القاهرة - رويترز : قرر وزراء الخارجية العرب يوم الأربعاء السماح للدول العربية بتقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية التي تقاتل قوات الرئيس بشار الأسد إذا رغبت في ذلك ووجهت الدعوة للائتلاف الوطني السوري المعارض لشغل مقعد سوريا في الجامعة.
وسبق ان شددت جامعة الدول العربية على أن تكون المساعدات للمعارضة السياسية السورية والجيش السوري الحر إنسانية ودبلوماسية فقط خلال الحرب الاهلية التي اودت بحياة زهاء 70 الف شخص.
لكن البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب شدد على "حق كل دولة وفق رغبتها (في) تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر."
وتقود قطر مسعى ضد دمشق في الجامعة العربية لكن قرار يوم الأربعاء لم يخرج بالاجماع. فلبنان والعراق والجزائر رفضت الموافقة على الأجزاء الخاصة بسوريا من البيان الختامي.
ويقول مسؤولون غربيون حاليون وسابقون ان المسؤولين القطريين واثرياء عربا من السعودية ودول اخرى يبرمون بالفعل صفقات أسلحة على الحدود السورية التركية مع مجموعات متباينة من جماعات المعارضة.
وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمر صحفي ان الوزراء وجهوا دعوة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى تشكيل هيئة تنفيذية "لشغل مقعد سوريا في الجامعة ومنظماتها ومجالسها وأجهزتها للمشاركة في القمة العربية في الدوحة" يومي 26 و27 مارس آذار الحالي.
لقطة من اجتماع للمندوبين الدائمين بمقر الجامعة العربية بالقاهرة يوم الأربعاء. تصوير: محمد عبد الغني - رويترز
وتابع أن ذلك سيكون "إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤولية السلطة في سوريا."
وكانت الجامعة العربية علقت عضوية الحكومة السورية فيها عام 2011 احتجاجا على استخدام السلطات السورية القوة في التعامل مع "المحتجين السلميين."
ورحب وليد البني المتحدث باسم الائتلاف المعارض بالقرار وقال ان من الافضل ان يأتي متأخرا أفضل من الا يأتي على الاطلاق.
واعتبر القرار خطوة في طريق المطالبة بمقعد في الامم المتحدة وقال ان مثل هذه الخطوات المهمة ستؤدي في آخر الامر الى الاطاحة بالاسد ووضع نهاية لنظامه الوحشي.
وتم انتخاب معاذ الخطيب (52 عاما) الواعظ في المسجد الأموي بدمشق في نوفمبر تشرين الثاني الماضي لرئاسة الائتلاف المعارض. وحصل على تعهدات محدودة بمساعدة المعارضين من وزراء غربيين وعرب في روما في أواخر الشهر الماضي.
لكن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور سار في الاتجاه المعاكس في اجتماع يوم الأربعاء فدعا إلى إلغاء تعليق عضوية سوريا بجامعة الدول العربية للمساعدة في التوصل الى حل سياسي للصراع في البلاد.
وقال منصور في الاجتماع الوزاري بالجامعة "فلنعد سوريا إلى حضن جامعتها العربية ولنرفع تعليق مشاركتها في اجتماعاتنا" مضيفا "فالتواصل مع سوريا لإنقاذها واحتضانها من جديد ضروري من أجل الحل السياسي."
وقال لرويترز في وقت لاحق ان مقعد سوريا يجب الا يذهب للمعارضة. واضاف ان سوريا دولة وحكومة وفكرة ان يحل محلها مجموعة من المعارضين امر خطير جدا.
ويهيمن على حكومة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ائتلاف يضم جماعة حزب الله وحلفاءها من الشيعة والمسيحيين الذين يؤيدون الأسد.
وقال ميقاتي الذي سعى لانتهاج سياسة النأي بالنفس عن الصراع في سوريا إن بلاده ستحترم أي قرار تتخذه جامعة الدول العربية بشأن سوريا.
لكن منصور انتقد الخطوات التي اتخذتها الجامعة ضد دمشق.
وقال منصور "عقدنا اجتماعات على مدى عامين واتخذنا قرارات تلو قرارات ظنا منا أننا بها سنوفر لسوريا الأمن والاستقرار بإزاحة نظام واستبداله بآخر .. غرقت سوريا بالدماء والدمار."
وألقت قطر التي قادت الجهود ضد دمشق داخل الجامعة العربية اللوم على الأسد في إراقة الدماء المستمرة منذ نحو عامين في سوريا.
وقال رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في الاجتماع "من أوجد بحرا من الدماء هو بشار لأنه لم يلتزم بالقرارات العربية ولم يتعاون معنا لحل الموضوع سلميا وهو الذي يقصف بالاسكود اليوم شعبه وهو الذي رفض كل الحلول التي حاولنا عملها بشكل ودي وأخوى."
وفر نحو مليون لاجيء من سوريا ما زاد الضغوط على جيرانها ومنهم لبنان وتقول المفوضية السامية للأمم
مواقع النشر