيم الاساسية للانسانية التي ندافع عنها".
سياسيا، اعلن حزب النور السلفي الاثنين الانسحاب من مشاورات تشكيل الحكومة في مصر احتجاجا على "مذبحة" متظاهرين من انصار الرئيس الاسلامي المخلوع امام مقر الحرس الجمهوري.
وصرح المتحدث نادر بكار على تويتر "لقد قررنا الانسحاب فورا من كل المشاورات ردا على المذبحة خارج مقر الحرس الجمهوري".
وحزب النور وهو اكبر تشكيل سياسي سلفي في مصر، كان شريكا في الائتلاف المؤيد لاطاحة مرسي المنبثق من الاخوان المسلمين.
وسبق ان عارض حزب النور منذ السبت تعيين محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية على راس الحكومة، ويبدي تحفظا حول زياد بهاء الدين خبير الاقتصاد من الحزب اليساري.
وكان المتحدث باسم الرئاسة المصرية احمد المسلماني اعلن مساء الاحد انه سيتم على الارجح تعيين الخبير الاقتصادي زياد بهاء الدين رئيسا للوزراء ومنسق جبهة الانقاذ محمد البرادعي نائبا للرئيس المؤقت عدلي منصور.
واكد المسلماني في تصريح لقناة "اون تي في" المصرية الخاصة انه "بنسبة غالبة سيتم تعيين زياد بهاء الدين رئيسا للوزراء والدكتور البرادعي نائبا للرئيس".
وتتواصل المشاورات منذ بعد ظهر السبت حول اختيار رئيس الوزراء الذي سيتولى تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال المسلماني ان الرئيس الموقت "يميل الى ترشيحي بهاء الدين والبرادعي"، مؤكدا ان القرار النهائي بهذا الشأن مرتقب صدوره الاثنين.
مواقع النشر