دويتشه ﭭيله : بدأت ماهينور اوزدمير حملتها الانتخابية في بلجيكا التي تشهد في ال 14 من أكتوبر/تشرين الأول المقبل انتخابات بلدية، فيما يدور حاليا نقاش حول مشاركة النساء المحجبات في العمل السياسي.
تعد ماهينور اوزدمير، أول محجبة تشغل مقعدا في برلمان دولة أوروبية عقب الانتخابات الجهوية عن مقاطعة بروكسل في عام 2009 . وتواصل ماهينور اوزدمير، وهي بلجيكية من أصل تركي التأكيد على استعدادها للتمسك بارتدائها الحجاب الذي تعتبره لا يتعارض مع القيم التي تدافع عنها من داخل المؤسسات البلجيكية، كما انه لا يؤثر على احترامها للقوانين البلجيكية. وتضيف مشددة "أنا لن أتخلى عن حجابي حتى ولو تطلب ذلك التنازل عن ترأس قطاع ما كعضو في المجلس البلدي، وبالتالي الاتجاه إلى تحمل مسؤوليات أخرى يمكن أن تخدم جميع سكان بلدية سكاربيك". وتضم هذه البلدية الجزء الأكبر من الجالية التركية التي تقطن في مدينة بروكسل. ويجدر الإشارة إلى أن هذه السيدة تنشط سياسيا في صفوف حزب المركز الديمقراطي الإنساني، وهو حزب مسيحي ديمقراطي.
الأحزاب الديمقراطية التقليدية تستفيد من شعبية المحجبات
وحول قبول الحزب لتمثيله من قبل محجبة يقول دونيس غريمبيرغ من حزب المركز الديمقراطي الإنساني في حوار مع DW عربية "طالما أنها تعمل في الجانب التشريعي، فإن هذا لا يشكل مشكلة، لأنها تمثل ناخبيها. أما فيما يتعلق بوظيفة تنفيذية فإنها تمثل جميع السكان"، وبالتالي فلا يمكن أن تحصل على هذه الوظيفة. وتؤكد ماهينور اوزدمير على أن برنامجها الانتخابي هو برنامج الحزب الذي تنتمي إليه.
فريدة الطاهر
وقد شجع نجاح ماهينور اوزديمير في انتخابات عام 2009 وحصولها على الكثير من أصوات الجالية التركية جل الأحزاب السياسية الأخرى على قبول محجبات للمشاركة في لوائحها للانتخابات البلدية لعام 2012 ، خاصة في الأحياء التي تقطنها غالبية من أصول عربية ومسلمة.
أما فريدة الطاهر وهي بلجيكية من أصل مغربي فهي أيضا واحدة من هذه المرشحات المحجبات ضمن لائحة الحزب الاشتراكي للانتخابات البلدية المقبلة في أحد الأحياء الشعبية بمدينة بروكسل ـ مولينبيك، الذي يضم جزءا هاما من الجالية المغربية. وإذا كانت فريدة تشدد على أنها ليست عضوا في الحزب الاشتراكي، ولكنها فقط مرشحة مستقلة في لائحة رئيس بلدية مولينبيك الاشتراكي وأنها تميل إلى بعض أفكار الحزب الديمقراطي المسيحي فإنها لا تتردد في التأكيد على دفاعها عن قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وأنها ستدافع في حال نجاحها عن حقوق كل المواطنين القاطنين في هذه البلدية سواء تعلق الأمر بقضايا التعليم أو السكن أو التشغيل أو الأمن. وتعبر فريدة في الوقت نفسه عن أسفها على تركيز وسائل الإعلام البلجيكية على ارتدائها الحجاب بدلا من مضمون برنامجها الانتخابي الذي تلخصه في مقولتها «العيش معا». وتشتغل فريدة الطاهر حاليا كمساعدة اجتماعية.
"الانتماء إلى الجالية أو الوطن" لا يؤثر على نوع المشاركة السياسية
وحول تأثير مشاركة المرشحين من أصول مسلمة في الانتخابات، وخاصة المحجبات، على بروز نوع من التصويت العرقي، تقول فاطمة زيبوح، وهي باحثة متخصصة في السياسة البلجيكية، إن تحليلا أكثر تفصيلا لسلوك الناخبين من أصل تركي ومغربي يظهر فروقات ذات دلالات في عمليات التعبئة ونتائج الانتخابات على عكس ما يعتبره البعض ك "تصويت مسلم" أو "ضغط مسلم" متجانس ومنظم. وبما أن الجالية التركية في بلجيكا هي أكثر تنظيما وانضباطا فذلك يسمح للأتراك بالحصول على نتائج جيدة في الانتخابات على الرغم من أن المغاربة الذين يعدون أكثر اندماجا في المجتمع، لديهم الكثير من المرشحين، ولكن لهم نسبة أقل من الناجحين في الانتخابات مقارنة بالأتراك.
فاطمة زيبوح، باحثة متخصصة في السياسة البلجيكية
وتشهد الانتخابات البلجيكية، التشريعية والجهوية والبلدية، مشاركة مهمة للأجانب من أصول عربية ومسلمة منذ سنوات كمرشحين وناخبين. ويوجد عدد من النواب من هذه الأصول داخل البرلمان الفيدرالي وكذلك في البرلمانات الإقليمية. ولا تخلو بلدية تقريبا في بروكسل من عضو من أصول عربية ومسلمة. وغالبا ما يتقدم هؤلاء للترشيح على لوائح الأحزاب التقليدية، من اليمين إلى أقصى اليسار مرورا بأحزاب الخضر، بينما حاول بعضهم تشكيل أحزاب إسلامية، لكنها لم تحظ بأي نجاح يذكر.
وتقول فاطمة زيبوح إن المشاركة السياسية للبلجيكيين من أصل أجنبي تتميز في المقام الأول بغياب التجانس. فالانتماء إلى الجالية أو الوطن يكون أقل أهمية من المبادرات الفردية والانتماء المهني أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. وينبغي النظر إلى العلاقة بين السياسة والأصل الإثني بمنظور علاقات ديناميكية في تطور مستمر.
مواقع النشر