الرياض - واس : بدأت اليوم فعاليات (المؤتمر السعودي الدولي للتقنيات المتقدمة 2014م) الذي تنظمه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية خلال الفترة 21 ـ 23 ذو القعدة 1435هـ في مقرها الرئيس بالرياض، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، ومعالي وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد بن سليمان الجاسر، ونخبة من الخبراء والمختصين في مجال تقنيات التعليم من داخل المملكة وخارجها.
وألقى معالي رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل كلمة في مستهل حفل افتتاح المؤتمر المعد بهذه المناسبة، أكد خلالها على أن حكومة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- أولت منظومة العلوم والتقنية في المملكة اهتماماً كبيراً لدورها في دفع عجلة التنمية، واعتمدت السياسة الوطنية للعلوم والتقنية، ودعمت التوجهات الإستراتيجية الأساسية التي تضمن تواصل واستمرارية الجهد التنموي لتطوير أوجه نشاط العلوم والتقنية والابتكار بهدف توطنين وتطوير التقنيات الإستراتيجية التي تهم المملكة لتحقيق التطور والتنمية الشاملة مثل تقنيات: المياه، والبترول، والغاز، والبتروكيماويات، والنانو التقنية الحيوية، والبيئة، والفضاء والطيران، والمواد المتقدمة، ونظم البناء تقنية المعلومات، والالكترونيات والاتصالات، والضوئيات وغيرها.
وكشف معاليه عن إصدار أول تقرير عن التحول إلى مجتمع المعرفة الذي شاركت في إعداده مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ووزارة الاقتصاد والتخطيط، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ويرصد الانجازات والآليات التي تعمل على تشكيل المجتمع السعودي وتأهيله للانتقال نحو مجتمع معرفي.
ويتضمن التقرير عدداً من المؤشرات المرتبطة برصد تحول المملكة إلى مجتمع المعرفة وتحليلاً لعشرين تقريرا صادرا من الوزارات والجهات الرسمية بالمملكة، إلى جانب 13 تقريراً عالمياً تخص المملكة، علاوة على مجموعة من الدراسات المعمقة والتحليلات الدقيقة لمكونات المنظومة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار من حيث إظهار آلية التفاعل بين هذه المكونات ومدى تأثيرها على سير المنظومة.
ولفت معالي الدكتور السويل إلى أن المملكة ولله الحمد تتقدم وبشكل جيد في المسار الصحيح في مجال العلوم والتقنية والابتكار حيث أثمرت هذه الجهود التي تمت من خلال الخطة الخمسية الأولى للعلوم والتقنية (معرفة1) في إعداد المملكة كواحدة من أسرع دول العالم نمواً في مجال النشر العلمي.
وقال إنه بحسب تصنيف (مجلة
نيتشر العالمية) ازداد تقدم المملكة خلال السنوات الخمس الماضية بمعدل 140% سنوياً محققاً لها تخطي سبع مراتب إلى الأعلى في مؤشر النشر العلمي من بين الدول التي شملها التقرير منذ عام 2008م، بنسبة معدل الارتفاع السنوي للنشر العلمي للدراسات العلمية والأبحاث الواقعة ضمن الأبحاث الأكثر استشهاداً بها بنسبة (33.1%) عام 2012م، مقارنة بالعام 2011م، كما أفردت المجلة في عدد خاص لمؤشرات البحث العلمي لعام 2013م قسماً أسمته (خمس دول في العالم جديرة بالمتابعة بسبب سرعة نمو النشر العلمي فيها وريادتها في منطقتها) وذكرت أن المملكة العربية السعودية هي إحدى هذه الدول الخمس.
وأضاف: في مجال نشاط براءة الاختراع شهدت المملكة ارتفاعاً ملحوظاً كذلك في معدل تسجيل براءات الاختراع حيث تجاوز عدد براءات الاختراع المسجلة عام 2010م حاجز الـ 200 اختراع لأول مرة، وارتفع هذا العدد مجدداً في إحصائيات عام 2011م، وهذه المؤشرات جميعها تدل على أن الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار والاستثمار في منظومة العلوم والتقنية تسير بالاتجاه الصحيح ونطمح اليوم أن تكون انطلاقة الخطة الخمسية الثانية للعلوم والتقنية مكملة للخطة الأولى وان تكون المملكة مجتمعاً معرفياً واقتصادها قائم على المعرفة.
بعد ذلك ألقى معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد بن سليمان الجاسر كلمة بين خلالها أن هذا المؤتمر يرصد التحول إلى مجتمع المعرفة من خلال قياس مؤشرات العلوم والتقنية والابتكار لقطاعات رئيسة في المملكة ومجتمع المعرفة الذي نصبو إليه هو الذي يولد المعرفة وينشرها ويستثمرها لتحسين مستوى المعيشة ونوعية الحياة لمواطنيه بشكل مستدام، موضحا أنه يصحب هذا التحول تغييرا في بعض السياسات الاقتصادية يتمثل في توجيه اهتمام أكبر لكل من الابتكار واستثماره في جميع القطاعات وتعظيم دور التقنيات المتقدمة ومناحي توظيفها وتنمية نشاط ريادة الأعمال وتطوير التعليم وإرساء قواعد التعلم مدى الحياة، إلى جانب بناء مهارات القوى العاملة على أسس حديثة ومتقدمة ترفع إنتاجيتها.
وتابع معاليه : أن ذلك يؤدي الضرورة إلى إحداث نقلة نوعية على صعيد القدرات الإنتاجية والتنافسية للاقتصاد يتصاعد على إثرها منحنى النمو الاقتصادي، مشيراً إلى أن من ظواهر التحول لمجتمع المعرفة هو زيادة أهمية ودور المعرفة وخاصة التقنيات المتقدمة في الأداء الاقتصادي والاجتماعي وفي تراكم الثروة وتزايد كبير في سرعة توليد المعرفة ونشرها واستثمارها وتعاظم دور التعليم والتدريب واحتدام في البيئة التنافسية العالمية وتحرير التجارة وتزايد نسبة المعرفة في الصادرات وعولمة الإنتاج.
وأفاد بأن هذا التقرير يصدر في وقت تبذل فيه المملكة جهوداً كبيرة لتحقيق هذا التحول في شتى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وترتكز هذه الجهود على الأعمدة الخمسة التي يقوم عليها هذا التحول وهي النظام الاقتصادي والاجتماعي القائم على المعرفة وإدارتها والعلوم والتقنية والابتكار والتعليم والعمالة المعرفية وتقنية المعلومات والاتصالات.
ونوه معالي وزير الاقتصاد والتخطيط إلى أن نشر هذا التقرير يأتي ضمن الشراكة المثمرة طويلة الأمد القائمة بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ووزارة الاقتصاد والتخطيط، فقد صدرت باسم الجهتين معاً السياسية الوطنية للعلوم والتقنية وكذلك الخطة الخمسية الأولى (
معرفة 1) لتنفيذ هذه ا لسياسة وتقاريرها ونشرات برامجها المختلفة كما تتعاون الوزارة مع المدينة في إعداد الخطة الخمسية الثانية لهذه السياسة (معرفة 2).
وأبان أن التقرير الذي اطلق اليوم في هذا المؤتمر الدولي يوفر مؤشرات حول تطور تقنية المعلومات والاتصالات وبنيتها التحتية والمواد البشرية والبحث والتطوير والتعليم يخصص فصولاً في ذلك لقطاعات الصحة وعلوم الحياة والنقل والنفط والغاز والتعاملات الإلكترونية، ويعد خطوة في مجال متابعة مؤشرات المعرفة.
عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم كلمة أكد فيها على أن المملكة واصلت مسيرتها التنموية في عمارة البلاد وترقيتها وذلك -بفضل الله- ثم بحنكة القيادة الرشيدة في توظيف موارد البلاد واستثمار مقدراتها، يعضدها تجاوب المواطن، وتعاونه في آداء دوره، مشيراً سموه إلى أن نجاح التجربة السعودية كان كفيلا بأن يجعل منها أنموذجا يغري الآخرين من المسلمين بإتباعه وتبنيه.
وكشف سموه عن أن وزارة التربية والتعليم بصدد استكمال تجهيز جميع فصول المدارس (250
ألف فصل تقريبا) بتقنيات الفصول الذكية، وأجهزة الحاسبات، ويتزامن ذلك مع توفير الأجهزة اللوحية للمعلمين، لاستثمار التقنية في عمليات التعليم والتعلم، كما تبنت الوزارة مناهج تعليمية - في العلوم والرياضيات - بمواصفات عالمية، تدعم النشاط والتعلم الذاتي، دون حفظ أو تلقين، وتشجع مشروعات الطلاب، وتعتمد العمل المختبري الواقعي والافتراضي، باستخدام تقنيات التعليم والتعلم .
وأوضح سمو وزير التربية والتعليم أن الموهوبين يحظون باهتمام خاص من القيادة الرشيدة من خلال مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله، لرعاية الموهبة والإبداع "
موهبة"، حيث يقول مؤسسها الملك عبد الله بن عبد العزيز -يحفظه الله: هذه المؤسسة التي ليست حكراً على أحد، بل هي شراكة بيننا جميعا نحن المواطنين دون استثناء، وهي كالنبتة الصغيرة، لا يقبل الدين ولا يرضى العقل، أن نهملها أو نتجاهلها، لذلك فإن مهمتنا جميعا، أن نرعى غرسنا ونزيد اهتمامنا، ليشتد عوده صلبا، وتورق أغصانه ظلاَ.
وأفاد سمو وزير التربية والتعليم أن التحول نحو مجتمع المعرفة لا بد أن يتسق مع طبيعتها، فهي منتج جماعي ديناميكي متراكم، ويتطلب ذلك الانفتاح الفكري، والعمل الجاد المثابر، والتعاون الواسع، واستثمار كافة العقول من الجنسين، وتوظيف التقنية بكافة مستوياتها، والمراهنة عليها من أجل مستقبل واعد، وما هذا المؤتمر إلا صورة من العمل الجماعي المحلي والعالمي، تتجلى فيه ثمرة التعاون، بين عدد من المؤسسات الوطنية.
عقب ذلك بدأت أولى جلسات المؤتمر بعنوان "أهداف الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار (
معرفة)" برئاسة صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث، رئيس اللجنة الإشرافية للخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار.
ومن المقرر أن تناقش الجلسة الثانية عنوان "
نظرة عامة تجاه المعرفة 2" ويترأسها الأمين العام لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (
معرفة)، وتناقش ورقتي عمل الأولى بعنوان "السياسات وإطار العمل الاستراتيجي لـ (
معرفة 2)، ويقدمها رئيس لجنة الخبراء بوكالة تقييم البحوث والتعليم العالي الدكتور جيل بلوش، والورقة الثانية يقدمها المشرف على برنامج مراكز التميز المشتركة بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور أنس الفارس، بعنوان "المشاريع الكبرى في (
معرفة 2) وشبكة الابتكار.
أما الجلسة الثالثة التي تحمل عنوان "
العلوم، التقنية، الهندسة والرياضيات" فيرأسها نائب رئيس مدينة الملك عبد ا لعزيز للعلوم والتقنية لدعم البحث العلمي، نائب رئيس اللجنة الإشرافية على الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار الدكتور عبد العزيز بن محمد السويلم، ويشارك فيها الرئيس التنفيذي لشركة تطوير التعليم القابضة الدكتور محمد بن عبد الله الزغيبي، والدكتور فهد بن سليمان الشايع من مركز تميز تعليم العلوم والرياضيات بجامعة الملك سعود، والدكتور عبد الله بن علي القاطعي نائب الرئيس للقياس والاختبارات بالمركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي.
مواقع النشر