تعيش سهول وشواطئ جازان هذه الأيام أجواء شتوية معتدلة شجعت وأغرت الكثير من سكان المناطق المجاورة والمناطق الجبلية من المنطقة إلى الاستمتاع بهذه الأجواء التي تمر بها سهول وشواطئ من كل عام كما شجع زوار المنطقة أيضا إلى الاستمتاع بالشواطئ الساحرة في جازان وجزر فرسان والتخييم على رمالها الذهبية بعض الوقت لقضاء أجمل وأمتع الأوقات. كما يحرص أيضا كثير من زوار جازان هذه الأيام للاستماع بعناقيد الذرة التي تكتسي سهول جازان لتحوله إلى بساط اخضر، وكذلك زيارة أودية المنطقة في بيش والعارضة وهروب وضمد والاستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة وأريج الفل والكادي والأشجار العطرية التي تشتهر بها هذه الأودية.
موسم «الخضير».. ينعش أسواق المنطقة
الكادي نبات عطري تشتهر به أودية جازان وسهولها
وقال مدير جهاز السياحة بمنطقة جازان "
رستم الكبيسي" إنّ منطقة جازان وخاصة السهول والشواطئ تعيش هذه الأيام أجواء شتوية معتدلة تجذب مئات الأسر وخاصة في إجازة نهاية الأسبوع للاستمتاع بهذه الأجواء والأماكن الجميلة التي تكتنزها المنطقة من أودية غناء وشواطئ عذراء دافئة ومناظر طبيعية خلابة وعيون حارة ونباتات عطرية شهيرة مثل الورود بأنواعها والريحان والفل والكادي، مضيفاً أنّ مهرجان جازان الشتوي الذي سينطلق أواخر شهر صفر برعاية كريمة من أمير المنطقة سيشكل هو الآخر إضافةً كبيرة للسياحة الشتوية التي جذبت في السنوات الأخيرة أعداداً كبيرة من السياح من المنطقة وخارجها كل عام لمشاهدة الفعاليات والكرنفالات ومهرجان التسوق والتي ستقام بالقرية التراثية.
و"الخضير" حب الذرة الرفيعة الذي تشتهر بزراعتها منطقة جازان تكون ذات لون قريب للخضرة أكثر من الحمرة أو البياض الذي تعرف به تلك السنابل عندما تكون في آخر مرحلة من مراحل نضجها، ويعد موسم الخضير في منطقة تهامة هي كموسم الحريد في جزر فرسان يحظى بشعبية خاصة في المنطقة وينتظرها الكثير من خارج المنطقة، ويتم حصاد الخضير في المنطقة خلال العام في أربعة مواسم وهي (الخريف المخرط السعودات مقدم) كما يروي ذلك كبار السن من المزارعين بالمنطقة، ولاتساع مساحة المنطقة فإن موسم زراعته وحصاده تختلف من شمالها عن جنوبها ومن شرقها عن غربها بفارق زمني يتراح من (5–20) يوماً بحسب المنازل الزراعية.
حزمة الخضير تقدم كهدية للزوار
وقد سمي بذلك اشتقاقا من خضرة السنابل، حيث تقطف ولونها أقرب إلى الخضرة وفي هذه المرحلة تكون حبات الذرة طرية وسهلة الطحن، حيث تطحن بطريقة أسهل من طحن حبوب الذرة عندما تكون صلبة في طرق تعرفها نسوة المنطقة بحيث يستغرق فترة وجهداً أقل في عمليات طحنه.
ويمتاز الخضير بنكهة مميزة وطعم فريد لا يمكن أن يجده المتذوق في الحبوب حال اكتمال نضجها، ما جعل الأهالي يتسابقون على تقديمها كهدايا يقدمها أصحاب المزارع لجيرانهم الذين لا توجد لديهم مزارع أو لم يتمكنوا من زراعة الذرة خلال الموسم، بل إن تلك الهدايا تمتد الى خارج المنطقة لباقي مناطق المملكة، كما ويحرص الجميع من أبناء المنطقة على أكل الخضير في هذه الفترة وللذته يتم طحنه وتخزين كميات كبيرة في الثلاجات لحفظه مجمداً لفترات أطول يتم الاستمتاع بمذاقه حتى في غير موسمه. وبعكس ما كان سائدا في السنوات الماضية حيث لا يقوم المزارع ببيع "الخضير"، وإنما يقتصر على تقديمه كهدايا، ونظراً لما شوهد من الإقبال المنقطع النظير فقد أخذ المزارعون جانباً اقتصادياً استثمارياً وذلك من خلال بيع الخضير في الأسواق الشعبية فإن أسواق المنطقة تعج هذه الأيام بكميات كبيرة من "الخضير" يتم عرضها من قبل العمالة الوافدة على شكل حزم متوسطة الحجم تراوح أسعارها بين 15 و 30 ريالاً للحزمة حسب نوعية الخضير والكمية المتوافرة بكل حزمة من سنابل الذرة، أو على شكل حبوب تم فصلها عن سنابلها ليباع الكيلو من الذرة البيضاء ب 30 ريالاً ومن الذرة الحمراء ب 25 ريالاً، نظرا للإقبال والجودة الذي عرفت به الذرة ذات اللون الأبيض.
ول"الخضير"عدة طرق يقدم بها، فهناك من يفضله على شكل أقراص من الرغيف عادة ما تقوم النسوة بخبزها في التنور الذي يضفي عليها نكهة ومذاقا ممزوجين برائحة الخضير والفحم الرائعتين، وهناك من يفضله على شكل حبوب يتم طبخها في الماء مع إضافة كميات الملح ويعرف ب ( المسهى ) كما أن هناك أكلات أخرى تعمل من الخضير هذه الأيام كالمفالت والثريث والشويط وهو عبارة عن شوي سنابل الذرة، وقد كانت في الماضي تؤكل من قبل حماة المزرعة وسنابلها من العبث بها من الطيور الذين قضون يومهم يرمون ب (المقلاع والميضفة) وسط وأعلى عيدان القصب ويلحقهم الجوع فيأكلون منها حبوباً مشوية لذيذة الطعم.
مواقع النشر