لندن، دمشق - ا ف ب : أعلن مقاتلو المعارضة امس أنهم سيطروا على حامية عسكرية تدافع عن معبر نصيب الاستراتيجي على الحدود مع الأردن، بعيد سقوط موقع اللواء 49 وبلدة داعل، ضمن مكاسب حققتها المعارضة بين دمشق والحدود الأردنية حيث أعلن مقاتلو المعارضة أن «الجيش الحر» سيطر امس على حامية أم المياذن شديدة التحصين على الطريق الرئيسي السريع بين دمشق والأردن على بعد بضعة كيلومترات من معبر نصيب الحدودي بعد اشتباكات شرسة ليلاً مع قوات الجيش خلفت عشرات القتلى.


غوطة دمشق

كما تعرض حي برزة البلد في الطرف الشمالي لمدينة دمشق، الى قصف عنيف، حيث اتهمت المعارضة النظام باستخدام صواريخ ارض-ارض، في حين دارت اشتباكات عنيفة في بلدة داريا في الطرف الجنوبي للعاصمة، وتعرضت اماكن اخرى في محيطها الى قصف متنوع، ونفذت طائرات مقاتلة غارات في مناطق مختلفة في البلاد.

وفي جمعة «لاجئون والشرف والكرامة عنواننا» امس، خرجت تظاهرات في عدد من بلدات ريف دمشق، بما فيها الغوطة الشرقية، التي كانت مسرحاً لقصف في الأيام الاخيرة، وفي ريف إدلب في شمال غربي البلاد، وأحياء حلب شمالاً، وبعض قرى شمال شرقي البلاد.

وأفادت المعارضة امس، أن «القصف الأشد» حصل على حي برزة البلد عند البوابة الشمالية للعاصمة. وكتب رئيس»الائتلاف الوطني السوري» المعارض معاذ الخطيب على صفحته على موقع «فايسبوك» إن برزة «تحت القصف. يا سوريون النجدة، اجمعوا لهم ما تقدرون لدعمهم».

وقال ناشطون إن نحو 15 قذيفة صاروخية سقطت على الحي الذي يقع بالقرب من أحياء عش الورور وتشرين وضاحية الأسد الموالية للنظام. وبث ناشطون صوراً على الإنترنت لمحاولات الأهالي انتشال القتلى والجرحى من تحت الأنقاض، حيث دمرت أربعة أبنية بشكل كامل. وناشد المجلس المحلي الأهالي «تجنب التجمعات والتجمهر في الطرقات والأزقة داخل الحي، حفاظاً على سلامتكم وتجنباً لاحتمال حدوث أي اعتداء غادر من قبل النظام وشبيحته».

إلى ذلك، افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة» دارت بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في مدينة داريا، تزامناً مع قصف طاول معضمية الشام المجاورة لها.

وكان مصدر عسكري سوري أبلغ «فرانس برس» الأربعاء، أن القوات النظامية «بسطت الأمن في مقام السيدة سكينة ومحيطه» في المدينة.

وبث معارضون امس فيديو يظهر عدداً من المقاتلين أمام مقام السيدة سكينة في داريا، نافين أن تكون قوات النظام سيطرت عليه، علماً بأن نظام الرئيس بشار الأسد بحاول منذ أكثر من ثلاثة أشهر السيطرة على كامل داريا. وقالت المعارضة إن «رتلاً عسكرياً مدعوماً بسبع دبابات وثلاث عربات لنقل الجنود، توجه امس إلى المدينة، تحت غطاء قصف جوي من مطار المزة العسكري قرب المدينة».

وأضاف المرصد أن قذائف عدة سقطت امس على حي التضامن» الواقع في جنوب دمشق وبالقرب من مخيم اليرموك الذي شهد تجدداً للقصف الجوي من قبل النظام واشتباكات مع مقاتلي المعارضة.

وفي حمص وسط البلاد، استمر القصف على عدد من الأحياء، حيث انقطعت الكهرباء في شكل كامل عن المدينة، في وقت استمرت الاشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في الجزء الشرقي من حي الشيخ مقصود في حلب، وفق المرصد السوري. ويحاول المقاتلون السيطرة على هذا الحي الاستراتيجي الواقع على تلة مشرفة على كامل حلب، كبرى مدن الشمال السوري.

وإلى الجنوب الشرقي منها، دارت اشتباكات في محيط مطار حلب الدولي منتصف ليل الخميس-الجمعة، ترافقت مع قصف بقذائف الهاون من الكتائب المقاتلة على حرم مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري، اللذين يحاصرهما مقاتلو المعارضة منذ شباط (فبراير) الماضي، ضمن ما أطلقوا عليه «معركة المطارات» في المحافظة، للسيطرة على نقاط انطلاق الطيران الحربي الذي يشكل نقطة تفوق للقوات النظامية. وأعلن «الجيش الحر» إنه استعاد سيطرته على قرية عزيزة في الجنوب وعلى منطقة جسر عسان بعد اشتباكات مع قوات النظام التي انسحبت إلى قرية النيرب قرب مطار حلب. وقالت المعارضة إن قوات النظام قصفت مدينة السفيرة بريف المحافظة وإن مقاتلي المعارضة قصفوا بقذائف الهاون مطار كويرس العسكري.



وأفاد المرصد أن طائرة حربية نفذت غارة جوية على محيط الفرقة 17 في ريف الرقة في شمال شرقي البلاد، ذلك أنه أحد ثلاثة معاقل عسكرية لا تزال تحت سيطرة النظام في محافظة الرقة، إضافة إلى مقري اللواء 93 ومطار الطبقة العسكري.

وأعلنت «الهيئة العامة للثورة» أن ثمانية أشخاص قتلوا وجرح 15 آخرون، في استهداف قوات النظام قرب مدينة تدمر (وسط) حافلة كانت تقلهم من ريف دير الزور شمال شرقي البلاد. وأشارت إلى «قصف مركز» على قرية الحسينية وأحياء الصناعة والحويقة والعمال في دير الزور. وفي ريف إدلب في شمال البلاد، تعرض عدد من القرى إلى قصف بينها بلدة دركوش.

في غضون ذلك، خرجت تظاهرات في عدد من المناطق السوري، كان بينها واحدة في كفربطنا في الغوطة الشرقية لدمشق، وردد المشاركون هتاف «قادمون يا دمشق». وخرجت تظاهرات في يبرود في شمال دمشق.

وبث ناشطون فيديو لمتظاهرين في بلدة خربة غزالة في ريف درعا جنوب البلاد، حيث حققت المعارضة المسلحة تقدماً في مواقع عدة في الفترة الأخيرة.

وفي ريف ادلب، بث نشطاء صوراً لمئات المشاركين في تظاهرات في بلدتي حاس وكفرنبل ومدينة اريحا، ورفعوا لافتات تدعو المعارضة الى التوحد و «التمسك بالحرية»، إضافة إلى خروج شباب في تظاهرة في حي بستان القصر في مدينة حلب. كما شارك عرب وأكراد في تظاهرة في عين العرب على الحدود السورية-التركية، ورفعوا علم سورية والعلم الكردي.