جدة - محمد العواجي (واس) : يعد مشروع مترو جدة الذي بدأ العمل فيه واحداً من المشروعات التنموية الحضارية التي تشهدها المملكة في قطاع النقل العام، وتحولاً نوعياً في حياة المجتمع بعد أن تمت مؤخراً مراسم توقيع العقد الثالث للتصاميم المعمارية لجميع محطات ومباني المشروع وتصميم القاطرات والحافلات ووسائط النقل البحري من الداخل والخارج والسمة المميزة للمشروع بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة العليا المشرفة على مشروع النقل العام بجدة.
ويأتي العقد الأساسي الثالث من مشروع النقل العام بمحافظ جدة بتكلفة إجمالية بلغت 300 مليون ريال ليمثل واحداً من مشاريع مماثلة في مكة المكرمة والطائف حيث يشتمل مشروع "مترو جدة" احد هذه المنظومة على عمل التصاميم المعمارية وكافة التفاصيل المتعلقة بالجوانب المدنية والميكانيكية والكهربائية لجميع المباني والعمل على تطوير العلامة والسمة التجارية لجميع عناصر المشروع وتطوير مكونات وتفاصيل معلومات الركاب داخل المحطات وإعداد تصاميم مختلفة لكافة العربات المستخدمة في المشروع والتي تشمل: المترو،
الترام، التاكسي البحري، الحافلات المختلفة، بالإضافة إلى تسعة تصاميم مختلفة لمحطات المترو.
وأوضح معالي أمين محافظة جدة الدكتور هاني بن محمد أبو راس، أنه لكون مدينة جدة تشكل ثاني أكبر مدينة في المملكة من ناحية الأهمية وتتميز بالإقبال التجاري والسياحي من جميع أنحاء المملكة وخارجها، فقد طرحت شركة مترو جدة التابعة للأمانة مشروع النقل بشكل يرقى لأفضل الممارسات العالمية في مشاريع المترو وبما يحقق الاستفادة من تجارب النقل العام في كل من الرياض ومكة المكرمة مما يسهم في إيجاد نظام نقل متطور وعصري يخدم مدينة جدة وساكنيها وزوارها وبأداء عالي المستوى تتوافق مع ظروف المدينة وفق الإحصائيات التي بينت أن عدد السكان في جدة سيصل 6.3 مليون بحلول عام 2033م.
وأكد أبو راس أن توقيع المرحلة الثالثة من مشروع النقل العام في جدة شهد حضور مجموعة من كبريات الشركات العالمية المتخصصة فـي مجالات الإنشاء والتصميم والإشراف على مشاريع النقل العام إضافة إلى كبرى شركات تصنيع القاطرات فـي العالم، منوهاً بأن المشروع يتكون من شبكة للمترو وبعدد ثلاثة خطوط كمرحلة أولى، وخط عربات الكورنيش "
الترام" الذي يربط بين شمال أبحر مروراً بالكورنيش الشمالي وبين وسط جدة، وخط النقل البحري "التاكسي البحري" الذي يربط شمال أبحر بالكورنيش الشمالي وشبكة الحافلات السريعة وحافلات التغذية لتغطية وربط جميع أرجاء مدينة جدة، وجسر أبحر المعلق الذي يربط شمال أبحر بجنوبها ويمر من خلاله خط المترو البرتقالي، ومحطة المنطلق متعددة الأنماط والتي يمر خلالها خط المترو الأخضر.
وبين أن مشاريع النقل العام في تنفيذها تمر بمراحل التخطيط والتصميم ومن ثم مراحل طرح العقود والتنفـيذ ثم مراحل التجربة والاختبار حتى مراحل التشغيل والصيانة، مشيرا إلى أنه تم توقيع عقدين أساسيين من عقود مرحلة التخطيط والتصميم لمشروع النقل العام بمحافظة جدة حيث تم توقيع عقد إدارة المشروع مع شركة
إيكوم العربية لمراجعة جميع التصاميم الهندسية والمعمارية، كما تم توقيع عقد التصاميم الهندسية الأولية مع شركة
سيسترا الفرنسية للقيام بإعداد التصاميم الهندسية لجميع عناصر المشروع.
من جانبه أوضح المدير التنفيذي لشركة مترو جدة الدكتور أسامة إبراهيم عبده، أن مشروع النقل العام في جدة سوف ينتهي نهاية عام 2020م، على أن يتم التشغيل النهائي للمشروع بعد إجراء اختبارات السلامة عام 2022م، مضيفاً أن المشروع الذي تبلغ كلفته الإجمالية بمختلف مراحله 45 مليار ريال يستهدف 30% من حجم الحركة المرورية بعد 20 سنة من تشغيله.
وقال عبده: الكل يعلم أن النقل العام في كل دول العالم يجذب نسبة كبيرة من السكان وسوف تكون هناك سياسات داعمة وتشجيعية للنقل العام وكيفية الاستفادة الاقتصادية ومن أهم التحديات التي واجهتنا في المرحلة الأولى لمشروع مترو جدة هي البنية التحتية وسوف يكون لها استشاري متخصص وأيضاً الحركة المرورية وامتلاك الأراضي.
وعد المشروع من أضخم المشروعات الحالية وسوف يكون له تأثير اقتصادي واجتماعي على أنحاء المدينة وأن تصميم وتخطيط شبكة نقل عام متكاملة على مدينة قائمة هو تحدٍ كبير وصعب لاسيما أن هناك مشروعات تحت التنفيذ ولكن بالتخطيط ووجود الاستشاريين العالميين ومعرفة التجارب السابقة للدول الرائدة في النقل العام سوف يساعد ذلك على الانجاز.
وأفاد الدكتور عبده أن شركة مترو جدة ركزت على أن يتم العمل على محطات متكاملة تقوم بجميع خدمات المشروع، بالإضافة إلى حرصها على توحيد الطابع المعماري بما يعبر عن مدينة جدة ويرمز لأهميتها التاريخية والتجارية، كما التزمت الشركة بعقد مسابقة معمارية عالمية ودعوة أفضل المكاتب والشركات المتخصصة في الجانب الهندسي والمعماري، حيث قامت لجنة عالمية وفق معايير رئيسية بتقييم المتقدمين من شركات ومكاتب متخصصة بناء على مدى استدامة التصاميم وسهولة بنائها وتكلفتها والخطة الإدارية والانتهاء منه في الوقت المحدد والجودة وخبرات الشركة وفريق العمل المشارك في مشاريع عمل عالمية مماثلة.
ولفت النظر إلى أنه تم في المشروع مراعاة التنسيق بين مشاريع النقل العام مع باقي المشاريع القائمة والمخطط لها وفق عمل متكامل وطرح الجدول الزمني لبرنامج واستراتيجية التعاقد لتنفيذ مشروع شبكة المترو أمام الاستشاريين وشركات ومقاولي التصاميم والإنشاءات والشركات المتخصصة في تصنيع وتوريد وسائل النقل.
ومن جهته بين المتحدث الرسمي لأمانة محافظة جدة محمد البقمي، أن شركة المترو بدأت في وقت سابق في إجراءات تأهيل المقاولين لمشروع جسر شرم أبحر ودعت الشركات الوطنية المؤهلة وذات الكفاءة والخبرة للتعاقد مع مقاولي الإنشاءات ذوي السجلات الدولية المعتمدة في مجال الهندسة وتصميم وإنشاء الجسور المعلقة، مفيداً أن شركة مترو جدة شركة للنقل العام تملكها شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني والتي تأسست بموجب قرار من مجلس الوزراء لإدارة تنفيذ مشروع النقل العام بمحافظة جدة.
وأكد البقمي مُضي الشركة في أهدافها المتمثلة في التخطيط المتكامل للنقل في محافظة جدة تنفيذ شبكة متكاملة للنقل العام بمحافظة جدة تعزيز مبدأ السلامة والمحافظة على البيئة المحافظة على الاستدامة لمشاريع النقل العام، لافتاً إلى أن المشاريع التي تنفذها الشركة في مقدمتها شبكة المترو وتتكون من الخط الأول "الخط الأزرق" من وسط جدة إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بطول 24 كم ويمر بــ 16 محطة والخط الثاني "الخط البرتقالي" من الجنوب والشرق إلى شمال جدة بطول 67 كيلومترًا ويمر بــ 32 محطة.
وذكر أن الخط الثالث "الخط الأخضر" من شرق إلى غرب جدة بطول 18 كيلومترًا ويمر بــ 12 محطة و"ترام" الكورنيش بطول 38 كيلومترًا ويبدأ من وسط المدينة وحتى شمال أبحر وعدد المحطات 38 محطة وقطار الربط بطول إجمالي 70 كيلومترًا ويربط نهاية خطوط المترو و"
الترام" بالمحاور الرئيسية والطرق السريعة من خلال الطريق الدائري ويشمل خمس محطات رئيسية.
وأضاف أن مشروع مترو جدة ما يميزه هو وجود شبكة الحافلات بأسطول يضم 816 حافلة تقطع مسافة إجمالية بطول يزيد عن 750 كم عبر محطات تبلغ عددها 2950 محطة وشبكة خطوط داخل الأحياء السكنية وشبكة خطوط الربط مع محطات المترو وشبكة الخطوط السريعة في المحاور الرئيسية وجسر أبحر المعلق بطول 2 كيلومتر وعرض 74 مترا.
وأشار إلى أنه سيتم مرور المركبات بخطوط المترو وسط الجسر مضيفاً أن عدد المحطات الخاصة بالحافلات البحرية يبلغ 10 محطات بخط طوله 27 كيلومترًا تربط ما بين وسط وشمال جدة ومحطة النقل العام الرئيسية "المنطلق" التي تتصل مباشرة مع محطة قطار الحرمين وباقي محطات المترو تبلغ المساحة الإنشائية للمباني 85 ألف متر مربع وتتضمن محطة النقل العام عدد من الأنشطة المختلفة.
وأشاد بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة العليا المشرفة على مشروع النقل العام بجدة لهذا المشروع الذي يعتبر أحد روافد التنمية وثمرة لخطط الدولة الطموحة في سبيل توفير جميع الخدمات والتسهيلات التي من شأنها أن تحقق لأبناء هذا الوطن حياة كريمة ومواكبة لما تشهده بقية مدن المملكة من نهضة تنموية شاملة في شتى المجالات.
مواقع النشر