جيزان - واس : حظيت مدينة جيزان، العاصمة الإدارية لمنطقة جازان باهتمام الكثير من الباحثين منذ التاريخ القديم للمدينة، التي مثلت مركزا حضاريا على امتداد الحقب الزمنية المتعاقبة على المنطقة.
وأثرى الباحثون المكتبة العربية بكثير من مصادر البحث التي تنوعت بين الكتب التاريخية والجغرافية والإدارية والأدبية والاقتصادية، وغيرها من المؤلفات التي تناولت تاريخ مدينة جيزان قديما.
ولم تستعص جيزان يوما على الباحثين عن تدوين تراثها وحضارتها، ذلك أن تراث وحضارة جيزان انبسطت للباحثين تبعا لإنسان جيزان البسيط الذي أطل ذات زمن من كوخه الطيني، وعشته المخروطية، ليطوع موارد الطبيعة من حوله حياة وحضارة، غدت مع الزمن رمزا لذلك الإنسان.
ويجسد تاريخ مدينة جيزان رمزا لكفاح أبناء المدينة الساحلية التي ارتبطت بالبحر، ارتباطا رسم الحياة بساطة على ملامح الإنسان هناك المنطلق نحو الحياة.
وحين تتشكل ملامح حقبة قديمة من تاريخ مدينة جيزان في صور فوتوغرافية نادرة، لحقيقة تلك الحياة في فترات مختلفة من القرن الماضي، فإن صوراً كهذه جديرة أن تحظى باهتمام بحثي كبير، حيث يلفت النظر في صور نادرة لمدينة جيزان، تنقلها عدسة "واس"، تاريخا قديما للمدينة التي باتت تعيش اليوم نهضة تنموية شاملة في مختلف المجالات.
وبرز من صور جيزان أحد أحياء حارة "
الحافة"، والمشهورة حالياً بحي الشامية، حيث تظهر في الصورة ساحة لبيع "
القصب" وهو أكل المواشي، فيما يظهر في صورة أخرى يعود تاريخها للعام 1355هـ إمتداد لحي المحناط وهو مكان تجميع أكياس الحبوب والذرة.
وتبدو أحد الصور النادرة لمحطة بنزين القوارب وسط البحر منذ العام 1390هـ، حيث تصطف القوارب في انتظار التزود بالوقود، قبل انطلاق إلى رحلات الصيد البحرية، في الوقت الذي قدمت فيه صورة لأزقة الأحياء الشعبية القديمة لمدينة جيزان بساطة وعفوية تلك الأحياء التي كانت تنتصب فيها العشة المخروطية والأكواخ الطينية.
ومن بين الصور النادرة لمدينة جيزان تبدو صورة تحكي أقدم "
مصبغة" لصباغة الملابس في جيزان، وصورة أخرى للسوق الداخلي، الذي لازال شامخا كعنوان للتجارة والاقتصاد في المدينة، فيما تشير صور أخرى إلى نشاطات مسرحية وبرامج كشفية وطلابية ومنتديات ثقافية وأدبية لطلاب مدارس مدينة جيزان خلال القرن الماضي، فضلا عن نشاطات رياضية واجتماعية أخرى.
ويضم تلك الصور وغيرها من مئات الصور الفوتوغرافية، مسودة كتاب يعمل الباحث
عبد الرحمن بن محمد الرفاعي على إعداده تحت عنوان: "
مدينة جيزان بين استقراء التاريخ واستنطاق الصور"، حيث ينوي تسليمه إلى دارة الملك عبدالعزيز، للعمل على إصداره مطلع العام المقبل 1436هـ.
وأبدى الباحث الرفاعي الملقب "
بعاشق الجنوب" في لقاءه بمراسل "واس"، اعتزازه بتاريخ جيزان المدينة وتاريخ جازان المنطقة، والذي يأتي ضمن تاريخ المملكة العريق، والجدير باهتمام الباحثين والمؤلفين، مشيرا إلى النهضة الحضارية التي عاشتها مدينة جيزان في جوانب حياتية مختلفة، منذ عقود ماضية، لتصبح في عهدها الحالي أكثر تطورا ونموا، معربا عن تقديره لدارة الملك عبد العزيز التي تعنى بالمؤلفات البحثية.
مواقع النشر