على وهج الجمر ولهيب التنور, تستيقظُ السيدة كاملة مع تنفس الصباح وهي تحمِل روح الصمود في داخلِها لتصارعَ يوماً شاقاً من أيام حياتها اليومية. منظرُ الزبائنِ من حولِها قد يخففُ من عناءِ التعب, بيدَ أنَّ مشقةَ التعاملِ مع نار التنور تبقى قصة أخرى في حياة كاملة وهي تحضِّر العجينَ المخمَّر وتلصقُه في جانب التنور المشبعِ بلهيب النار.
436x328_84919_194107.jpg
وعلى ساحلِ البحرِ الأحمر في الجنوب الغربي من السعودية في مركزِ عمق تحديداً جنوبَ محافظةِ القنفذة تنتشرُ المطاعمُ الشعبية التي يعمل فيها نساءٌ من أهالي القرية التي تبدو عليها البساطة في البناءِ المصنوعِ من أشجارِ السدرِ وسعفِ النخل.
سيداتٌ طاعناتٌ في السنِ يعملنَ بكل حيويةٍ ونشاط لتقديم وجبةٍ تقليدية من صنع أيديهن يقصِدُها محبوها من كلِّ مكان.
لعل ما يميزُ هذه المطاعم الشعبية مجاورتَها لمرسى الصيادين وسوقِ السمكِ الذي يتمُّ صيدُه وطهيه في الحالِ طازَجاً من البحر إلى التنور, حيث يعملُ الصيادون على جلب الأسماكِ من البحرِ من أنواع عدة وأحجام مختلفة, ثم يتمُ بيعُها للمسافرين والقاصدين لهذهِ المطاعم لوضعِها في التنور على جمر النار.
ثلاثون عاماً وكاملة تقفُ خلفَ هذا التنور وقدِ اعتادت على فوَّهةِ النارِ ورؤيةِ الحطب والعملِ في هذه المهنةِ الشاقة لإعالةِ أسرتها، خلال هذه المدةِ من العمل وضعت كاملة صورةً لروادِ مطعمِها وهم يترددون إليها ليتذوقوا رغيفَ التنور وقد طبعَت عليه كاملةُ كفها كعلامةٍ مميزة (هذا من صنع أيدينا).
المصدر : العربية نت - السعودية - خميس الزهراني
مواقع النشر