فلان أصيب بالسرطان وفلان فقد شعره،، وآخر حثل له فشل كلوي، على أي حال ،، المواطن يلجأ إلى خلطات عشبية أو ينصح يخبطات، اجتهادات،، والسبب رخص أسعارها وانتشارها، والسؤال المطروح امامنا : لماذا تسمح الحكومة ببيع هذه المنتجات في محال الإكسسوار والهدايا ؟

93769_1.jpg

ربما أن الرقابة غائبة، وربما أن المشكلة من الصيادلة الذين ينفون أقوال مؤسسة الغذاء والدواء - ولكن بعض - أو أكثر الخلطات العشبية تحضر في منازل ومعامل غير مجهزة - إلى جانب ما يدخل الأسواق بالتهريب. لذلك حرصت عند كتابة هذا الموضوع إلى المبالغة في التبسيط.

اليوم ،، تمتلئ محلات العطارة وكذلك الإكسسوارات بمستحضرات تجميل وكريمات ومراهم ومرطبات ومواد تقي من تشققات البطن والقدمين للنساء، وغيرها من مواد تدخل خانة الطب والصيدلية، إلا ان معظمها يباع في محال بيع أدوات التجميل والهدايا والإكسسوارات، دون أدنى من المؤسسات ذات الصلة بمراقبة تصنيع وبيع هذه المستحضرات.

التأثير السلبي للكثير من تلك المواد يظهر بشكل مباشر في مواضع استعمالها. فإن كانت دهونات مخصصة لتبييض الوجه والبشرة، فإن كثيراً منها يؤثر على الوجه ويترك أثراً وبقعا وعلامات قد تبقى مدة طويلة إن لم تكن مدى الحياة، أيضاً على فروة الرأس والشعر ان كانت صبغات شعر يدخل بها كيماويات وأكسجين مخصص للصبغات قد تسبب قروح، وربما إزالة كاملة للشعر، خصوصا أن تلك المواد تباع بثمن بخس يشجع على شرائها.

بقع

أحداهن ردت على سؤالنا حول : هل لك تجربة سيئة مع مستحضرات التجميل رخيصة الثمن اخذتها من محال إكسسوارات؟ قالت : نعم، اشتريت من محل إكسسوارات تركيبة لتبيض الوجه من بين مكوناتها مادة تدعى كروز وهي مادة عليها اسم تجاري وماركة ومغلفة تغليفا مناسبا يوحي بأنها مادة محترمة، فبدأت باستعمالها دون مشورة طبيب، لكن المفاجأة أن تلك المادة سببت لي بقعا كـ شقوق، وبدأت البقع تكبر مع الوقت حتى اضطررت إلى مراجعة طبيب جلدية، فقال لي ان هذا نتيجة استعمالي للدهون حيث سببت عندي تقرحات سرطانية لوجود مادة تساعد على قتل خلايا الجلد وتحويل لونها إلى الأسود. وقد احتجت إلى مراجعات طبية عدة شهور بواقع جلستين اسبوعيا حتى استطاع التخفيف من حدة اللون الاسود لتلك البقع اللعينة التي ما زالت علاماتها موجودة.

عفن

تجربة أخرى لسيدة أرادت ان تزيل تجعدات عن بطنها بعد عدة عمليات حمل وولادة، قالت أنه نتيجة الحمل والولادة المتكررة حصل عندها ما يشبه التشقق على البطن،،، وخلال تجولها في السوق لفت انتباهي إعلان عن دهون يزيل تشقق البطن بثمن بخس. فاشترت هذه المادة وبدأت باستعمالها، لكن بعد يومين من الاستعمال بدأت الآلام، فاعتقدت أنها عوامل مؤقتة،، الا انها بدأت تشتد وبدأ يظهر الأحمرار مكان التشقق،، ومن ثم بدأ يخرج مادة هلامية لها رائحة كريهة. وعندما ذهبت إلى الطبيب،، قام بتنظيف هذه التقيحات. هذه المرأة لو انتظرت لتعفنت نتيجة الالتهاب الشديد الذي حدث نتيجة استعمال تلك المادة التي اشترتها.

تساقط شعر الرأس

قصة أخرى حدثت لطفل، أصيب بثعلبة في رأسه فأشترت والدته له خلطة من مكان بيع مواد تجميل، وعند استعمال تلك الخلطة ثلاثة ايام حصلت للطفل مضاعفات منها احمرار جلدة الرأس وتساقط شعر رأسه بكثافة، وعند مراجعة طبيب مختص استطاع معالجة الطفل لكن عبر جلسات كلفت الكثير.

إغراء

ونقلا عن اللواء عن الدكتور جعفر الطعاني اختصاصي الجلدية في مدينة اربد بالأردن قال:

الكثير يغريهم الثمن الزهيد لتلك المواد ومستحضرات التجميل والخلطات المضادة للتشققات أو الثعلبة أو غيرها من الأمراض الجلدية أو حتى مواد التجميل مثل المبيضات والملينات. وان هذه المواد لأنها مصنوعة بطريقة غير طبية تسبب الكثير من التشوهات والمضاعفات، وقد راجعني كثير من السيدات اللواتي يعانين من هذه التشوهات والحروق من الدرجات المختلفة نتيجة استعمالهن واقي شمس غير مصنع طبيا، أو أي خلطات أخرى للوجه وغيره من أماكن الجسم. وهذه التشوهات تحدث نتيجة وجود مواد يضعها المصنع أو الجهة المنتجة وهم لا يعرفون آثارها الجانبية فتسبب حروقاً وتشوهات.

رقابة

ايضا ،، الدكتور محمد الروابدة مدير مؤسسة الغذاء والدواء اكد في تصريح ان المؤسسة لديها قسم خاص يراقب هذا الموضوع تحت اسم (قسم المستلزمات والمستحضرات) ويقوم بمتابعة مستحضرا ت التجميل والدهونات المباعة في محال بيع الهدايا والاكسسوارات وبشكل دوري، قد يكون اسبوعياً أو نصف شهري، وتوزع كوادر القسم نفسها على جميع مناطق العاصمة اضافة إلى المديريات الموجودة في المحافظات. وقال الروابدة:

إن هذا الموضوع له أهمية كبيرة لأنه يتعلق بسلامة المواطن، وعليه، فإن مؤسسة الغذاء والدواء توليه اهتماما خاصاً بحيث تقوم كوادر قسم المستلزمات والمستحضرات بجولات تفتيشية على مدار الساعة للتفتيش على الخلطات العشبية وغيرها من المواد المنتجة محليا التي تباع على انها علاجات. وقد قامت كوادر المؤسسة بمساعدة رجال الأمن العام بإجراء عمليات تفتيشية لعدد من المنازل والمصانع التي وصلت بشأنهم إخباريات بأنهم يصنعون خلطات علاجية غير مطابقة للمواصفات والمقاييس، وتشكل خطرا على صحة المواطن، وتم إيقاف صاحب المحل وتحويله إلى القضاء بناء على قانون المؤسسة. وتتركز هذه المصانع والبيوت خارج مناطق عمان، وبعيداً عن مركز العاصمة إضافة إلى المحافظات والألوية. أما المواد المصنعة خارج البلاد وخاصة في الدول المجاورة فيقوم موظفو المؤسسة الموجودون في المعابر الحدودية بالتعاون مع مؤسسة المواصفات والمقاييس ودائرة الجمارك بمراقبة المناطق الحدودية خوفا من تهريب هذه المواد والتي غالبا ما تكون مضرة بالصحة.

في جميع البلدان العربية ،، المشكلة ان الأخصائيين يرفضون إعطاءنا احصائيات وأرقاماً محددة عن عدد القضايا التي تم احالتها الى القضاء سواء تهريب هذه المواد إلى البلاد او عدد الحالات التي تم بها اغلاق محال اكسسوارات نتيجة وجود مواد لا ينطبق عليها قانون الدواء في الاردن وتباع في هذه المحال. بما في ذلك أهم هؤلاء الخبرا امثال الأستاذ الدكتور القحطاني استاذ جامعة الملك سعود.

هذا ومع بالغ تقديري واحترامي - انشطة هيئة الغذاء والدواء بالسعودية لا تترك لنا اثرا شافيا ودقيقا، وكأنما هي مؤسسة غير تنفيذية بهذا الخصوص، هذا إلى جانب عدد فرقها التفتيشية المتواضع - وندرة زياراتها لمحال الاكسسوارات والعطارين مشكلة تبدو متعسرة الحلول حول ادوية ومستحضرا ت وخلطات طبية ودهونات يستعملها المواطن مما يسبب تشوهات وحروق، وهذه المواد تباع في اماكن غير مؤهلة وتخالف القوانين وغير مطابقة للمواصفات والمقاييس.