أمها بالرضاعة تخشى الموت حسرة و"اختلاف اللون" أحد المبررات ..
الشؤون الاجتماعية تحرم "أسماء" من حضن اسرتها الدافئ بعد 14عاماً من تبنيها!
أسماء: عاشت أجمل أيام طفولتها مع والديها
تحقيق - سليمان اللزام: تصوير - سلطان المطيري:
فصول متسلسلة لأحداث مثيرة تحكي قصة مؤثرة امتزجت فيها الآلآم بالحرمان وجسدت معاناة الصغيرة (أسماء) والتي فقدت أغلى ما في دنياها وأجملها (أسرتها الصغيرة) بعد أربعة عشر عاماً ظلت في كنف والديها تلعب مع أخوانها الأربعة إلى أن طالتها بعض أيادي المسئولين في الشئون الإجتماعية بمنطقة القصيم وانتزعتها من ذلك الحضن الدافئ إلى دار الحضانة الإجتماعية بمحافظة الرس تعيش فيها بحزن بالغ وتحترق ألماً وتعتصر حسرة رغبة في العودة لأسرتها التي ربتها سنوات طوال دون أن تشتكي ولو لحظة واحدة من تقصير في حقها ودون أن تجد يداً حانية وقلباً رحيماً يلطف ويقدر نفسيتها المنهارة.
بداية القصة
(الرياض) التقت بالمواطن فهد بن محمد الخير الله في منزله والذي حكى لنا القصة بتفاصيلها وقال:
تزوجت في عام 1411ه وكأي إنسان في الدنيا جلست أنتظر مولوداً يرزقني الله به وبعد عام تقريباً بدأنا مشوار البحث في هذا الطريق حيث ذهبنا إلى مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة وبعد أن أمضينا قرابة ثمانية أعوام تعبت زوجتي نفسياً خاصة عندما تشاهد الأطفال في الشارع أو في مجلة أو جريدة كانت تبكي كثيراً، وبعد الفحص الدقيق والمتواصل لي ولزوجتي إتضح أنه لا يوجد هناك مانع للحمل فالأمور ممتازة لدى الطرفين، أما حقيقة الأمر فقد أوضحها الطبيب المعالج حين قال أن زوجتك ومن كثر تعلقها بالأطفال أصبح هذا مانعاً لديها بعدم الحمل، فقلت له يا دكتور وماهو الحل فقال لي إما أن تأخذ طفل لأحد الأقارب لديكم أو تتبنى طفلاً ، فجاءت فكرة تبني الطفلة فتقدمت بكامل أوراقي لدار الحضانة الإجتماعية بمحافظة الرس وبعد أخذ البصمات للزوجين ورفع الأوراق للجهات الرسمية جاءت الموافقة ولله الحمد، وحين وصلت إلى دار الحضانة الإجتماعية بالرس قالوا لي لا بد أن تختار بنفسك أنت وزوجتك فوجدنا مجموعة كبيرة من الأطفال فاخترت بينهم ولما وصلت تلك البنت فإذا بها ترفع يديها فقلت أريد هذه البنت، ومن تلك اللحظة إلى الآن لم تغب تلك البنت عن عيني وقلبي فاحتضنتها وأخذناها بعد إنهاء الإجراءات وبعد أن تم الإطلاع على منزلي من قبل لجنة البحث أكدوا أن المنزل مؤهل ومناسب.
يقول المواطن فهد الخير الله كان دخول أسماء في حياتي دخول خير فبعد سبعة أشهر فقط بدأت المرأة تحس ببعض الآلآم وبدت بوادر الحمل، وبعد تحليل الحمل في المستشفى فإذا بالممرضة تبشرني بأن زوجتي حامل فقمت بتوزيع الهدايا والحلويات بالمستشفى إبتهاجاً بهذا الخبر السعيد، وبعد أن جاء موعد الولادة لزوجتي فإذا هي تنجب ولداً لديه بعض التشوهات من أهمها كبر حجم الرأس واتضح أن لديه (الإستسقاء) حيث توفي بعد فترة من المعاناة، فبدأت أسماء ترضع حليب محمد إبني الذي توفي حيث رضعت فترة طويلة وبتأكيد مني حتى يكونون أبنائي أخوان لها خاصة أنها كانت تعاني من جراء الرضاعة الصناعية، ووالله ثم والله ويشهد علي رب العباد (كان يحلف وهو يبكي) لو أن حب أسماء تغير بعد أن رزقني الله بأبنائي الأربعة الذين تشاهدونهم أمامكم لابتعدت عنها وقلت لهم تفضلوا خذوا أمانتكم، ولكن كلما جاءني مولود إزداد حبها بداخلي وظلت أسماء هي الأولى والأخيرة بحبها في قلبي وقلب أولادي، وكانت متربية بيننا وسعيدة معنا للغاية.
يا ناس: لو واجهت أسماء لدينا جوع أو تعذيب أو أي قصور لما تفوقت في دراستها ولما عاشت بسعادة بيننا... هنا اختلطت العبارات بالعبرات في موقف أبوي مؤثر وقفنا عنده دقائق معدودة.
معاناة خمسة أشهر
لقد خذلوني كل من ذهبت إلى مكاتبهم خلال خمسة أشهر وأنا أتردد عليهم أقصد المسئولين في الشئون الإجتماعية بالقصيم، فكان البعض منهم عندما أكون في مكتبه في التاسعة والنصف صباحاً يحاول (تصريفي) بحجة الاستعداد للصلاة أو يقول لدي إجتماع، والله أحبطوني أيما إحباط.
كما أنني لا حظت منذ فترة قبل أن يأخذوا (أسماء) مني بأن أحد المسئولين كان يتصل كل صباح في مدرسة ابنتي ليتأكد من حضورها للمدرسة وذلك ما نقلته لي مديرة المدرسة جزاها الله خير الجزاء، فكيف يشكون أو يخطر على بالهم أنني سوف أقصر على ابنتي وأنا أعتبرها جزءاً لايتجزأ من حياتي.
وبعد أن تقاعدت عن العمل أصبحت في الأعمال الحرة فترة قصيرة، وبعد أن قالوا لي المسئولين في الشئون الإجتماعية لا بد من أن تكون موظفاً عملت في مدارس أهلية ببريدة، وقد قال لي أحمد السليم وهو أحد المسئولين الذي كنت أراجعه كثيراً في الشئون الإجتماعية بالمنطقة أن أسماء ينقلها حارس المدرسة وكأنه يحتج على ذلك فقلت له أنه رجل كبير ومعه ثلاث بنات أكبر من أسماء وأصغر ورجل محترم والكل يشهد له بالاستقامة، فكنت أنا أذهب بها صباحاً وهو يعود بها ظهراً مقابل مبلغ مادي فقالوا لي لا نريد البنت تذهب مع الحارس، وكنت أنا أنقل طالبات ولا أدخل بيتي إلا قريب آذان العصر وأسماء تخرج من المدرسة الساعة الثانية عشر ظهراً فهل أتركها تنتظر ثلاث ساعات أو أذهب لأنقلها مع البنات التي معي في الباص فالناس لن يقبلوا بذلك وأنتم من طلبي مني أن أتوظف وإلا أنكم قوموا بنقلها معي في المدرسة التي أعمل بها.
أخذوها مني
وبسؤاله عن ما هو مبرر أخذهم لأسماء أوضح المواطن فهد الخير الله: أنهم قالوا لي أنت منزلك بعيد ومرة أخرى يقولون أنك فقير، والمرة الثالثة وبعد أن كبرت البنت وأمضت كل هذه السنوات بيننا يقولون أنت أسمر اللون وأسماء بيضاء كأنهم للتو يكتشفون هذا الأمر، فهل كنت أبيض عندما حضرت لاستلام البنت والآن أصبحت أسمر، ومع الأسف كان كل واحد منهم يرميني على الثاني.
والله عز وجل لم يفرق بيني وبين الأبيض والأحمر إلا بالتقوى.
أحد المسئولين في الإدارة العامة للشئون الإجتماعية بمنطقة القصيم والمتابع للموضوع طلبنا أنا وأسماء ووالدتها إلى مكتبه وكان معه أشخاص من المكتب، وتكلموا مع البنت وبعد أن خرجت سألت البنت عن ماالذي حدث فقالت: كان يقول لا تتسببين على والدك بالسجن فإذا لم تذهبين معنا برضاك فالمسألة باحثتين يأخذونك من بيتكم وأبوك تأخذه دورية من الشرطة الى السجن، وقد قال لي السليم نفس الكلام الذي قاله للبنت، كما أنه هددني بأنني إذا ما تجاوبت فإنه سيحرمني منها مدى الحياة.
وبعد فترة جاءوا إلينا وكانوا يقولون لها قبل أن يأخذونها من عندي هناك هدايا وفرح ومرح وحدائق ورحلات وكل ماتريدينه مجاب، ثم قالوا لها جربي يومين فقط فذهبت بعد إلحاح، ومرة أخرى قالوا لها أسبوع لكي تتعود على البنات فذهبت، وفي المرة الثالثة التي قالوا لنا إن هناك بناتاً سوف يتزوجن وهذا من التأهيل للزواج وكانت ترفض نهائياً فخرجت معهم ولم تعد إلى الآن.
وبعد أن تم أخذها ووضعها بالدار تم منعنا من زيارتها أو الإتصال بها أو حتى هي تتصل بنا وقد كان هناك إمرأة كانت تتصل علينا تقول أنها من الدار وكانت تقول أن وضع البنت النفسي سيئ وأنا إمرأة أم أولاد وأخاف الله ولكن هذا رقم إمرأة مسئولة في الرياض إتصلوا عليها، وبعد أن قمت بالإتصال بتلك المسئولة وتحدثت إليها بالموضوع قالت لي: أنا سوف أرسل خطاب فرديت عليها إذا كانت المسألة خطاب مثل الوزارة فلا تتعبين نفسك فهل يمكن أو يعقل أن القاتل يقول قتلت سوف يقول بالتأكيد لا، ونحن الآن نكمل قرابة سنة وثلاثة أشهر منذ أن تم أخذ ابنتي الغالية من منزلي إلى هذا اليوم.
بعدها بقيت خمسة أشهر أراجع من مكان لآخر ومن مسئول لمسئول بداية من وزير الشئون الإجتماعية الذي كتبت له خطاب تظلم، وكأن الوزارة إعترضت على طريقة سحب البنت وأرسلت خطاب إستفسار للإدارة بالقصيم الأمر الذي أثار حفيظتهم وجعلهم يأخذون مني موقفاً معاكساً.
واثق من نفسي
وإذا كان هناك إثبات من أي جهة حكومية أو محكمة أو إدارة معنية بأن لدي قصوراً أو أن علي ملاحظات فاعتبروا هذه هي آخر زيارة لكم لمنزلي ولا أريد شيئاً، أما إذا كان مثل ما ذكر لي من (كلام فاضي) فأنا أطلب من الله عز وجل ومن كل انسان فيه خير سواء من مسئولين أو مواطنين بحل هذه المشكلة وإذا لي حق والبنت (تبينا) ونحن (نبيها) إنهم يلمون شملنا.
وإذا كان المنزل والسكن يعتبر عائقاً فأنا على استعداد أن أسكن في أي مكان يقومون بتحديده و (هدية) التي أسكن فيها تعتبر أحد أحياء بريدة وهناك من العائلات العريقة والمعروفة تسكن بجواري.
إعتزلت الناس
وأنا للعلم في حياتي كلها قد ابتعدت عن كثير من البشر لأني لا أريد أحد يتكلم على بنتي أسماء أو يجرحها في شئ فأنا أخاف عليها لأنها أمانة ولأنها يتيمة.
وعندما كنت في (الدوام) وفي العمليات كنت أتصل على من يستلم بعدي أقول له لا تتأخر لأنني مشتاق لابنتي أسماء، وقد كان عمرها خمس سنوات وتذهب
معي وقد أوضحت لها منذ الصغر بأنها والدها بالتبني، فقلت لها كنت ماراً بحادث على الطريق فإذا بسيارة محترقة ومن فيها قد ماتوا من الأم والأب والأطفال ما عدا طفلة صغيرة هي أنت حتى لا أخدش إحساسها.
أما عن مستواها الدراسي فقد كان دائماً تقديرها ممتاز وجيد جداً وبعد ماراحت من عندي فهي (رسبت) العام الماضي، والآن تدخل الفصل من الساعة السابعة إلى الواحدة ظهراً لا حياة لمن تنادي مجرد جثة هامدة فقط، فهم أخذوها زهرة حتى ذبلت واحترقت فمن المسئول؟؟
الإنسان يعيش حياة سوية
الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله العقيل أستاذ علم الإجتماع بجامعة الملك سعود علق على الموضوع فقال:
حينما كتب الله تعالى على البشر العيش في بيئات مختلفة وطبقات مختلفة بين الغني والفقير والكريم والبخيل والشريف والوضيع لم يكن ذلك من قبل التحقير او التبجل للبعض آخر ولكن من قبل ان يبلو الناس بعضهم بعضا ويكون بين اختبار وامتحان للقدرات والارادات البشرية بين الخير والشر وبين تقدير الحال التي كان فيها والتي يمكن ان يكون في غيرها، وعلى هذا يكون الحساب في الآخرة على كيفية التعامل في تلك المواقف التي وضع فيها الانسان في الدنيا وكيف كانت قدرته على التعامل معها هل كانت كبراً او رياءً او بطشا او غرورا او غير ذلك مما يعكس الصورة الذهنية السئية للانسان غير الحامد لنعمة الله، وفي المقابل يكون الصبر والرشد والحمد على ما قضى الله وقدر وعدم غمط الناس حقوقها و القناعة والرضا والتسليم . هذا هو التفاعل البشري جراء الاحتكاك بالمواقف الانسانية والاجتماعية، وكذا الشعور بالمسئولية الوطنية والاجتماعية تجاه افراد المجتمع من الفئات الاجتماعية المختلفة.
هذه مقدمة تعطينا لمحة عن التصور الذي قامت عليه سياسة وزارة الشئون الاجتماعية في تعاملها مع قضايا المجتمع التي تناط بالتعامل معها فالمعروف ان الوزارة هي الحاضنة لفئات اجتماعية مختلفة وسياستها هي سياسة الدولة في رعاية جميع فئات المجتمع بما يكفل حفظ التوازن والاستقرار النفسي والاجتماعي لجميع الفئات الاجتماعية المشمولة برعاية الوزارة، وحين يحدث نوع من التصرف غير المنضبط او غير المسئول من بعض افراد الوزارة لا يعني بالضرورة هي سياسة الوزارة بل إنها تصرفات شخصية تخضع لمواقف معينة ويحكمها ظرف معين، ومن هذا فإن تصرفات الاشخاص تعبر عن ذواتهم وعن خلفياتهم الفكرية والاجتماعية وليست القانونية أو التنظيمية.
ومن هنا اجد ان التصرف الذي قام به بعض الافراد في تلك المنطقة هو تصرف شخصي مبني على تصورهم لهذه القضية، ولا يعني بالضرورة انه صحيح حيث ان الحالة كما ذكرت قد تدهور وضعها النفسي وافتقدت استقرار العاطفي والاجتماعي الذي يحفز للجد والاجتهاد والعمل المتوازن في الحياة الذي يهدف في النهاية إلى الادماج الصحيح في الحياة الاجتماعية بما يكفل استمرار الحياة والعيش فيها بهدوء واستقرار، وفي الحقيقة ان هذا هو الهدف الرئيس من وجود الاسر الحاضنة وهو الادماج في الحياة الاجتماعية بهدوء ودون حدوث ازمات نفسية عنيفةيمكن ان تكون عواقبها وخيمة على الامن الاجتماعي وضمان سلامة مقومات الحياة الاجتماعية او السعي نحو الانحرافات النفسية والسلوكية والفكرية والاجتماعية والأمنية الخطيرة على المدى البعيب والقريب.
والملفت في هذه القضية ان الإدارة قد استرجعت الفتاة من الاسرة الحاضنة بعد مضي اربعة عشر عاما، وأظن "من خلال ما نقل لي" ان الفتاة كانت تعيش بأمن وسلام في تلك الاسرة في تلك الفترة الطويلة من عمرها وقد تغيرت حياتها بعد ان استدعيت للدار من الاسرة وتدهورت حالتها النفسية واثر ذلك على مسيرتها التعليمية، وهذا الامر لايحتاج الى الكثير من الجهد في التفسير والشرح، ذلك ان الانسان لايعيش حياة سوية الاّ في وسط اجتماعي سوي
ويبدو ان الفتاة كانت كذلك، وكما شرح لي من ان الرفض من قبل ذك المسئول في الإدارة لإختلاف الفئات الاجتماعية، وهذا الامر فيه الكثير من الوقفة والتأمل سواء كان في النظرة النوعية او عدم التقدير المبدئي او عدم التقدير النهائي للحالة الاجتماعية للفتاة والاسرة، او عدم تقدير العواقب الاجتماعية في بداية العمل والنظرة غير المتوازنة في تقدير الحالة بعد مضي اربعة عشر عاما من عمر الفتاة التي قضتها في احضان أسرتها واستوعبت الوضع الاجتماعي التي كانت تعيشه وقبلته واصبحت جزء منه.
وأكد د. العقيل على أن الذي قام بهذا العمل "إذا لم تكن هناك انتهاكات" اظن انه غير مسئول وليس لديه حس اجتماعي، وهذه القضية تفتح افقا نحو نوعية العاملين في هذا القطاع الهام من قطاعات المجتمع وهي خدمة الفئات الاجتماعية ذات الحاجة والتي تقوم وزارة الشئون الاجتماعية برعايتها، أقول يجب ان يكون العاملون في هذا القطاع من الكفاءات التي تحمل حسا اجتماعيا مرهفا وقلبا كبيرا وخلقا جما ومودة وعطفا يغرقان من يتعامل معهم لأن هذه الفئات في اشد الحاجة إلى الكلمة الطيبة والقلب الرحيم والتعامل الراقي، فحبذا لو كانت هنا اختبارات دقيقة ودورية للكشف عن تلك النوعية من الناس الذين يقضون شئون تلك الفئات الاجتماعية، والذي يرزق الله المجتمع ويأمنه وينعم على من اجلهم، إنما ترزقون بضعفائكم.
هذه الفئات تحتاج الى الكثير من الرعاية والعطف والاستقرار النفسي والاجتماعي حتى تستقيم حياتهم وهذا ملقى على عاتق بعض الرجال الاكفاء ونأمل فيهم ذلك وعلى رأسهم معالي الدكتور يوسف العثيمين.
تحفظ كثير من المبادئ والأخلاق التي تربت عليها في أسرتها:
مدرسة أسماء
المرشدة الطلابية بالمتوسطة الثالثة للبنات بمحافظة الرس التي تدرس بها أسماء حالياً الأستاذة خديجة محمد العايد قالت: لما أتيت إلى المدرسة أخذت أتأمل الطالبات ولفت إنتباهي طالبة من الطالبات فعلمت بعد ذلك أن إسمها
أسماء ولها قصة إنسانية حزينة، ولكن ما شد انتباهي ورأيته في شخصية الطالبة عدة من الأشياء ومنها:
نظرة أمل في عينيها إلى من حولها وبالأخص لمن إحتواها بشئ من الحنان أن يكون هو الفارس المنقذ لها من بحر الحرمان، وما زالت بقوة ثقتها بالله وبعد آمالها أن تجد من سوف يعيدها إلى محضنها الذي تربت فيه ومازالت كذلك تحفظ الكثير من الأخلاق والمبادئ التي ترتبت عليها في هذه الأسرة المباركة والذي تترجمها بعض أفعالها من خلال مجتمعها المدرسي مثل نصحها لزميلاتها في الفصل وطلبها لإلقاء الكلمات في دروس المصلى وبالأخص عن الوالدين.
الشئون الإجتماعية تتحدث عن النظام
وتترك الإجابة عن القضية:
الدكتور فهد بن محمد المطلق مدير عام الشئون الإجتماعية بمنطقة القصيم تحدث عن برنامج الإحتضان فقال: بطبيعة الحال فإن المؤسسات الإيوائية مهما بلغت من الكمال فإنها لا تصل إلى البيئة الأسرية التي هي المحضن الطبيعي التي يتلقى فيها الطفل تنشئته الأسرية الطبيعية وبالتالي يأتي برنامج الإحتضان كبديل طبيعي لفقد الأسرة، ولهذا عملت وزارة الشئون الإجتماعية على دعم هذا البرنامج بكل الإمكانات المتاحة بهدف تشجيع الأسر على إحتضان الأيتام تحقيقاً لمبدأ التكافل الإجتماعي الذي حث عليه ديننا الحنيف وتوفر الوزارة الدعم المادي من خلال زيادة الإعانة المادية للأسر الحاضنة بهدف تشجيع الأسر حيث تم مؤخراً زيادة إعانة الإحتضان لتصبح (ألفا ريال) (2000) شهرياً للأسر الحاضنة مقابل كل يتيم دون سن الدراسة وتصل إلى 3000ريال في حال وصول الطفلة لمرحلة الدراسة وعند إنتهاء فترة الحضانة يصرف مبلغ (خمسة عشر ألف ريال) عبارة عن هدية رمزية للأسرة الحاضنة لقاء قيامها بحسن رعاية الطفل، ويهدف هذا الدعم المادي إلى التخفيف عن الأسر التي ترعى هؤلاء الأطفال من خلال الدعم المالي الشهري، كما تم رفع معونة الزواج بواقع الضعف لتصل إلى (ستون ألف ريال) لمساعدة اليتيم كما تصرف (ستون ألف ريال) أخرى لليتيمة بهدف المساعدة على تحمل تكاليف الزواج وبداية الحياة الزوجية.
وأضاف أن الوزارة عملت على أن يكون نظام الأسر الحاضنة متكاملاً ويعمل طاقم العمل الإجتماعي في الفروع على تحري الدقة في الأسر المتقدمة لطلب الحضانة بهدف توفير البيئة المناسبة للطفل المحتضن، كما تسعى إلى دعم الأسرة طوال فترة الحضانة بالتوجيه والإرشاد والمتابعة، وإذا ما ثبت أن الطفل أو الطفلة لا يتلقى الرعاية المناسبة أو أن البيئة التي يتواجد فيها لا تعمل على توفير التربية والتنشئة الصالحة له فإن الشئون الإجتماعية تعمل على تقويم هذه الملاحظات وتوجيه الأسرة، وإذا لم يحدث أي تغيير فإن الوزارة تحتفظ بحقها في سحب الطفل بهدف توفير بيئة تربوية مناسبة له.
أما عن قضية الصغيرة (أسماء) فقد رأى المسئولون عدم التعليق عليه مؤكدين على أنهم حريصون على عدم الخوض في موضوعات شخصية حفاظاً على أسرار الأسر حسب رأيهم.
مشاهدات
والدة أسماء التي أرضعتها تعتصر ألماً وتذرف الدموع رغبة في عودة إبنتها إليها بسرعة.
@@ إخوانها الأربعة محمد وعبدالله وبدر وخالد ينتظرون عودتها للبيت بلهفة كبيرة.
@@ المواطن فهد الخير الله بكى وهو يسرد القصة فأبكى معه محرر ومصور (الرياض).
@@ انخرط الجميع في حالة حزن وألم وصلت حد الدموع عندما قام (أبو محمد) باطلاعنا على غرفة أسماء ومستلزماتها الشخصية. @@ (أبو محمد) يقول بكيت كثيراً عند باب غرفة أسماء خصوصاً عندما أمر أمامها قبل صلاة الفجر.
الرياض
((( التعليق )))
أعتقد أن الحلقة المفقودة هنا هي إثبات أبوة الخير الله لأسماء بارضاعة عن طريق المحكمة وإثبات ذلك بالطرق الشرعية وهنا يكمن مفتاح الحل بإصدار صك شرعي يحسم الموقف نهائيا
نفترض في الخير الله حسن النية ونرفض رفضا قاطعا العبارات العنصرية إن صحت أما الشؤن الإجتماعية فكان الأولى بهم استصدار حكم شرعي بدلا من هذا التصرف الفض ولكني أعتقد أنها في ظل عدم استنادها إلى حكم قضائي تعتبر هذه التصرفات توجهات وممارسات شخصية غير مسؤلة إذ أنها لم تعتمد على حكم شرعي
مجرد رأي
مواقع النشر