منى (واس) بدأ حجاج بيت الله الحرام بالتوافد صباح اليوم الاثنين الثامن من شهر ذي الحجة 1444هـ إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية تقرباً لله تعالى راجين منه القبول والمغفرة، متبعين ومقتدين بسنة نبيهم محمد
صلى الله عليه وسلم، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، في صورة روحانية وإيمانية.
- 08 ذو الحجة 1444هـ الموافق 26 يونيو 2023م
وأفادت الشريعة السمحة أن قدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى يوم التروية والمبيت فيها في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة سنة مؤكدة.
ويحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكة أو خارجها، حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة (الوقفة الكبرى)، ثم يعودون إليها بعد "النفرة" من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام (10، 11، 12 و13)، ورمي الجمرات الثلاث جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجل، وذلك لقوله تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى).
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي "محسر".
ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم
عليه السلام الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى
صلى الله عليه وسلم هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، وأستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد "الخيف"، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبي
صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله، فعن يزيد بن الأسود قال: "
شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف"، ومازال قائماً حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته وعمارته في عام 1407هـ .
ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى بيعتا العقبة الأولى والثانية، ففي السنة 12 من الهجرة كانت الأولى بمبايعة 12 رجلاً من الأوس والخزرج لرسول الله
صلى الله عليه وسلم، تلتها الثانية في حج العام الـ 13 من الهجرة وبايعه فيها عليه السلام 73 رجلاً وامرأتان من أهل المدينة المنورة في الموقع نفسه، الذي يقع من الشمال الشرقي لجمرة العقبة، حيث بنى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور مسجد البيعة في عام 144هـ، الواقع بأسفل جبل "ثبير" قريباً من شعب بيعة العقبة، إحياء لهذه الذكرى التي عاهد حينها الأنصار رسول الله
صلى الله عليه وسلم بمؤازرته ونصرته وهجرته والمهاجرين إلى لمدينة المنورة .
كما نزلت بها سورة "
المرسلات"، لما رواه البخاري عن عبد الله
رضي الله عنه قال: بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزل عليه (والمرسلات) وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها.
وجاء اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود
حفظه الله بمشعر منى استشعارًا منها للفترة الزمنية التي يقضيها الحجاج في منى، وإيماناً من القيادة الرشيدة
أيدها الله بحجم المتطلبات التي تضمن راحة ضيوف الرحمن خلال فترة أداء مناسكهم.
ووفرت القيادة الرشيدة
رعاها الله الخدمات الأمنية والطبية والتموينية ووسائل النقل للتسهيل على قاصدي بيت الله الحرام حجهم وأداء مناسكهم بروحانية وطمأنينة، مؤكدةً على الجهات الحكومية والخدمية أهمية السعي على تنفيذ كل ما من شأنه إنجاح مهامها في موسم الحج.
تم تصويب (21) خطأ، منها:
(1444 هـ) و(عبدالعزيز) و(الحج ، ويحَدُّه) و(قال : بينما)
إلى (1444هـ) و(عبد العزيز) و(الحج، ويحَدُّه) و(قال: بينما)
نسونة النُسّاخ خير مأمن
رذاذ الماء يتطاير في مشعر منى لتلطيف الحرارة
منى (واس) تُضخ نقاط رذاذ الماء الموزعة في أرجاء مشعر منى وتتطاير تلطيفاً للأجواء، وتخفيفاً للحرارة على جموع الحجاج.
- 08 ذو الحجة 1444هـ الموافق 26 يونيو 2023م
وتسهم هذه الطريقة في تخفيض درجة الحرارة من 5 إلى 7 درجات، إذ تشهد المشاعر المقدسة بحسب المركز الوطني للأرصاد، درجات حرارة تتراوح ما بين 42 و45 درجة مئوية خلال موسم حج هذا العام 1444هـ.
وخصصت وزارة الصحة 217 سريراً لاستقبال حالات ضربات الشمس، منها 166 سريرًا في مستشفيات المشاعر المقدسة، و51 سريراً في مكة المكرمة، إضافة إلى توفير عدد كبير من مراوح الرذاذ بالماء، التي أثبتت فعاليتها في التعامل مع حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس، وزودت جميع المرافق الصحية (المستشفيات والمراكز الصحية) بهذه المراوح.
كما نفذت "الصحة" عددًا من الدورات وبرامج التدريب الميداني للعاملين بهذه المرافق الصحية للتعامل مع حالات ضربات الشمس، وآلية علاجها، وطرق نقلها.
وفي السياق ذاته، كثفت الصحة رسائلها التوعوية والتثقيفية لضيوف الرحمن، والتي تتضمن طرق الوقاية من الإجهاد الحراري وضربات الشمس، محذرة الحجاج من التعرُّض المباشر لأشعة الشمس الحارة؛ لما لها من آثار سلبية.
تم تصويب أخطاء، منها:
(للأرصاد ، درجات) و(1444 هـ)
إلى (للأرصاد، درجات) و(1444هـ)
مواقع النشر