"اكتفاء" إنشاء 16 معهدًا صناعيًا من إجمالي 30 معهدًا يكتمل إنشاؤها بحلول 2030
الظهران (واس) : يعمل برنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد "اكتفاء" على تعزيز دور الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تُعد عصب الاقتصادات المزدهرة في كل مكان بوصفها المقوّمات الديناميكية للابتكار والتنافس، ويُسهم البرنامج في مساعدة الأعمال الصغيرة على النمو والاستفادة من إسهاماتها الحيوية، بما يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030 الرامية إلى رفع نسبة إسهام هذا القطاع في إجمالي الإنتاج المحلي إلى 35%.
وتشارك حاليًا في برنامج اكتفاء أكثر من 400 شركة، تعمل في توريد 24 سلعة، وخلال الأعوام الأربعة الماضية، دخلت شركات كبرى وأخرى صغيرة ومتوسطة في شراكة مع أرامكو السعودية من أجل بناء قطاع للطاقة في المملكة يتمتّع بتنافسية عالمية، وقدمت بعض تلك الشركات تجارب ناجحة في خدمة توطين المحتوى المحلي وتطوير الموارد البشرية السعودية.
ويمتد تواجد شركة بيكر هيوز التابعة لجنرال إلكتريك في المملكة لأكثر من 80 عامًا، حيث بدأت مسيرتها في المملكة أثناء حفر بئر الدمام رقم 7 أو بئر الخير في عام 1938م، ولتعزيز الإمكانيات والقدرات المحلية يوجد لدى الشركة أكثر من 10 منشآت في مجالات التصنيع، والتجميع، والصيانة، والبحث والتطوير، وللشركة العديد من المنشآت الحيوية في المملكة، من بينها: منشأة لصناعة رؤوس الحفر تصدّر منتجاتها إلى أكثر من 40 دولة، وحققت إنجازًا غير مسبوق هذا العام بتصنيع 10 آلاف رأس حفر في المملكة منذ عام 2011م، وكذلك منشأة تصنيع معدات التحكم بالضغط التي تعد من أكبر منشآت الشركة عالميًا، ومركز الظهران العالمي للتقنية الواقع في شركة وادي الظهران للتقنية الذي يعمل على أكثر من 15 مشروعًا للأبحاث والتطوير.
ويعمل لدى الشركة في المملكة حاليًا أكثر من 2,700 موظفًا، منهم أكثر من 1,500 موظف سعودي وتعمل 36% من الإناث في الشركة في مجالات العلوم والهندسة، كما تحرص الشركة على بناء سلسلة توريد قوية في المملكة، إذ تعمل اليوم مع أكثر من 1,350 موردًا محليًا، وتنفق أكثر من 300 مليون دولار سنويًا على موردين محليين.
ويُعد التوطين في الشركة أكثر من مجرد التزام بمستهدفات محلية، حيث تعمل على خلق روابط في مختلف نواحي الاقتصاد المحلي من خلال نقل التقنية والمهارات، وخلق فرص عمل محلية وعالمية، وتحقيق القيمة في قطاعات التوريد المحلي السعودي، وتطوير قاعدة التصنيع المحلية، وتأكيدًا على التزام الشركة برؤية المملكة 2030 وبرنامج اكتفاء فقد طورت إستراتيجيتها في المملكة للاستثمار في مشاريع مهمة مثل مدينة الملك سلمان للطاقة، ومدينة الجبيل الصناعية، والمدينة الصناعية الثانية بالدمام، وتعد تجربة مهمة في تعزيز المحتوى المحلّي في المملكة، والعالم، في الغاز الخام والنفط لتقنية الرئيس دالمورّ شلمبرجير شركة، حيث ترتكز خطتها في حدوث قفزة بالتوطين، وقد نجحت الشركة خلال الفترة من 2015م إلى 2017م في توظيف نحو 470 سعوديًا وسعودية في وظائف هندسية وإدارية، إلى جانب توظيف أكثر من 260 سعوديًا وسعودية في الربع الأول من 2018م.
وفي إطار توسّع أعمالها وفقًا لمتطلبات "اكتفاء" فقد تجاوزت المشتريات المحلية لـ"شلمبرجير" من السوق السعودية في عام 2017م أكثر من 37% من إجمالي مبيعاتها لنفس الفترة، وتخطط الشركة لإضافة صناعات جديدة تدعم المحتوى المحلي، إذ استأجرت 500 ألف متر مرفع في مدينة الملك سلمان للطاقة لبناء مجمع صناعات يخدم السوق المحلية ولإقليميه، وابتدأ العمل في بناء المجمع مطلع 2018م، ويتوقع أن تنتهى المرحلة الثانية منه أواخر2019م ومعها ستكون "شلمبرجير" أول شركة في المملكة تبني منصات الحفر محلها.
وتعكس شركة الحفر العربية التي تأسست عام 1964م جانبًا آخر من حيوية برنامج "اكتفاء" في إثراء التوطين وتعزيز المحتوى المحلي، في مجال التنقيب عن النفط الخام والغاز في المياه وعلى اليابسة، حيث تبنّت منذ نشأتها إستراتيجيةً خلاقة فيما يخص التوطين والسعودة والتدريب، ارتكزت على عدة محاور هي: التوظيف النوعي وتدريب وتأهيل القوى العاملة الناشئة، وتدريب القوى العاملة التي على رأس العمل، والحفاظ على الكوادر الوطنية المؤهلة.
ورغم حصول الشركة على جائزة اكتفاء للعامين الماضيين (2016م كأفضل منشأة في مجال تقدير الموظفين) و(2017م كأفضل منشأة في مجال تدريب وتطوير العاملين)، إلا أنه لا سقف لطموحاتها في هذا المجال، إذ تستهدف في العام 2021م تحقيق النسب الطموحة للبرنامج في التوطين والتدريب والتوريد.
وقد بلغ عدد الأيدي الوطنية التي تم استقطابها للعمل لدى الشركة منذ العام 2015م نحو 2400 مواطن. أما المتدربين المتوقع تخرجهم من برامج التدريب المتنوعة لدى الشركة فيبلغ عددهم 450 متدربًا وفيما يتعلق بمشتريات شركة الحفر العربية للسوق المحلي من إجمالي المشتريات، فقد بلغت 72% في عام 2017م، بعد أن كانت 42% في عام 2014م.
وبدعم من مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال (واعد) تتطلع شركة أزر للتقنيات لأن تكون أحد ركائز صناعة النفط السعودي، ونموذج مشرّف لتوطين وتصدير الخدمات والصناعات ذات التقنية العالية، وهي تُعد أول شركة سعودية في مجال فحص أعماق آبار النفط والمياه، وقد وجدت هذه الشركة دعمًا مهمًا من برنامج اكتفاء الذي أسهم في خلق البيئة المحفزة للشركات الكبرى للعمل والتعاون مع الشركات الناشئة، ما مكّنها من تقديم خدمات ذات قيمة مضافة لتلك الشركات إضافة الى فتح المجال لفرص التدريب لموظفيها.
وتتجه شركة أزر بخططها التي تنسجم مع البرنامج حتى عام 2021م إلى التوسّع في توطين أنشطتها ومشترياتها التي يتم توريد 65% منها من مصادر محلية، إضافة إلى تحقيق تنوّع أكثر في خدماتها لفحص أعماق الآبار وتصدير هذه الخدمات للأسواق المجاورة، وخلق مئات فرص التوظيف والتدريب للكوادر السعودية.
ورغم أن الشركة ما زالت في مرحلة التأسيس إلا أنها حققت نسبة سعودة 70% موزعة على جميع الوظائف في مجال فحص آبار النفط، كما تم أيضًا تحقيق أكثر من 900 ساعة تدريب لموظفيها في معاهد ومراكز تدريب معتمدة بالإضافة إلى برامجها للتدريب الداخلي، والتدريب على رأس العمل.
وتقدم تجربة شركة البرمجيات المبتكرة "إنوسوفت" مع برنامج اكتفاء نموذجًا مثاليًا لتطوير الأعمال الريادية، والدخول في مجال تقني وحيوي يثري مبدأ التنوّع الاقتصادي، والإسهام الفاعل في تقديم حلول تقنية مبتكرة ومتخصصة.
وقد تأسست هذه الشركة السعودية مطلع 2011م، كمنظومة فكرية وبحثية وتطويرية من أجل تقديم الحلول التقنية المبتكرة تجاه أكبر التحديات التي تواجه قطاعات الأعمال والسوق المحلي السعودي، ومع الإرادة والعزيمة سرعان ما انطلقت بدعم برنامج مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال (واعد)، إذ أنها ثامن منشأة يموّلها المركز، لتحقق في عام 2014م جائزة الدكتور غازي القصيبي لأفضل منشأة واعدة في قطاع خدمات الأعمال، كما تم تصنيفها ضمن أفضل 100 منشأة ريادية إبداعية في المملكة من قبل "فوربس"، كما حصلت على جائزة اكتفاء من أرامكو السعودية لأفضل المنشآت الصغيرة والمتوسطة لعام 2017م.
وتخطط إنوسوفت للتوسّع والإسهام في التحوّل الرقمي والإنتاج المحلي بصورة أكبر، بالاعتماد على كوادرها الوطنية في إطار جهودها لتعزيز التوطين إذ أن 80% من فريقها العامل من الموظفين السعوديين، كما أنها تقدم سنويًا برنامجًا لتدريب وتطوير مهارات طلاب الجامعات تحت برنامجها المخصص للتدريب الإداري والمهني.
وتبلغ نسبة مشتريات الشركة من السوق السعودية 85% من احتياجاتها، وتخطط لإضافة مزيد من الخدمات والمنتجات الجديدة في السوق المحلية خلال السنوات القادمة، متضمنة حلول التحول الرقمي، كما تعمل حاليّا على تصدير منتجاتها وخدماتها بنسبة تصل لـ 5%.
يذكر أن أرامكو السعودية هي الشركة المتكاملة والرائدة عالميًا في مجال الطاقة والكيميائيات، وتنتج الشركة برميلًا واحدًا من كل ثمانية براميل من إمدادات النفط في العالم، في الوقت الذي تواصل فيه تطوير تقنيات جديدة للطاقة، تضع أرامكو السعودية نُصب أعينها موثوقية مواردها واستدامتها، ما يساعد على تعزيز الاستقرار والنمو على المدى الطويل في جميع أنحاء العالم.
مواقع النشر